التجمع الوطني الكلداني .. و مهام في الإنتظار

يظهر جلياً لكل متتبع و مهتم بالشأن الكلداني ما آل اليه وضع تنظيماتنا السياسية الكلدانية

المتعددة من ضعف في العمل و شلل في التنظيم ، وكذلك الإخفاقات المتتالية و الانشقاقات

التنظيمية، وعدم التنسيق فيما بينها ، و التي كانت في مجملها السبب في خسارتها في

الإنتخابات البرلمانية العراقية و الكوردستانية ، لذلك أصبح الكلدان ابناء ثالث اكبر قومية

في العراق دون تمثيل في البرلمان الفيدرالي العراقي و البرلمان الكوردستاني، و كذلك في

تشكيلة الحكومتين الفيدرالية و الكوردستانية .


ضعف التنظيمات السياسية الكلدانية كان أيضاً السبب في أن تستولي الأحزاب الآشورية

على كل حقوقنا القومية   وتصبح هي الوصية على مصير المسيحيين العراقيين بالرغم من

قلة عدد الآشوريين مقارنة بالكلدان.


وضع التنظيمات السياسية الكلدانية المزري سبب الماً و قلقاً لدى المثقفين و المهتمين

بالشأن الكلداني ، و كان ذلك واضحاً من خلال نشر العديد من المقالات النقدية و العلاجية،

و كذلك من خلال النقاشات و اللقاءات فيما بينهم أثناء تقييمهم لساحة الكلدان السياسية ،

وكانت جميع الآراء متفقة الى حد ما بأن تنظيماتنا السياسية الحالية قد اصابها الشلل نتيجة

لأزماتها الداخلية ، ولعدم قدرتها على التعامل مع مستجدات الساحة السياسية العراقية،

واصبحت في وضع  لا تستطيع ان تطور و تقوي تنظيماتها الهشة ، و بالتالي فهي غير

قادرة على تقديم اي  شيء جديد يخدم الشعب الكلداني في هذه الظروف الصعبة التي يواجه

فيها هذا الشعب اشرس حملة عنصرية و شوفينية  لإقصائه و تهميشه، وانما بدأت هذه

التنظيمات تنغلق على نفسها مبتعدة عن الجماهير و تطلعاتها المشروعة يوماً بعد يوم، الى

ان  وصلت الى حالة من اليأس و الإحباط  فلم تجد نفسها الاَ وهي منقادة للسير في الطريق

الذي رُسمَ لها من قبل الأحزاب الشوفينية الآشورية ، لتصبح اسماً بدون محتوى و بدون

إرادة.


للأسباب المذكورة أعلاه ، و للوقوف بوجه الإقصاء و التهميش القسري للشعب الكلداني في

وطنه ، و من أجل التصدي لمسلسل الرضوخ الفاضح لبعض ضعفاء الأنفس من الكلدان

لمخططات أعداء الأمة الكلدانية ، رأى المهتمون والمثقفون الكلدان ضرورة تأسيس تنظيم

سياسي كلداني جديد ليأخذ المبادرة في اخراج الكلدان من هذه الأزمة و تمثيل الكلدان و

قوميتهم  خير تمثيل في المحافل الوطنية و الدولية . فالكلدان ليسوا غرباء أو لاجئين

ليُعاملوا و كأنهم مواطنون من الدرجة الثانية في بلدهم و بلد أجدادهم.


و بالفعل اطلعنا من خلال المواقع الألكترونية الكلدانية بيان تأسيس تنظيم سياسي كلداني

جديد يحمل اسم ” التجمع الوطني الكلداني”. (نص البيان على الرابط ادناه):


http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=494095.0

و من خلال معرفتي الشخصية بأكثرية الإخوة الأعضاء المؤسسين لهذا التنظيم استطيع ان

أقول و بدون مجاملة بان هذا التنظيم سيكون له دور مهم في رفع شأن الأمة الكلدانية و

الدفاع عن حقوق أبنائها ، و سيكون له دور مهم أيضاً في الساحة السياسية العراقية .


