الحزب الديمقراطي الكلداني فكر قومي ومبدأ ثابت/بقلم: ماجد يوسف

كان لتأسيس الحزب الديمقراطي الكلداني وظهوره على الساحة السياسية في العراق حدث قد يكون الفريد من نوعه على الفكر القومي الكلداني من حيث التوقيت والتنظيم وكان لتأسيسه بمثابة العمود الفقري والركيزة الاساسية التي استند عليه الفكر القومي الكلداني فكان بحق كالشريان النابض للحياة لأنه ومن خلال جهوده الكبيرة وتنظيماته العلنية ونهجه القومي سعى ومنذ اللحظات الاولى لتشكيلاته الى وضع الاسس الرصينة للبيت الكلداني قوميآ وثقافيآ، فكان الايمان المطلق باهداف الحزب ونظريته القومية ونهجه العلماني الدافع الرئيسي الذي جذبت اليه المؤيدون والمناصرون والمؤازرون من كل انحاء الوطن وحتى خارج الوطن، استطاع الحزب وبجدارة ومنذ البدء من توحيد كل الافكار التي اجتمعت حوله وسعى لتحقيق الاهداف المرجوّة من نظامه الداخلي ليصل بالفكر القومي الى حالة الاشعاع الفكري بين الطبقة العليا المثقفة من الكلدان ليخوض بعد ذلك مسيرة مليئة بالصعوبات لنهضة الفكر القومي الكلداني في تلك الفترة الزمنية الصعبة المليئة بايديولوجيات مضادة ومسيطرة ومناهضة لكل عمل نهضوي كلداني.

اسند الحزب منذ خطواته الاولى وبعد التأسيس على تنظيماته التي كان قد اعدّها مسبقآ ليكون على عاتقها بعد ذلك زيادة قواعد الحزب الجماهيرية التي سرعان ما آمنت ايمانآ كاملآ لا يشوبه شائب بافكار ومبادئ وشعارات الحزب التي نادت وباعلى صوتها بالقومية الكلدانية وبعمقها التأريخي فكانت لهذه التنظيمات وسعيها وعملها في الوسط الكلداني من الشروط الاساسية والقوية واللازمة التي عملت على استمرارية ووجود التنظيم السياسي للحزب من خلال هذه التنظيمات النشطة واتصالها بالقاعدة الجماهيرية استطاع الحزب من تطوير قدراته مستفيدآ من الخبرات والقدرات والامكانات والطاقات الشبابية لتكون محصلتها في الاخير لصالح الجماهير الكلدانية سعيآ في تغيير الكثير من المفاهيم الخاطئة التي الصقت بالكلدان زورآ وبهتانآ.

اثبت الحزب الديمقراطي الكلداني وبعد سنوات من الخبرة والتجربة الحزبية والهيكلية في التنظيم بان لديه المقدرة والامكانية على مواكبة كل المراحل التأريخية والزمنية التي مر بها شعبنا و استطاع و بجدارة ان يأخذ بعين الاهتمام كل الظروف التي احاطت به في كل الاوقات مما اكسبه وبالتدريج القوة والحصانة في وجه الكثير من المعوقات التي احاطت بمسيرته المليئة بالتحديات والعقبات محولآ اياها الى ارث تنظيمي ملئ بالقيم والمبادئ الصادقة التي لم يحد عنها، حقيقة لا بد ان تقال وهي ان الحزب لم يكن بمستوى كل الطموحات والامنيات لشعبنا الكلداني على كل الاصعدة ولكن مسيرته مليئة بالثوابت القيّمة والتي اغنت فكرنا القومي وما زال هذا المشوار مستمرآ.

