الحـلقة الثانية حـول كـتاب: (ألقـوش عـبر التأريخ)

جـوابنا إلى زميلـنا الأخ جـورج بابانا الموقـر


بقـلم: مايكل سـيـﭙـي
سـدني ت 7 حـزيران 2012

إطلعـتُ عـلى ردّك الذي تأخـرتَ به بعـض الشيء وهـو أمرٌ جـميل أن تـردّ ولـكـن الأجـمل أن نـتجـنب الإنـفعال ولا بأس أن نـعـتـذر إن أخـطأنا، أما أنت فـحُـر التـصرّف إن أخطأتَ.

إن إعادة طبع الكـتاب التأريخي المشار إليه كان أمراً ضرورياً، أما إنـتـقادنا له فـليس بالأمر الشاذ ولا الخـفي فـهـناك من ينـتـقـد كـتاب الله (نـقـد الفـكـر الديني، الإنجـيل)، ثم ماذا يا أخي؟ أرجـو أن لا تـنـفـعـل هـكـذا، إنـنا قـد نخـطىء وقـد نـصيب. أما عـن الأقلام الصفـراء فإن الكـتابة بها صعـبة الرؤية بسبب الألوان لذلك فإنـنا نكـتب أحـياناً بقـلم أحـمر ومرات بقـلم أزرق كي تسهـل رؤيته للجـميع.

أخي العـزيز:

لا شك بمعـرفـتي بكـم زملاءاً وأبناء البـلـدة والمحـلة والعائـلة بما يـدعـو إلى الإفـتخار وأعـتـرف أنكـم تـتـصفـون بالهـدوء، ولكـنك أدرى بأمور كـثيرة قـد تـغـيَّـرتْ يا أخي مما يجـعـل كـل الإحـتـمالات واردة (إقـرأ تأريخ قادة ذوي رتب دينية رفـيعة سوف تـنـدهـش بما لا تـصـدّقه) وبالمقابل هـناك مَن سَـلــَّـمَ رقـبته ولم يفـرّط بإيمانه، أما الإستـنـتاجات فلا تأتي إعـتـباطاً وإنما إستـناداً، إستـناداً إلى معـطيات وظـواهـر مفاجـئة وطارئة لم تكـن في الحـسبان وهـذا الذي قادنا إلى الإستغـراب والكـتابة التي أزعـجـتـكم.

أنا لستُ ألومك عـلى أسلوب ردّك فـهـذا أحـد حـقـوقـك المصانة، ولكـن لي الحـق أيضاً في النـقـد الذي أتيتُ به، والمسألة ليستْ طعـناً وإنما حـرصاً عـلى تـراث، حـتى وإنْ كان قـد سُـلــِّـمَ بأيـديكم إلاّ أنه مُـلك الجـميع يا أخي. أما ماكـو شي بّـلاش فـهـذه تأتي إستـناتاجات من الوقائع الغـريـبة التي ليس لها تـفـسير إلاّ إذا إفـتـرضـنا مثل هـذا الإفـتـراض. نعـم أنـتـم دمـثـوا الأخلاق ولكـن مغـريات الزمن كـثيرة بما يجـعـل القـدم تـنـزلق، ولستم بحاجة إلى ذكـر الأمثـلة عـلى ذلك فأنـتم تـعـرفـون كـل شيء، ومَن يـدري! فـقـد أنجرف أنا يوماً بما يجعـلك تستغرب وأتعـرّض إلى إنـتقادك أيضاً.

أما المشاركة في الإنـتـرنيت فهي تكـنولوجـيا العـصر أتاحـت الفـرص للجـميع وإنك ترى بأم عـينيك ذلك فـليست حلال للبعـض وحـرام عـلى الغـير، ثم ماذا بها إنْ تـكـلمنا يوماً بالدين، وأخـر بالعـلم، ثم بالقـومية ورابعاً بالسياسة، وقـد نـتـكلم عـن القـصيدة والمسرح بما تسمح به معـرفـتـنا ولا نـدّعي أكـثر من إمكانياتـنا. أكـتب أنت أيضاُ بكـل الإخـتـصاصات فـمن يمنعـك؟ بل قـد نستـفـيد من خـبرتـك الطـويلة في الحـقـل التربـوي أو غـيره.

نحـن ليس لدينا مشروع تجاري ولا محـل لبـيع أشياء ولا نطمح أو نطمع بمنصب أو تكـريم أو ما شابه ذلك، ولو كان هـذا ديدنـنا، كانت أمامنا فـرص في فـتـرة الوظيفة ولم نـقـدّم أنـفـسنا رخـيصة للحـصول عـلى واحـدة منها كـما فـعـل الكـثيرون، وإن كان لـديك مأخـذ عـليّ بهـذا الإتجاه أرجـو أن تـذكـره عـلى الملأ أمام القـراء عـن الغـنائم التي حـصلتُ عـليها، أو التي تـظـن أنـني اليوم سـوف أحـصل عـليها في العـراق الجـديـد.

أما أن تـقـول أن شيئاً حـدث بـدون قـصـد، فـهـذه مقـبولة منـكم، بل وأيضاً تــُـحـمَـدون عـلى هـذا الكلام ولكـن أكـرّر أن المسألة يمكـن أن تـسَـوّى بـدون إنـفـعال والدنيا ما تـسوى يا أخي.

لا أعـتـقـد أنك تريد الخـوض في نـقاشات القـومية الرائجة في هـذه الأيام، ولـكـن إنْ أردتَ فـستـضيف للقارى الكـثير الكـثير من خـبرتك وأنـتم تحـملون تراثاً مهـماً من المرحـوم عـمكـم المطران، ونحـن بـدورنا سـنساهم معـكم بما تـعـلمناه من هـنا وهـناك بدون إجـتهاد منا (إلاّ إذا أغـلقـتْ الطرق أمامنا ولم يـبقَ غـير المنـطق والإجـتهاد).

دمت أخاً عـزيزاً ــ وهاذي تـصير بـين الإخـوان ــ ولا يهـمـّـك، وأعِـدك أن إنـتـقادنا عـلى الطبعة الجـديـدة للكـتاب سـيأخـذ مجـراه إبتـداءاً من الغـلاف فلا تـؤاخـذني عـلى ذلك ودمتَ بخـير .

================

ورثة كـتاب (ألقـوش عَـبر التأريخ) وطبعـته الجـديدة

(الحـلقة الثالـثة)

بقـلم: مايكل سـيـﭙـي
سـدني ـ 15 حـزيـران 2012

صدرت الطبعة الأولى من السِّـفـر القـيِّـم كـتاب (ألقـوش عَـبر التأريخ) سنة 1979 وتـعـهـد ورثة المرحـوم المطـران بابانا بالإقـتـداء بمـُـثـلِه الصالحة ليتمثــَّـلـوا بنزاهـته وإخلاصه لتأريخ الكـلـدان أمته، ولكـن الطبعة الثانية (2012) صدرتْ بغـلاف لم نـتـوقـعه بل كان يُـفـتـرض أن يـزيِّـن بغـطاء من إستـبرق بشـغـف، ويـصان في القـلب في الأحـشاء في المقـلة في كـنف! لا أن أن يــُـغـلــَّـف هـذا السِّـفـر العـظيم بالقـلف؟ ومع ذلك نـقـول الإحـتمالات واردة كأنْ يكـون هـناك سـهـوٌ أو زلة وربما زلـف ، فـبالتـفاهم نـضع النـقاط عـلى الـحـروف دون تـعـصب ولا قـرف.

نعـم البادىء أظـلم، ولكـن مـثـلما نـتـهم ظـناً فـكـذلك تـتـهـمون ظناً بقـولكم (مستـوفي حـقه) من وراء الظهـور المتكـرر في المواقع فـهـذه قـد تجاوزناها في ردنا السابق. أما المستـفـيدون واللاهـثـون وراء الكـراسي في ردك الثاني فـهم كـثيرون نعـم، ولكـن ليس من الصواب أن تـدرجـني بـينهم لأن ليس عـليّ مأخـذ بهـذا الحـقـل في الماضي ولا في الحاضر، أما مستـقـبلاً فسيحـكم القـراّء في هـذا الشأن وأنت أحـدهم وسـترى بأم عـينك، وإذا إتـضح لك خلاف هـذا أرجـوك رجاءاً أن تــُـذكــِّـرني به عـلى الملأ في وسائل الإعلام أمام القـرّاء ـ شـتريد بعـد ـ

