التجمع الوطني الكلداني

 

كما جاء في البيان التأسيسي لهذا التجمع ، فنحن مجموعة غيورة من ضمن مجموعات كثيرة غيورة ( لكي لا يُساء فهمها ) فينا المهندس والطبيب والكاسب والدكتوراه والمثقف والسياسي وغيرهم من شرائح مجتمعنا الطيب، يجمعنا هدف واحد، هو تحقيق أماني الشعب الكلداني لها نفس الأندفاع ونفس الغيرة من أبناء شعبنا الكلداني الأصيل ، أحزنها وآلمها ما وصلت إليه بعض من التنظيمات التي تحمل الأسم الكلداني ولكنها أنحرفت وأنجرفت وأنزلقت نحو التسمية الثلاثية لضعف الأداء وسوء في الإدارة وإيلاء الجانب المالي أهمية أكثر مما يستحق وعلى حساب المسؤوليات القومية الكبرى والأكثر أهمية ، فلم تعد ترى هذه التنظيمات ولا تستطيع أن تتكلم باي موضوع خارج إطار إيجار المقرات وإغلاقها وحالتنا المالية والمادية السيئة ، ونحن بحاجة إلى دعم مالي وما إلى ذلك ، ونسوا أو تناسوا المسؤوليات الجِسام أو ما جاء به البيان التأسيسي لتنظيماتهم، وما حالة اليأس والإحباط التي وصل إليها جزء من ابناء شعبنا بعد خوض هذه التنظيمات العملية الأنتخابية والخروج منها بخفي حنين، والسبب هو عدم الإيمان الحقيقي بالأهداف والمبادئ التي آمنوا بها في بداية انتمائهم إلى تنظيمهم أو في بداية التأسيس ، وقد ينسحب اكثر الأعضاء من أول هفوة أو أول خطأ اوعثرة في المسيرة النضالية الطويلة المليئة بالأشواك والعقبات والمعوقات .

وإن اختلف إثنان على مسألة معينة ترى ان اول ما يلفظه أحد الأثنين هو الأنسحاب، أما بيانات الطرد والفصل فحدث ولا حرج .

هل هذا هو الإيمان ؟

هل هذه هي معاني الثبات على المبادئ ؟

كيف يمكن ان نُعلّم الجيل الصاعد إذا كنا نحن القادة نفتقر إلى الأسس الصحيحة للعمل النضالي ؟ نفتقر إلى اساسيات العمل القومي ، لا نمتلك ايديولوجية خاصة بتنظيماتنا ، إذا كانت الأنا في درجاتها العليا لدينا ، هل نكون مؤهلين لقيادة تنظيم قوي يمكن ان يحمل صفة ” التنظيم الحديدي ” !!!!!!!