لا يخفى على احد بأن الحزب الديمقراطي الكلداني ونظريته القومية واجهت وتواجه تحديات صعبة حاولت الغاء وجوده القومي وزحزحته من على الساحة السياسية ومحاولة من عدة اطراف معادية ومناوئة لكل مشروع قومي كلداني لغرض السيطرة التامة على مقدرات الكلدان على كل المستويات وتحويلها لصالحها وذلك لفرض اجنداتها، امام هذه التحديات والعراقيل بات الحزب مدركآ باهمية وقوة تنظيماته وقاعدته الجماهيرية الكلدانية واستمرار نهجه القومي للعبور الى الضفة الاخرى مدركآ ومتحملآ وقادرآ على الالتزامات الاخلاقية والمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه لخلق لحمة بين ابناء شعبه من جهة وبين مبادئ وتصورات الحزب المستقبلية لصالح ابناء شعبنا من جهة اخرى مدركآ في الوقت نفسه ان هذه اللحمة لن تحدث الا بالوعي والاحترام المتبادل والالتزام من كل الاطراف بتحقيق الهدف القومي الكلداني الذي يصبوا اليه الحزب.

كان الحزب ومنذ تأسيسه ولا زال يؤمن بالارث الكلداني الذي تركه لنا الآباء وعلى كل الاصعدة كنسيآ وادبيآ وثقافيآ منطلقآ من هذا الارث وهذه الارضية ليصوغ منها الكثير من القرارات والتوصيات في نطاقه ومنهاجه وندواته الجماهيرية فعمل على ربط اواصر الماضي بالحاضر وتمتين هذه العلاقة والتمسك بها لاغناء الفكر القومي الكلداني بذلك الارث الذي مدّنا عبر كل العصور بروح التمسّك والاعتزاز والافتخار بقيم ومفاهيم راسخة عميقة بعمق التاريخ وساطعة سطوع الشمس مما زاد ذلك الاحساس الكثير من المسؤولية الملقاة على عاتق الحزب وقدرته على تحملها والسير بها لتوسيع قاعدته الحزبية من الشعب الكلداني والمؤمنون بالقضية القومية وايضآ رفد الحزب بمقومات الثبات والدفاع عن المكتسبات التي حققها لكي يستمر نحو الافضل.

لقد ركّز الحزب في ادبياته ونظرياته لتطوير نفسه على الكفاءات والشهادات وفق اسس علمية ناجحة من خلال الانتماء اليه والمستعدين للعمل في صفوفه بروح متواضعة خدمة لاهداف أسمى وربط كل الكلدان بقضيتهم القومية بعيدآ عن المفاهيم الخاطئة والارتجالية في الخطاب والعشوائية في التخطيط التي من شأنها ان تؤدي الى خلل وهوة عميقة بين الحزب ومفهومه القومي والمؤيدون والمؤازرون.

بالطبع لم تخلو مسيرة الحزب من بعض التقصير والخروقات التي حصلت في مسيرته منذ تأسيسه ولحد الان فقد كانت هناك اشكالية اللافهم المتعمد المبني على نظرات ضيقة وقصور في الرؤى من بعض الذين رأوا في الانتماء لهذا الحزب باباً من ابواب الكسب، متناسين أو متقصّدين في ذلك مستغلين الهيكلية التنظيمية للحزب والتدرّج الحزبي في صياغة القرارات المهمة للوصول الى اهداف ومصالح شخصية وآنية وغايات دفينة لخدمة بعض الاجندات المشبوهة، فايديولوجية الحزب كانت واضحة وصريحة في الطرح ولكن الاساءة لمسيرة الحزب والنظر بعين واحدة هو واقع لا يخدم ولا يغني في الكثير من الأحيان.

وهكذا تستمر مسيرة الحزب ومن خلال مؤسسته الفاعلة في اغناء الفكر القومي الكلداني هذا الفكر الفاعل والمتفاعل مع محيطه والمستفيد من كل التجارب التي مرّ بها عازمآ على تتمة عمله القومي الذي بدأ به مهما كثرت الصعوبات و مهما طال الزمن عليها ومنتقدآ نفسه دائمآ على الاخطاء والتقصير الذي قد يقع منه في بعض الاحيان بغية تحقيق كل الاهداف القومية المشروعة لأبناء شعبنا الكلداني.. ومن الله التوفيق.

 

لجنة محلية صبنا الكلدانية
الحزب الديمقراطي الكلداني

 

You may also like...