بشأن وضعـنا في أستـراليا أقـول لو أنّ الأمر بأيـدينا سنـعـمل كي يلتـحـق بنا (كـل مَن يرغـب العـيش معـنا) ولكـن ليس باليـد حـيلة، ولكـن هـذا لا يقـطع صِـلة الأرحام بنا ولا يُـنسينا أصولـنا وتـراثـنا وذكـرياتـنا، ثم حـين نـنـتـقـد أو نـلوم فإن ذلك ليس كـرهاً بل حـرصاً خاصة حـين لا تـوجـد سـوابق بـينـنا. مَن منا يمكـنه أن يضمن بـِـرَّه إلى الأبـد ، ألسنا كـلنا معـرّضين إلى الزلات، فـمِنا مّن يصمد ومِـنا مَن يتـزحـزح من مكانه وهـذه ليست معـلومة جـديـدة كي أضيفـها إلى دفـتر ذكـرياتك لأنك تـعـرف قـصدي جـيداً فالأمثـلة كـثيرة وأنت في غـنى عـنها.

وقـد يكـون من المفـيد أن أذكـر أنـنا حـين كـنا في العـراق وفي اليونان إلى سنة 1997 لم تخـطر بـبالنا مسألة التسميات التي أشـرتَ إليها ولكـني حـين وصلتُ أستراليا عـلمتُ بأن هـناك مَن ينـكـر إسمي وإسم أجـدادي، وهـنا إنـتـبهـنا. أما شأن المسيح، نعـم لم يكـن كاثـوليكـياً ولا إنجـيلياً ولا آثـورياً ولا صينياً طيب ثم ماذا؟ أخي العـزيز: أنت تألمتَ من ظـنونـنا بكم فـكـيف سيكـون الحال بكم إذا نـكـرناكم أصلاَ؟ هـذه هي محـطة إنـطلاقـنا التي تستـغـرب منها.

أما ممزقي الأمة فـهم ليسوا مخـفـيّـين بل يعـرضون فـلسفاتهم في القـنـوات الفـضائية عـلناً ويتبـوّءون مناصب بإسمي وإسمك ولكـنهم يطعـنـون ظهـرنا من خـلفـنا، أتـريد الدليل؟ أطـلبه فـسوف أزوّدك به ﭬـيديـوياً، وليس كـتابة كما تـظن بنا الآن.

أخي االعـزيز

حـين أقـرأ ردّك الثاني فإنه يوحي إليّ أن آخـذك إلى موضوع آخـر ليس مبحـثـنا في مقالنا هـذا، ومع ذلك لا بد أن أرافـقـك في مسارك وأقـول: هلاّ تـزال تعـتـقـد ـ أو أصبحـتَ من بـين الذين يعـتـقـدون ـ أن التسمية هـذه (البابلية أو الكـلـدانية) هي ولـيدة عام 1552؟ طيب أتـعـرف شيئاً عـن مطران قـبرص مار طيماثـيـوس في عام 1445 والـﭙاﭙا أوجـين الرابع ؟ إذا كـنـتَ لا تـعـتـرف بالتأريخ والكـتبة الأجانب والرحالة القـدماء الذين لم يكـن لـديهم فـيها ناقة ولا جـمل، فـهـذا موضوع آخـر. ولكـن إقـرأ في هـذا المكان ولن تـخـسر شيئاً، إنها إضافة معـلومات ليس إلاّ:

http://www.kaldaya.net/2011/Articles/06_June2011/53_June28_MarSarhadYusipJammo.html

إنكم من عائلة دينية بلا شك ولكـن لستُ متأكـداً إن كـنـتم مضطلعـين في أمور الطـخـسا والـحُـذرا، فـما رأيك في بعـض الصلوات المؤلفة في القـرن الرابع الميلادي والتي نصليها جـميعـنا في كـنائس المشرق والتي يـذكـر فـيها إسم ((الكـلـدان)) فـقـط وليس غـيرهم؟ يمكـنك الآن قـراءتها في مكانين عـلى الأقـل في الحـذرا . ذكـرتُ ذلك للمعـلومات العامة.

في الحـلقة الأولى من مقالـنا في هـذا الموضوع كـتبتُ العـبارة: ((فـبـدلاً من أن يستـشيروا الألقـوشـيّـين النجـباء – ولا أقـول يستـنـجـدوا – وكـلهم أصحاب غـيـرة لمشروع إحـياء تـراث كـهـذا)) إنها لا تـعـني أن أكـون المستـشار ولا المنـجـد وهي واضحة، ولكـنها تعـني بالنسبة لي إستـشارة أولئـك الألقـوشـيّـين الذين لم يـبـيعـوا أمتهم، وأولئـك المنـقـحـين الألقـوشـيّـين الخـبراء في اللغة العـربـية، لأن المشروع ألقـوشي ليس إلاّ، وهـذه ليست عـنـصرية بل خـصوصية، فـهـل يستـعـين إخـوتـنا الآثـوريّـون بي مثلاً أو بالكـتاب الفـطاحـل الألقـوشـيّـين المعـروفـين عـلى الساحة الكـلـدانية في مشروع من هـذا النوع؟ كلا يا أخي.