و هناك عوامل مهمة و مؤثرة تحسب لصالح هذا التنظيم (التجمع الوطني الكلداني) و

تساهم في تعزيز دوره و في انجاح و دعم مسيرته على الساحتين القومية والسياسية نذكر

منها:


1- السادة مؤسسوا هذا التنظيم يتميزون بحبهم الكبير لأمتهم الكلدانية و اعتزازهم و

افتخارهم بقوميتهم الكلدانية ، وهذا ما سيضعهم و تنظيمهم في موضع احترام و تقدير ابناء

الشعب الكلداني .


2- يتألف “التجمع الوطني الكلداني” من شخصيات كلدانية مثقفة  لها تاريخ مشرف في

الدفاع عن الكلدان و الكلدانية و لها علاقات واسعة داخل الوسط الكلداني . و هذه الصفات

ستساهم حتماً في توسيع القاعدة الجماهيرية لهذا التنظيم و التي تعتبر اهم عنصر في تطور

و تقدم و نجاح التنظيمات السياسية.


3- أعضاء هذا التنظيم المنتشرة في دول المهجر ( امريكا ، كندا ، أوروبا ، استراليا) هي

شخصيات كفوءة و معروفة لدى كلدان المهجر و قادرة على تأسيس ممثليات نشطة هناك

تدعم نشاط التنظيم داخل الوطن .


4- الحاجة الملّحة للشعب الكلداني الى مثل هذا التنظيم الجديد لتحقيق آماله و تطلعاته

المشروعة.


5- الشفافية الموجودة في هذا التنظيم  في اتخاذ قراراته منذ الأيام الأولى لتأسيسه ،

وتعامله بحنكة مع الأحداث و المستجدات على الساحتين القومية و السياسية، و لقاءاته و

اتصالاته و استشاراته المستمرة مع الكتاب و المثقفين الكلدان.


6- أيلاء التنظيم أهمية خاصة بالجانب الوطني ، وهذا امر يتميز به الشعب الكلداني في

اعتزازه بوطنيته و علاقاته مع بقية مكونات الشعب العراقي.


7- الإستفادة من أخطاء و إخفاقات التنظيمات الكلدانية الأخرى تنظيمياً و عملياً.


مهام في الإنتظار:


“التجمع الوطني الكلداني” كتنظيم سياسي قومي كلداني جديد ، تقع عليه واجبات و مهام

و مسؤوليات عديدة خلال هذه المرحلة ، و عليه التعامل معها بحرص و جدية  لكي يثبت

وجوده و يباشر دوره بفعالية و نشاط.


و من هذه المهام التي تنتظره نذكر:


1- الإستمرار في بناء علاقات طيبة مع الأحزاب و الكتل السياسية العراقية على اختلاف

أيدولوجياتها.


2- زيارة قيادة التنظيم  لقصبات و بلدات شعبنا الكلداني في الوطن الواحدة تلو الأخرى ،

لغرض اقامة الندوات و اللقاءات فيها من أجل تعريف الجماهير الكلدانية بأهداف التنظيم و

قيادته.


3- العمل على توسيع القاعدة الشعبية للتنظيم  داخل مختلف قصبات و بلدات شعبنا

الكلداني ، من خلال دعوتهم للإنخراط في التنظيم و دعمه و مساندته ، و خاصة الشباب

منهم.


4- عقد الندوات و تنظيم اللقاءات في دول المهجر المختلفة لتعريفهم بالتنظيم الجديد و

قيادته و أهدافه.


5- تشكيل لجان و ممثليات كفوءة في بلدان المهجر.


6- العمل الجاد للحصول على اجازة رسمية من الحكومة العراقية أو حكومة اقليم كردستان.


7- دعم و مساندة المؤسسات المدنية و القومية الكلدانية من جمعيات و اتحادات

ومشاركتهم  نشاطاتهم و فعالياتهم .


8- التحضير لعقد المؤتمر الأول للتجمع.


في الوقت الذي نهنيء مؤسسي التجمع الوطني الكلداني على شجاعتهم في تأسيس هذا

التنظيم الكلداني الجديد و نقدر و نبارك جهودهم ، ندعو لهم بالتوفيق و النجاح في كل

خطوة يخطونها من أجل رفع راية الأمة الكلدانية و مستقبل أبنائها.


سعد توما عليبك

saad_touma@hotmail.com

You may also like...