تأسس المجلس القومي الكلداني على اسس قومية ، واستمر في عمله إلى أن جاء ضياء بطرس واستحوذ عليه ، ثم حرّف مسيرته لقاء دراهم معدودات، وسقط في مستنقع التسمية الثلاثية الهزيل، بحجة الوحدة مع ابناء شعبنا، وها هو المجلس القومي الكلداني أصبح وكما يقول المثل العراقي ” خراعة خضرة ” والمصالح كثيرة ومن السهولة على المتذبذب أن يسقط فيها .قادة التنظيمات الكلدانية أختلفوا فيما بينهم على من سيرشح في الأنتخابات، كلٌ ينتقد ألآخر، القديم يقول للجديد أنت جديد ولا تستطيع التعامل مع الحيتان وأنت في بداية الطريق، والجديد يقول للقديم : أنت أخذت دورك وسنحت لك الفرصة ولم تتمكن من أن تستغلها الأستغلال الأمثل ، لذلك فقدت فرصتك ، والآن جاء دورنا لنكمل المشوار ، وهكذا هُم في عَرٍّ وجَر، إلى أن فقدوا كلهم كل الفرص المُتاحة، كما خسروا ثقة شعبهم بهم ، والنتيجة أن ضاعت جهود الكلدان هَباءً، الشعب ينظر إليهم وينتظر منهم فِعلاً ، فلما رأى الشعب الكلداني هذا التناحر القائم بين قيادييه، تاه في خِضَمِ هذه الصراعات الجانبية،  ونتيجة ذلك كانت ان تبعثرت اصوات الناخبين الكلدان ، فكلٌ صَوّت على هواه، وللقائمة التي يتوقع منها أن تفعل شيئاً أو تمثله أو تُلبّي طموحه في اضعف الأحوال ، في خضم كل هذه الصراعات وهذا الفقدان وهذه الخسارة وضمن هذا المسار وفي خضم التنازعات والأنزلاقات التي حدثت كانت الضرورة القصوى لولادة تنظيم قوي أمينٌ صادقٌ مخلص ، فكان أن تعاهدت هذه الجماعة على التضحية في سبيل أمة الكلدان يقودهم ضميرهم وصمودهم وقساوة إيمانهم بقضيتهم العادلة، بعدما رأوا النضال يُهان والمناضلين يتساقطون لاهثين وراء المادة والمال، وأستبدلوا تجارة البضائع بتجارة المبادئ ، فاصبحوا تجار مبادئ يستدرجون شعبنا إلى متاهات لا متناهية، نقول في خضم كل هذه الصراعات كانت الولادة الجديدة، ولادة التجمع الوطني الكلداني وما زلنا في بداية المشوار ، نتحاور، ونتناقش، نختلف ونلتقي، نتقاطع ثم ما نلبث أن نتلاقى، ننسحب ثم نعود لنجتمع، هدفنا ألأساس يصب في مصلحة الأمة الكلدانية، قررنا الأنفتاح على جميع القوائم والأحزاب والحركات السياسية والتنظيمات التي تؤمن بحق الشعب الكلداني وتعترف به كمكون أصيل في العراق له حق كما لكل العراقيين وعليه من الواجبات كما لكل العراقيين ، نرفض أن نُحسب على أية جهة كانت، فلنا شخصيتنا المستقلة وقرارنا مستقل ويصب في خدمة الأمة الكلدانية ، فنحن للعراق وكل العراق لنا، نرفض الإملاءات، نرفض الركوع والخضوع والخنوع والأنبطاح والذل والهوان ، نرفض الإقصاء والتهميش ونطالب بالحفاظ على بقايا الكلدان القدماء الأصلاء ، نحن عنيدين أمام المساومة على الأهداف ، آمنّا فحملنا هموم أمتنا وشعبنا عن رِضا وطواعية وبدون إجبارٍ أو إكراه،    

نطالب بالحفاظ على الكلدان كشعب وتراث وحضارة ولغة كما نطالب بالتمثيل الفعلي والمشاركة الحقيقية في إدارة دفة الحكم من خلال المساهمة في العملية السياسية والتمثيل الفعلي في مؤسسات الدولة والأقليم ، من جراء ذلك كله جاءت تحركات الأخ المنسق العام الأستاذ ساركون سامي يلدا مدير موقع بطنايا دوت نت ، حيث زار العراق وبغداد بالذات وألتقى بشخصيات وقادة ومسؤولين وقد نُشرت في بعض المواقع الألكترونية كل الأتصالات التي أجراها الأخ المنسق العام، وتم وعدنا بتحقيق بعض المكاسب والدعم والمساندة .

قررنا التحرك السريع، قررنا أن يكون نشاطنا نشاطاً حقيقياً، وحرصنا على أن تغلب تحركاتنا حركة إعلامنا، فالتحرك الفعلي بالدرجة الأساس ومن ثم الجانب الإعلامي، فإن الجانب الإعلامي على أهميته يأتي بالدرجة الثانية في هذا المضمار، على أية حال نحن أبتدأنا المشوار، وبعون من الله ودعم ومساندة ابناء شعبنا الكلداني نتمنى أن نوفق في ما لم تستطع بقية التنظيمات تحقيقه.

والله الموفق

نزار ملاخا / عضو الهيئة التأسيسية للتجمع

You may also like...