ما الذي قادنا إلى كـتابة هـذه السلسلة من المقالات سـواءاً كان الكاتب ألقـوشياً أم غـيره؟ إنه الغلاف أولاً وأخـيراً. هـناك من القـراء بل قـل من المفـكـرين يقـولون: (قـل لي عـنـوان الكـتاب أقـول لك ماذا في داخـله!) وهـناك من يقـول: ( قـل لي مَن هـم أصدقاؤك ، أقـول لك مَن أنـتَ!) والبعـض يـبالغ عـلى هـذا المنـوال وقـد يكـون صادقاً حـين يقـول: (قـل لي ماذا تأكـل، أقـول لك ما هي شـخـصيـتك) وهـكـذا فإن غـلاف كـتابكم الجـديد أوحى للكـثيرين بأن يخـمـِّـنـوا مقـدّماً ماذا في داخـله، يا أخي ألم تـرَون غـلافاً أفـضلاً؟ وهـل كان غلافه الأصلي معـيـباً؟ أنـتم بإخـتياركم إيّاه حـرّضـتم وأثـرتـم وأشـعـلتم نار الغـيرة عـنـد الكـثيرين سواءاً الذين كـتـبوا أم الذين لا يكـتـبون بل يتـكـلمون. ولكي لا أطيل الكـتابة فإلى الحـلقة الرابعة.

================

(ألقـوش عَـبر التأريخ ـ 2012) سِـفـرٌ محَـوَّرٌ عـملٌ مدبَّـرٌ غلافـُه مزوَّرٌ

(الحـلقة الرابعة)

بقـلم: مايكل سـيـﭙـي
سـدني ـ 16 حـزيـران 2012

إخـواني الأعـزاء آل بابانا

لا تـسيـؤوا الظن!! إذا قـلـتُ سمعاً وطاعة لمشاعـركم البريئة، فالعـمل المدبَّـر ليس منكـم ولكـنه فـخ نـصِـبَ أمام براءتـكم وفـيه وقـعـتم وما الخـلاص إلاّ بالإستـغاثة بربِّـكم. إنَّ الكارثة قـد حـلــَّـتْ في السِّـفـر التأريخي التراثي الألقـوشي سِـفـرنا، والمدوَّن أصلاً بالأيادي المقـدسة للمطران بابانا، وعـليه فالأمر قـد خـرج من أيـديكم وأيـدينا، وليس لنا إلاّ أن نـطرح أمامكم رؤيانا، لـنـقـرأ ردّكـم الذي نـنـتـظره والقـرّاء معـنا شـوقاً وَ ودّاً وإحـسانا، والآخـرون يصـفــِّـقـون لكم زوراً وبهـتانا.

أقـول إنَّ مقالاتـنا ومقالاتـكم التي كــُـتِـبَـتْ لا تـشـطب الكارثة التي حـلـَّـتْ، فالعـملية حـصلتْ، والمؤامرة نـُفــِّـذتْ والـراقـصون لها (الله جابْها إلـْـهـُـمْ) فـخـصْرُهم مع أكـتافـهم لها تـمـوَّجَـتْ! نعـم الواقـعة حـدثـتْ ، فـلنستـمر بالأخـذ والرد دون النـظر إليها بسـوءٍ في القـصد، ولا تسمحـوا أن تــُـفـسِـد هـذه القـضية ما بـينـنا من ودّ ، فالله أعـلم ما في القـلوب من المحـبة والإحـتـرام منـذ قـديم العـهـد، ولكـن أعـيـدها لكم وقاراً، أنْ لا بـد من النـقـد، وأنا في كـل مرة أكـون في إنـتـظار ردّكم عـلى الردّ.

