الحـبـيـب مار باوي سـورو الجـزيل الإحـتـرام

 كـرامتـكم الذاتية نـتيجة معـرفـتـكم الحـق ، والحـق حـرّركم  فأنـتم الأحـرار

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني

كـما عـهـدناه سـيادة الأخ الأسقـف باوي سـورو بإطلالته العـفـوية ، يقـف شابّاً بعـنـفـوانه واثـقاً من دواخـله  أبـيّأً في نـفـسه قـوياً بإيمانه صلِـباً عـلى مواقـفه كـيف لا وهـو المتـشـبِّـث بربِّـه ، تـغـْـلبُ عـليه رِقــّة مشاعـره وبساطة روحه حـين نراه مرهـفاً في حـسِّه يكـتب مقالته بصمت في صومعـته وكأنه يخـطب بـين الألاف من محـبّـيه . قـرأتُ مقالته في موقع ( كـلدايا . نت ) الأغـر المؤرّخ في 6 كانون الثاني 2012 بعـنوان ( الكـرامة الذاتية نـتيجة منـطـقية للحـرية )    http://www.kaldaya.net/2012/Articles/01/51_Jan21_BishopMarBawiSoro.html لخـَّـصَ فـيه

عُـصارة خـبرته في مسيرته الإكـليروسية وخلاصة رسالته الكـهـنوتية بطريقة فـلسفـية سـلسة تـنساب إلى ذهـن القارىء بصورة عـفـوية ، وهـذه هي فـعـلاً – وكـما عَـبَّـرَ عـنها سيادته – إيجابـيّة المسيحـية والمؤمن بالمحـبة المسيحـية . لقـد إنـطـلق مار باوي سـورو من مبـدأ إنجـيل الر ب يسوع ( وتـعـرفـون الحـق والحـق يحـرّركم – يوحـنا 8 : 32 ) فـلمّا عـرف الحـق تــَحَـرّرَ ! تاركاً القـيود الأرضية والأغلال الزمنية وإنـفـكَّ من أواصر الذات الأنانية نابـذاً العـروش الدنـيوية فـتـجـنـَّـبَ الرغـبات الفـردية ودخـل مدينة الحـرية فإستـمتـع بالحـرية . مار باوي سـورو يـرى أن السعادة وحـريّة الذات البشرية ليست مكـرمة من أحـد ولا مِـنـّة من آخـر وإنما هي حـق يَهـِـبُه الخالق لِـبَـنيه البشر مجاناً ، فـكـيف نرتـضي لشـخـصِنا أن نـتوق إلى الحـرية وهي – إنْ أردناها – في متـناولنا ! ولماذا نبحـث عـن الحـرّية وهي أمامنا ؟ في الوقـت الذي نرتـضي لأنـفـسنا أنْ نبقى مـقـيِّـدي الأيادي بأيـدينا ؟ ألسنا نحـرم أنـفـسنا منها بأنـفـسنا ؟

إن جـوهـر المسيحـية ليس أنـواطاً معـدنية ولا جُـبَـباً فـضفاضة قـطـنية ولا جـلوساً عـلى مقاعـد عالية خـشـبـية ! إن لـُـبَّ المسيحـية هـو غـسل أرجـل الغـير بنيات صافـية ومياه نـقـية ، إنها حـب القـريـب بأخـوّة حـقـيقـية لا تـشوبها أيّة شائبة طائـفـية أو عـشائـرية أو قـومية ولا تـتـشـبَّـث بالقال والقـيل الثـقافـية والبـطولات التأريخـية والحـكايات اللغـوية ، ولا تـتـنـكـَّـر لحـقـوق وحـرية الآخـرين عامة كانـت أم شخـصية ، وإنما هي المحـبة التي بها يـبـذل الإنسان نـفـسه من أجـل محـبِّـيه ، هي الصـليـب الذي حَـمَله المسيح قـبل أن يَحـمَلـَه ، هي الفـداء الذي أرانا إيّاه الرب يسوع عـلى خـشبة الصلـيـب . فـنـقـول إنّ حـقـوق الإنسان القانونية والمنـطـقـية مضمونة والكـرامة مُـصانة في المسيحـية لأنها منحة من رب السماء لخـليقـته البشرية ، متـذكــِّـرين أن لا محاباةَ عـنـد الله في حـياتـنا اليومية الدنيوية .

وفي سـياق آخـر من مقالته عـلق سيادة المطـران باوي سـورو الموقـر عـلى الرسالة الرعـوية لغـبـطة الـﭙاطـريـرك الآثـوري مار دنخا الرابع المحـترم بمناسبة عـيـد الميلاد 2011 مستـغـرباً منه تــَـنـَـكـُّـرهِ لحـقـوقَـنا الكـلدانية القـومية من خـلال تـصريحه بإنـتـسابنا إلى أمّـته الآثـورية ، وكـذلك إهـماله ذِكـْـر كـنيسة المشرق القـديمة لإخـوتـنا الآثـوريّـين ، في حـين دأب غـبطـته في كـل رسالة سنـوية أن يوصي الإكـليروس بالإبتعاد عـن السياسة وتـجـنـُّـب الحـقـد والحـسد والنـزاع . وهـنا يتساءل مار باوي قائلاً : أنّ الهـوية الشخـصية للفـرد والأمم هي حـرية منحها الله لهم ويخـتارون ما يناسبهم فـكـيف لرجـل متحـضـِّـر وفي القـرن الواحـد والعـشرين يَـتــَـنــَـكــَّـر لها متجاهلاً إيّاها ؟ وهـل من حـق أيّ كائن أن ينـكـرها عـليهم ؟ والحـق يُـقال فإن سيادته يـقـرُّ بـوجـود عـدد غـفـير من الآثوريّـين يكـنـّـون مشاعـر الإحـتـرام والموَدّة للكـلدان .

نعـم ، وكـما قال الموقـر مار باوي سـورو ، إنّ غـبطـته ( مار دنخا ) يرتـضي لنـفـسه أن يـخـتار ويـبقى مستمراً في إخـتياره عـزلة كـنيسته وزيغانه عـن باقي الكـنائس والقـطيعة عـن الكـنيسة الرسولية التي أسّسها خـليفة المسيح مار ﭙـطـرس أسقـف روما . إن الأسقـف الجـليل مار باوي سـورو حـينما شعـر بالموقـف الخـطـير كـهـذا ولأجـل خـلاص النـفـوس وهـو من ضمنهم وعـملاً بتـوصية الرب يسوع قـدّم طلباً للإنضمام إلى الكـنيسة الكاثوليكـية في عام 2007 ، وفي عام 2008 قـدّم طلباً للإنضمام إلى الكـنيسة الكـلدانية الكاثوليكـية .

هـنيئاً لأسقـفـنا العـزيز مار باوي سـورو في كـنيسة الرب ( الكـنيسة الكاثوليكـية للكـلدان ) وأهلاً وسهلاً به معـنا نحـن المؤمنين مُحِـبِّـيه .    

 

You may also like...