التيار الديمقراطي ومتطلبات المرحلة


نزولاّ الى رغبة ودعوة الأعزاء للكتابة بالموضوع أعلاه ، وعن الوضع الشائك والمعقد والعسير ، تعزيزا وحبا بالشعب والوطن ، تداخلنا ضمن أجتهادنا الشخصي ، بما نراه الآتي:
العراق قبل وبعد 2003 ولحد اللحظة ، يمر بمنعطفات خطيرة وساخنة ، بأزمات حادة وفريدة من نوعها ، سياسية وأجتماعية وأقتصادية وثقافية وأمنية ، خصوصا في ظل الأحتلال ، وأثارة نار الارهاب المنظم والمنفلت ، وعسكرة الميليشيات ، وبراثن الطائفية المقيتة شيعية سنية ، والتعصب القومي العاصف ، والعشائرية المنبوذة لزرع المحسوبية والمنسوبية الظالمة ، والصراع الحزبي ، ومراعاة شريحة التحزب ، وصراع كتلوي ، والعنف والعنف المضاد ، والمنافع والمغانم الشخصية ، وعصاباة التسلح ، ومسدسات كواتم الصوت ، وفقدان الضمير ، وترك الدين عمليا واللجوء لتسييسه وأدلجته ، والتبجح به كذباّ وأفتراءّ ، والسطو المنظم ، وعصابات الخطف المنظم والمنفلت والمتاجرة به ، باهيك عن اساليب الأغتصاب والشعوذة ، في وضح النهار وأمام  الملأ ، في غياب سلطة الدولة والقانون ، بأبتزاز مالي وفساد أداري منظم ، من رأس الدولة القائمة وعصاباتها ، على مستوى وزرائها ومدرائها العامين والبرلمانيين ، ورفع شعارات براقية ، وطنية ، عراقية ، عراقيون ، دولة القانون ، ديمقراطية ، وعمليا الجميع بلا أستثناء ، يسودهم الدجل والافتراء ، وديماغوجية صلفة ، اقوى من نظيرتها في الزمن الدكتاتوري الصدامي الارعن ، وهي قاتلة للوطن والمواطن معا ، فهل من منقذ لما نحن عليه الآن؟.
صراع من أجل السلطة قائم ، في السابق و اللاحق ، ظاهره وطني وحتى ديمقراطي ، وباطنه قمعي أستبدادي دكتاتوري فردي ، قامع لحقوق الأنسان ، وملحق تابع للمحتل وناهب خيرات البلد والانسان ، صراع داخل السلطة التنفيذية والبرلمان ، وتسييس الأعلام والقضاء ، وجميع مفاصل الدولة ومؤسساتها ، ضمن المحاصصة الطائفية والقومية بأمتياز ، صراع قائم من أجل المصالح الذاتية الشخصية ، ، بعيدا عن مصلحة الوطن وحرية الشعب وعلى حسابهما ، سابقا ولا حقا وهلم جرا .. العراق اليوم في نفق مظلم ، ظالم لشعبه ، الخروج منه ، يتطلب التغيير السياسي والأجتماعي واضح المعالم ، من أجل الحد الأدنى للحياة ومتطلباتها ، معاناتنا مستمرة ، عبر عقود وقرون من الزمن الغابر الدامر ، فألى متى يبقى الوضع على ما هو عليه الآن ؟ ليستمر من دون معالجة وبلا حلول؟.
أزاء الوضع أعلاه ، لابد من قوىمنقذة للشعب والوطن ، صاحبة ضمير أنساني حي ، تعي المطلوب منها ، وطنية حيّة ، حقيقية عادلة ، موزونة معتدلة ، تلتقي على المشتركات ولو بحدها الأدنى ، لتغيير المسار المنحرف المتأزم المعقد العاثر العاتم المظلم 360 درجة ، يتطلب الآتي:
1.ترتيب البيت اليساري العراقي ، وترك الأختلافات ونقاط الخلافات الفكرية ، والاجتهادات الحزبية جانبا ، ورسم خارطة طريق مشتركة ، على نقاط الألتقاء ، في لوحة البياض المشرك فقط ، التي تراها قوى اليسار بوضوح تام ، من دون النظر للسواد القاتم القائم المتواجد في لوحة البياض ، وحجبها عن نظائر المختلفين ، من جميع قوى اليسار العراقي ، والتركيز على كل ما يجمع وطنيا أنسانيا فقط ، وضمن المرحلة الآنية ومتطلباتها الملحة ، التي تنخر مضالمها جسد وففكر الانسان العراقي.
2.الأنفتاح لجميع القوى الوطنية العراقية ، صاحبة القضية الأساسية ، المعنية بأنهاء الأحتلال بأختلاف طرقها وأجتهاداتها ، والتفتيش الدائم للمشتركات فقط ، وترك الأختلافات ووجهات النظر حاليا والاجتهادات تنصب في خدمة الوطن والمواطن ، توفيرا للحرية للتوأمين ، وانتشالهما من الواقع المر المرير.
3. معالجة البناء الذاتي المتعثر والعليل أولا ، وضرورة تفاعله مع الواقع الموضوعي المشخص ، بعلاته القاتلة ثانيا ، لكل قوى سياسية ام حزبية ، ودراسة الامر المعني موضوعيا ، داخل خلاياها وبين منتسبيها ، ومؤازريها.
4. ردم جميع الفجوات الحاصلة ، بين قوى شعبنا الخيرة وجماهيرها ، وترميم الطرق وتعبيدها للصالح العام ، وضرورة مد الجسور بين قوانا السياسية والجماهير ، مهما كان بعدها.
5. لأهتمام بجميع الجهود ، والسماع لها ولآرائها مهما كانت نوعها ، كبيرها وصغيرها عمرا وعددا ، لتحفيز أمكانياتها وقدراتها من جميع النواحي ، وضرورة البحث عن المشتركات فقط ، ونقاط الالتقاء ، وترك الأختلافات جانبا ، ومعالجتها مع الزمن عبر تطور الحياة الى أمام ، بصبر وتأني.
6. مفاتحة القوى الوطنية المعتدلة ، قوميا ودينيا ، والحوار معهما على اسس وطنية أنسانية ، مع أختراق التكتلات الحالية ، بافراز الوطنيين منهم ، المؤثرين في الوسط الجماهيري.
7. ضرورة الألتقاء ، مع الشخصيات المستقلة سياسيا ، والتي يهمها الوطن والانسان معا ، في بناء الديمقراطية السياسية والاجتماعية في العراق.
8. أحترام دور منظات المجتمع المدني ، والتنسيق معها وحضنها ، بأتجاه مهامها الوطنية والانسانية في الأتجاه الديمقراطي ، والاستفادة من وجودها الأجتماعي والمهني.
9. ضرورة ايلاء اهتمام خاص بالشخصيات المثقفة والتكنوقراطية ، وحضنها الى جانب المشروع الوطني الديمقراطي.
10. ايلاء الاهتمام الخاص بالاعلام ، كونه من الضرورات الاساسية ، الواجب مرعاته في توعية الشعب وطنيا وعلى اسس ديمقراطية.
11. التحرك السريع والمستمر والدائم ، لتغذية الريف فكريا وأعلاميا ، والوصول اليه بكل الطرق ، كونه يشكل قوى عددية كبيرة ، لايستهان بها في المعركة الأنتخابية القادمة.
12. ايجاد الصلة باقرب وقت ممكن ، مع جميع القوى الديمقراطية والتيارات العلمانية ، التي يهمها أنهاء مآسي الشعب والوطن.
13.الأهتمام الكبير بالمرأة العراقية ، من خلال جميع منظماتها المهنية والأجتماعية ، بالتنسيق معها وضرورة كسبها ، الى جانب التيار الوطني الديمقراطي ، بالحوار الجاد والفاعل ، لانهم يشكلون نصف المجتمع ، ومستقبل الشعب مربوط بالمرأة اكثر من الرجل ، على مدى البعيد ، كونها الأم والبنت والأخت ، ومهتمة بالطفولة وتدير الآمومة ، ولها ثقلها ووزنها الأجتماعي ، في المجتمعات المحررة فكريا ، وتعي مهامها الوطنية والانسانية ، على اسس ديمقراطية.
14. توسيع التيار الديمقراطي الحالي ، وعدم أقتصاره على الأحزاب الحالية الؤتلفة ، (الحزب الشيوعي العراقي ،الحزب الوطني الديمقراطي ، الحزب الوطني الديمقراطي الأول ، الحركة الأشتراكية العربية)
15. الاهتمام بالجانب المالي ، كونه احدى الركائز الاساسية المؤثرة ، في تنفيذ الواجبات ، الملقاة على المتحالفين ، لادارة العمل المطلوب ، توجيهه وتنفيذه ، ولا يمكن الفصل ، بين جميع الخطوات المذكورة أعلاه ، بل هي متفاعلة وأحداها تكمل الأخرى.
16. طرح مشروع عمل ، من قبل القوى الحالية المؤتلفة ، امام الشعب عموما ، وفي ضوءه التوجه نحو الشعب ، عن طريق ندوات وطروحات ، وتوزيع المشروع لأبعد نقطة متواجدة في العراق.
17. العمل الدؤوب والمثابر ، لجميع الآحزاب والتيارات والحركات والقوى ، الديمقراطية والعلمانية والتكنوقراطية المؤتلفة ، مع الجماهير الشعبية ، مع كل الناس التي تهمها الوطن والمواطن العراقي ، للعيش بأمن وأمان وأستقرار ، ولأستمرارية الحياة نحو الأفضل ، لخدمة الانسان العراقي ، في وطنه المنهوب والمسروق أمام أنظار الجميع ، وانهاء معاناة شعبنا وتحرر وطننا ، وتوفير الخدمات الكاملة لشعبنا ، وضمانه الأجتماعي والصحي والدراسي ، ووضع الأنسان المناسب في الموقع المناسب ، بعيدا عن المحسوبية والمنسوبية ، تحقيقا للعدالة الأجتماعية ، والغاء الامتيازات للتحزب والمحاباة للاخرين ، وزرع روح المواطنة الحقة ، في بلد آمن أمين مستقر مستقبلي ، أستثماري حضاري الاهداف والنوايا ، لحقوق الانسان المتكاملة ، برسم وتوفير الخطط البنائة أقتصاديا ، في الجوانب الصناعية والزراعية والتجارية ، من اجل تطور الحياة الديمقراطية في جميع نواحي الحياة.
ناصر عجمايا
ملبورن \ استراليا
7\7\11

You may also like...