وقـبل الخـوض في الموضوع فـقـد دخـل عـلى هـذا الخـط في مقال قـصير الأستـاذ القـديـر الأكـبر مني عـمانوئيـل شـكـوانا والذي قـدِمَ إلى أستـراليا لـزيارتـنا، وهـنا في أكـثر من مناسـبة معه إلتـقـينا وعـندها قال عـبارته المشهـورة فـبقـيتْ عالقة في ذهـنـنا ((بعـد سـقـوط الإمبراطورية الكـلـدانية عام 539 ق.م. لا يـوجـد في التأريخ ذِكــْـرٌ للكـلـدان ولا كـلـدانا)) وبحـضور الأخ عـيسى قـلو وأفـراد الدار إخـوانـنا، وفي حـينها لم أرغـب في ردّ محـصور بـينـنا، ونحـن ضـيوف عـنـده وأكـرمَـنا، بل أرغـب الآن في مشاركة الكـثيرين معـنا، فـيا ليتَ بـيني وبـينه عامـرٌ فـيطيب لـقـيانا ــ إمّا لا وجـود للـكـلـدان أو الكـلـدان وُجـودنا ــ لنـتبادل سـوية وجهات نـظرنا ، وقـد تـكـون آراؤه أمام القـراء سـبـباً في تـراجـعـنا ، فأكـون له شاكـراً قـلباً ووجـدانا…. ومن مَـداد القـلب نكـتب سَـجـَعَـنا.

الغلاف المشـوَّه

لـقـد دّقَّ مسمار غـريـب في غلاف مـُريب لـكِـتاب مهـيب! بعـيدٌ عـن أصالة النسخة الأصلية لسِـفـرنا بل لأسـقـفـنا الحـبيب، وحـتى لو رُفِـع المسمار فإن أثـره يـبقى ثـقـباً أسـوَداً لا يحـرسه رقـيـب، وإعـتماداً عـلى ما تـذكـرونه من براءتـكم من قـميص عـثمان فأقـولها آسفاً إنـكم أخِـذتم عـن غـفـلة من دبـيـب، فـكانت نـتيجـتها مقالاتـنا وردودكم نار ولهـيب. نحـن نـتساءل أمام الجـميع ما عـلاقة بوصلة حـزب زوعا بالكـتاب (ولا يهـمنا أن يكـون شعار دار النشر فـذلك شأن آخـر) وقـد ورد هـذا الرسم عـلى صفحـتي الغلاف الأمامي والخـلفي بالإضافة إلى الحاشية الجانبـية؟ وسـؤالنا أيضاً: لو كانت الغاية تحـديثاً وتجـديـداً لجـهـود مؤلفه ، فـلماذا لم تـوضع صورة المطران نـفـسه عـلى الغلاف إحـياءاً لـذكـراه؟ ولن تـشفي الصوَر المنـثـورة عـليه أياً كان مصممه؟

أعـزائي

لأكـن صادقاً معـكم وأقـول: هـنيئاً للسيد سـركـيس آغا جان، وألف مبروك لـدار المشـرق الثـقافـية فـلقـد إسـتـطاعـوا أن يلتـفـوا عـليكم ـ لبراءتكم ـ إنّ أيّ فـكـر هـو جـوهـرة في عـقـل صاحـبه لا يراها أحـد، ولكـن حـين يُـكـتـَـب عـلى الورق يصبح مادة للنشر ويكـون له رفاق، طـيب فـفي كـتابنا موضوع بحـثـنا نـرى أنّ حـقـوق الطبع في الطبعة الأولى محـفـوظة لورثة المؤلف وهـذه أمانة، طيب كـيف إنـتـقـلـتْ هـذه الحـقـوق لهـذا صاحـب الإمتـياز وذاك صاحـب حـق النـشـر، أستـحـلفـكم بـربِّـكم قـولوا للـقـراء ماذا بقي لكم؟ وأين الأمانة؟ أخي العـزيـز إنها حـقـوق! أتـدري ماذا تـعـني الحـقـوق؟ ثم عـن أية 1500 نسخة تـتـكـلـمون؟ هـل سـتراقـبونهم لو طـبعـوا 1510 نسخة مثلاً؟ أكـتـفي بهـذا القـدر من الغلاف وبعـده سأفـتـح الباب، وأدخـل لأتـفـقـد المـُخـبَّأ داخـل الجـلباب، وفي الخـتام أردّد قـول الرب يسوع: ((مَن يقـبل نبـياً بإسم نبيّ فأجـر نبي يأخـذ، ومَن يقـبل باراً بإسم بار فأجـر بار يأخـذ)) متى 41:10……. إنه درسٌ بـليغ تـعـلمناه كي نـقـول: ((من يقـبل دعـماً من خارج بلدته… فأجـره من خارج بلـدته يأخـذه)) والله في عـون الجـميع .


You may also like...