البيشمركة قوة عسكرية نظامية ذو تاريخ عسكري ووطني مشرف /  روئيل داود جميل

  

بين الحين والاخر يخرج مسوؤل هنا او هناك ويقارن قوات البيشمركة بقوات وتشكيلات اخرى تتواجد على الساحة العراقية ومنهم من هم خارج نطاق النظام الامنى العراقي الرسمي او شبه نظامية ، وهذه تعتبر مقارنة مجحفة بحق البيشمركة وشعب كوردستان، مع احترامنا لكل القوى على الساحة العراقية بغض النظر عن دورها.

فلاشك ان البيشمركة تواجدوا على الساحة العراقية منطلقين من رحم امة وشعب كوردستان، ليكونوا اليد الطولى لردع الظلم عن هذا الشعب  ولم تكن محصورة بفئة دون غيرها حيث تواجد ضمن صفوفها كل مكونات كوردستان الدينية والقومية انطلقوا معا لمحاربة الظلم بعد ان وصلت المفاوضات مع حكومة المرحوم عبد الكريم قاسم عام 1961  الى طريق مسدود بشأن اسحقاقات كوردستان، اضافة الى المطلب الوطني في اقامة نظام ديمقراطي ، وتم الاعلان عن انطلاق ثورة ايلول المباركة والتي قادها البارزاني الخالد ، حيث انطلقت كرد فعل للهجمات العسكرية للجيش العراقي الذي حاول اجتياح كوردستان لقمع ثورته، عندها انطلق البيشمركة وباسلحة  تقليدية وخفيفة لمواجهة الظلم والهمجية واستمر نضالها الى يومنا هذا  جيل بعد جيل.

 واليوم اصبحت قوات البيشمركة البطلة قوة معروفة للعالم اجمع بمبادئها الانسانية الخالدة في الحروب التي خاضتها ضد الدكتاتوريات في هذا البلد  , حيث لم يسجل عبر ما يقارب السبعة عقود من تاريخها النضالي اي جرائم ضد الانسانية او أي جرائم تدخل ضمن حكم الارهاب .

لقد سجلت البيشمركة ارقى القيم الانسانية والوطنية عام 1991 عندما انطلقت الانتفاضة المباركة، والجرح العميق الذي كان قد ضرب كيان شعب اقليم كوردستان من حيث استعمال النظام السابق للاسلحة الكيمياوية في حلبجة ومئات الالاف من الشهداء الذين ذهبوا ضحية عمليات الانفال السيئة الصيت ، ولكن كان تعامل البيشمركة مع الجيش العراقي الذي انهار في حينه قمة التعامل الانساني ورغم ضراوة المعارك للبيشمركة مع الانظمة السابقة الا ان الجانب الانساني مع الجرحى والاسرى في حينها  كان يعبر عن اخلاق وقيم ومبادئ انسانية ثابتة لدى شعب كوردستان وقيادته.

  اما ماحصل خلال الاربع سنوات الماضية حين محاربة تنظيم داعش الارهابي الذي يعد اسوء تنظيم ارهابي عالمي كونه مجرد من كل القيم الاخلاقية والانسانية وقد استطاعت البيشمركة من دحره وحماية شعب كوردستان وملايين النازحين في اطراف الموصل وكركوك وديالى وصلاح الدين وغيرها من المناطق وكان للبيشمركة دورا  كبيرا في تهيئة الارضية التي من خلالها تم تحرير الموصل اضافة لمناطق اخرى من سيطرة تنظيم داعش الارهابي وانهاء وجوده كقوة على الارض في العراق رغم امتداد طول الجبهة المخصصة للبيشمركة اكثر من الف كيلومتر.

 والاهم من كل هذا بعد عام 2003 وسقوط النظام السابق تولت البيشمركة حماية المناطق المهمة في بغداد التي كانت غارقة في صراعات طائفية.

البيشمركة قوة عسكرية مدربة تدريبا جيدا يقود مفاصلها الاف من ضباط تخرجوا من الكليات العسكرية في كوردستان ومنظمة تنظيما جيدا تحت اشراف المجتمع الدولي كونها قوة عالمية في محاربة الارهاب .

 ومن هنا نتشرف بتلك القوة الكوردستانية والوطنية باعتبارها جزء من النظام الامني العراقي ,اليوم نفتخر باسم البيشمركة المشرف لنا والتي دفعت مئات الاف من الشهداء على درب الحرية والحقوق والاستحقاقات لشعب كوردستان والديمقراطية للعراق .

الف رحمة على روح الشهيدين الخالدين البارزاني الخالد وادريس البارزاني  مؤسسي هذه القوة الكوردستانية والوطنية وكل الشكر والتقدير للقائد مسعود البارزاني الذي استمر بقيادة هذه القوة على مدى اربعة عقود  والتي تعلمت المبادئ الانسانية والقيم النبيلة التي تعبر عن واقع شعب كوردستان قبل تعلمها للعلوم العسكرية .

الرحمة لارواح شهداء كوردستان, واننا نطالب الحكومة الاتحادية ومجلس النواب العراقي الذي يتمتع بالامن والامان بوجود هذه القوة، بان يتم تكريم البيشمركة على مستوى الوطني لدورها الخالد في العراق وان يتم صرف كل استحقاقاتها حيث كان لها الفضل الاكبر لحماية الاف المعارضين للنظام السابق في العراق والذين اليوم يشكلون جزء مهما من النظام الاتحادي  ومن هذا المنطلق لايمكن ان يتساوى البيشمركة مع اي قوة اخرى مع احترامنا للجميع ولكن التاريخ الحافل للبيشمركة يجعلها قوة وطنية ذو تاريخ مشرف  وستبقى كذلك طالما قائدها الرئيس مسعود البارزاني وسندها شعب كوردستان ..

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *