الخطاب القومي الكلداني

بداية لابد من الإشارة أن الخطاب القومي الكلداني وتعريفه بأنه نسق من المفاهيم والتصورات حول القضية الحقوقية الانسانية ينتجها أفراد أو جماعات أو أحزاب سياسية خاصة بهم على شكل أقوال وأفعال واعية بهدف خدمة القضية الكلدانية لنيل مكتسباتها وتطوير خصوصيتها ثقافيا واجتماعيا وسياسيا، وهي أشكال ترمي إلى تحفيز الجماهير الكلدانية للانخراط في المسيرة الديموقراطية والحقوق والحريات من اجل الضغط على السلطة المركزية والإقليم لتلبية مجموعة من المطالب المشروعة، حقوقيا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا … الخ، وذلك رهن بتعديل العلاقة الراهنة بين مكونات الشعب العراقي على اختلاف اطيافه الأثنية والدينية والمذهبية من علاقة ذات طرف واحد الى علاقة شراكة حقيقية، واحترام مبادئ المواطنة بما تعنيه من حقوق متساوية أمام القانون والدستور.

ومن وجهة نظري الشخصية ينبغي أن يستند هذا الخطاب الى:

أولا – التأكيد على أن الخطاب الكلداني بكل شكل من الأشكال ليس حالة مرحلية أو ظاهرة عابرة وتحت تأثير ظروف معينة تنتهي بزوالها. رغم ما تم تحقيقه من نتائج ايجابية إلا أن هناك صعوبات تعترض مسيرته، لكن نستطيع القول ان الخطاب الكلداني يحاول ايجاد لغة او صيغة مشتركة من المفاهيم الجديدة وتطبيقها على ارض الواقع.

ثانيا – أن طبيعة الحركات الاجتماعية تحمل في ثناياها خطابا أيديولوجيا تعبويا، بحيث إن الخطاب الكلداني لا يشكل استثناءً لهذه القاعدة بل محاولة خلق قاعدة جماهيرية واسعة للأحزاب السياسية الكلدانية لتمكينها من عبور الموانع الاجتماعية رغم المعوقات السياسية والاجتماعية التي تعترض طريق الانطلاق.

ثالثا – رغم الاختلاف في الرأي والتباين في الافكار بين الافراد في طرح القضية الكلدانية إلا ان الخطاب القومي الكلداني عامة أثبت ان الهوية الكلدانية استندت على المفاهيم التاريخية والثقافية واللغوية.

رابعا – إن طرح الآراء والاقتراحات للأشخاص والجماعات بشأن الخطاب القومي الكلداني سواء كان سلبيا أم إيجابيا، تبقى هذه الاختلافات في حدودها الطبيعية باعتبارها تكمل بعضها البعض بصرف النظر عما قد يكون بينها من تباين تفرضها في بعض الأحيان ظروف معينة تخلقها آراء وسلوكيات شخصية تندرج في خانة العوامل الثانوية، وتحتم المرحلة الحالية للقضية الكلدانية المساهمة الجماعية لجميع الكلدان كل من موقعه في مواجهة النظرة الأحادية في اقصاء الآخر، وبالتالى طرح الاختلاف والتعايش خارج إطار الأفكار والنظريات الانغلاقية التي يطرحها بعض الافراد بحجج واهية .

خامسا – إن الخطاب الكلداني يتأسس على الحقيقة المستندة على التاريخ، فالحاضر استمرار طبيعي للماضي، ونتيجة لذلك ينبغي إعادة الاعتبار لهوية الإنسان الكلداني حسب التاريخ والثقافة واللغة، عليه ارى ضرورة تصحيح المسار الخاطئ الذي تحاول أيديولوجية القوى الكبيرة المهيمنة على السلطة في المركز و الاقليم من رسمه على خارطة الوطن العراقي .

سادسا – يجب ان تكون القضية في اساسها هي قضية مواطنة والاعتراف بالأختلاف والتنوع العرقي والثقافي واللغوي في العراق . ان المكون الكلداني ساهم في الماضي في بناء العراق ونطمح حاضرا ومستقبلا المساهمة الجادة لأن جذوره مغروسة في تربة العراق العزيز ولا نريد ان يكون المكون تابعاً ولا مهمشاً .

سابعا – يجب أن يكون الخطاب الكلداني عماده الديموقراطية التى تهدف الى إقامة المجتمع المدني العراقي للخروج عن التفكير النمطي والأسلوب التقليدي والتحرر من شوائب الذات ألقاتلة، وتجاوز الخلاف والقبول بالاختلاف . من هذا المنطلق الانساني تتسع خريطة الخطاب الكلداني وسط الجماهير الكلدانية التواقة الى الحرية ونيل الحقوق القومية المشروعة وإقامة وطن ديموقراطي حر.

بنظرة تفاؤلية نحو المستقبل وإذا ما تحققت غايات وأهداف الخطاب القومي الكلداني سنجد أن ما ذكرته أعلاه عبارة عن أسس من المتانة التي ستصل بنا إلى ما نصبو اليه

وديع زورا

23 تموز 2012

You may also like...