التعايش والسلم المجتمعي / بقلم عصمت رجب

ربما يكمن مفهوم التعايش السلمي للعمل السياسي والمجتمعي في انتهاج سياسة تقوم على مبدأ (قبول الاخر كما هو لا كما اريد )، أي قبول التعددية بكل اشكالها السياسية والدينية والمذهبية والقومية ، وتشجيع لغة الحوار والتفاهم والتعاون بين مختلف الشعوب المتعايشة على رقعة جغرافية ذات حدود ادارية.

 وقد سعى الحزب الديمقراطي الكوردستاني منذ تأسيسه عام 1946 الى النضال من أجل العدالة الإجتماعية بين مختلف المكونات لتحقيق التعايش السلمي في العراق وكوردستان، وكان احد اهم اهدافه الذي تأسس من اجله ضمان حق كل مكون ديني ومذهبي في إقليم كوردستان في ممارسة طقوسه الدينية وتأسيس المجالس لتنظيم شؤونه الثقافية والاجتماعية وتطويرها وتنميتها.

كما اهتم باقامة أفضل العلاقات مع الاحزاب العاملة في كوردستان والعراق ، حتى التي كانت معارضة للنظام القائم ، لكنها مؤمنة بالدستور والديمقراطية وحقوق الإنسان والفيدرالية والتأخي الوطني وترسيخ مبدا التعايش وروح التسامح بين كافة مكونات الشعب من قوميات واديان ومذاهب وافكار وتيارات ، وهذا نتيجة لما جاء في تعاليم مدرسة البارزاني الخالد ، الذي كان له اثرا كبيرا في توجيه اعضاء ومؤيدي حزبنا بالتعامل مع المكونات الكوردستانية جميعها بالاخوة والتسامح، وعدم نبذ الآخر المختلف لونا وشكلا وفكرا ومذهبا ودينا وعرقا، وبما أن العدالة الاجتماعية هي الشعار الرئيسي لحزبنا الديمقراطي الكوردستاني، كونه مؤمن بان الأصل في الحياة هو الاختلاف وتبادل الآراء والتفاهم والعيش المشترك، وإبعاد المخاطر عن الجماهير، دون أي تمييز أو تفرقة، وما يخدم الإزدهار والتطور الإنساني للصالح العام.

وقد كان لقيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني بتوجيه من السيد الرئيس مسعود بارزاني الاهتمام الكبير بالاخوة المسيحيين والايزدية والشبك والتركمان وجميع المكونات التي تضررت من اعمال داعش الارهابي،  وكنا ومازلنا في تواصل مستمر معهم وذلك من خلال اللقاءات وتبادل الزيارات والمشاركة في المناسبات لتعزيز أواصر الأخوة والمحبة وترسيخ قيم التآخي والتعايش، سيراً على خطى الأب الروحي للكورد البارزاني الخالد، الذي كان مدافعا عن الإنسانية جمعاء وليس عن الكورد فحسب.  

وسوف نواصل عملنا وسعينا وفق نهجنا الحزبي من أجل ردم الفجوة التي احدثها تنظيم داعش الأجرامي، وسنعمل مع الوطنيين والشرفاء على عودة السلام والمحبة بين جميع مكونات كوردستان ونينوى، من اجل تحقيق التعايش والتاخي والعدالة الاجتماعية بمفهومها  الحقيقي وبحسب ما جاء في شعار الحزب والتي يعمل عليها حزبنا منذ تاسيسه .

بقلم عصمت رجب

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *