البارزاني الخالد عنوان  لنهضة امة

نستذكر كل عام في الاول من اذار حدث آلمنا كثيرا وهو رحيل البارزاني الخالد ذلك الرجل الذي وضع وحدد وجهة الشعب الكوردي والكوردستاني وترك خلفه مدرسة نضالية قيمة يرتشف منها جماهير كوردستان بمختلف انتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية، تعاليم التسامح والمحبة والاخوة والاعتراف بالاخر والحرية الحقيقية واحترام القانون بالاضافة الى الشجاعة والبسالة والشهامة والكرم، كون هذه كانت صفاته التي تعلمها من مدرسة الحياة النضالية التي عاشها ، بعيدا عن الانا، شاغلا وقته وماله وبنوه من اجل خدمة كوردستان الكبرى، وقد كان يلاقي الظلم من الحكومات المتعاقبة في كوردستان باجزائها الاربعة متنقلا بينها ، حالما بحدود جغرافية سياسية تحمي شعبه من ظلم الظالمين، مؤكدا للعالم اجمع بانه لا يبحث عن منصب او مال او جاه، بل عن حقوق حقة لتقرير مصير شعبه.

رحل عنا وهو يناضل من اجل بناء وطن وهو لا يملك دارا يسكنه… كانت سفوح الجبال وكهوفها الكوردستانية داره، وتشهد له جبال كوردستان ووديانها ونهر اراس الذي اجتازه مع رجاله البيشمركة الابطال في مسيرة الشرف الكبرى وهو يتحدى ثلاث دول في طريقه باتجاه الاتحاد السوفيتي.

 كلما دققنا النظر في محتوى حياة البارزاني الخالد تراءت لنا مراحل نضالية متكاملة مهمة يمكن ان تمثل كل مرحلة منها فصلا جميلا في حركة النضال القومي الكوردي والكوردستاني والعراقي، لانسان اتخذ من قضية شعبه وانقاذه مصيراً لا يحيد عنها مهما بلغت العواقب من قسوتها.

لتعريف من لا يعرف تواضع البارزاني الخالد انقل لكم بعض الكلمات التي قالها امام جماهير غفيرة وبيشمركة مجتمعين حيث قال:

“أخوتي أني البارزاني مصطفى لست قائداً على أحد ولا سيداَ على أحد بل أنا بيشمركة مثلكم وأخ لكم، دفعتني المظالم على شعبي أن أكونَ في صف واحدٍ معكم والدّرع الذي يَقيَ صدوركم من إطلاقات الباطل”

هذه كانت  صفات القائد المتواضع والصادق مع رجاله، وفي وقفة أخرى بهية من مواقف البارزاني الخالد والتي أثرت في أبناء شعبه وزادت محبته ومكانته في قلوبهم، حيث قال:”الانسانية الحقيقية هي ان تضحي برفاهيتك وسعادتك من أجل الفقراء والطبقات المسحوقة من المجتمع.” وقال ايضا “أكبر شرف وفخر أن يموت المرء جوعاً من اجل أشباع بطون جائعة.

  تلك هي كلماته التي كان ينطقها باصعب الظروف.

ختاما أنحني وتنحني معي جميع الشعوب التواقة للحرية والديمقراطية في العالم فخراً أمام قائد مخّلد في الضمائر وأمام صاحب قضية تاريخية حقة.

نُم قرير العين يا بارزاننا الخالد إن مِن بَعدكَ من يكملون المسيرة ودرب النضال كما رسمته  وكوردستاننا على طريق البناء والأزدهار الأقتصادي والثقافي رغم محاولات الأعداء من داعش وغيرها لأيقافها وعرقلة مسيرتها التنموية الجبارة.

بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *