(الاثوريون في الموصل) في مذكرات عبد العزيز القصاب

 

اعداد: سيزار ميخا هرمز

الاثوريون في الموصل

ويدعون أيضا ب *1(التيارية) وهم سكان العراق القدماء كان موطنهم *2( جوله مرك ) شمال قضاء زاخو، وقد استعان بهم الانكليز والروس، على حد سواء في حروبهم ضد الاتراك وفي الحرب العالمية الاولى، واضطروا الى مغادرة مناطقهم واللجوء الى داخل العراق بعد الحرب، ولم ينسَ الانكليز خدمات الاثوريين فجمعوا اللاجئين مع اطفالهم ونسائهم واسكنوهم منطقة ديالى اوساط العراق وضمنوا لهم الامان ورغد العيش. كما نظموا منهم قوات عسكرية خاصة سميت ب (الليفي) عرفت افواجها وكتائبها بالتدريب الجيد وانتظامها واستبسالها في القتال. وبعد ان وضعت الحرب العالمية اوزارها نقلت القوات المحتلة، الاثوريين الى المناطق الباردة التي اعتادوا عليها في جبال شمال العراق وهيأت لهم مراكز في أربيل والموصل، وفي اقضية العمادية والزيبار وزاخو وعقره وفي 24 أيار 1924 نزل لفيف من الاثوريين من قوات الليفي المعسكرة خارج كركوك الى سوق المدينة، ونشب خلاف بينهم وبين الباعة فأستنجدوا بزملائهم في المعسكر، ونشب قتال عنيف استعملوا فيه الرشاشات، فسقط الكثير من الضحايا، وكاد القتال أن يؤدي الى مأساة كبيرة لولا تدخل العقلاء من الضباط الانكليز وأمراء الفصائل من قوات الليفي في فض النزاع*3.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــص 235

الهوامــــــــــــــــــــــش
*1 يدعي التياريون (الاثوريون) النساطرة أنهم من بقايا الاشوريين سكان العراق قبل التاريخ. وينفي الكثير من الاثاريين العراقيين هذه العلاقة ويتساءلون لماذا لم يبقى أسم البابليين والسومريين وعند الفئات اخرى من المجتمع العراقي؟؟
(جيمس فرانسيس) الملوك الهاشميون ص 105)

*2 جوله لامرك . تقع في ولاية ( وان ) وفي الاناضول الشرقي من تركيا

* 3 سبقت هذه الحادثة قتال في سوق العتمة بالموصل في 15- اب 1923 ولم يعاقب عليها الاثوريون واكتفى بنقل معسكراتهم الى كركوك وفي 4 ايار 1924 نشب نزاع في سوق كركوك واستل الجنود الاثوريون اسلحتهم من الثكنة العسكرية واخذوا يقتلون كل من يصادفهم في الطريق طفلا كان ام رجلا احرقوا ونهبوا الحوانيت وقتلوا شرطيا عراقيا حاول منعهم من قتل الابرياء أسفرت المجزرة عن مائة أصابه بين قتيل وجريح ولكن البيانات الحكومية صرحت بستة وخمسين قتيلا وأربعة وأربعين جريحا ذكر ل (ادموندس) ان الجماهير الساخطة قد هاجمت في اليوم الثاني بيوت المسيحيين الكلدان لأنهم كانوا واثقين ان الانكليز كانوا يحمون الاثوريين وأنهم لم يبحثوا بصورة جدية عن الذين قتلوا بهذه الجرائم.

• ( الحسيني تاريخ الوزارات العراقية ) الطبعة السابعة ص 258 ح / 3 )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 236

أصبحت الموصل بعد ذلك في حالة توتر وأهلها في غضب شديد عند سماعهم بأخبار الاعتداء المسلح على السكان الامنين والباعة المساكين في سوق كركوك وتخوفت شخصيا من سريان القتال الى الموصل فأوعزت الى قيادة الليفي بسحب جنودها ووضعهم تحت الانذار في معسكراتهم خارج المدينة وهكذا سلمت الموصل من معارك وخيمة لا يدرك ضخامتها ألا الله عز وجل.

المصدر مذكرات عبد العزيز القصاب

You may also like...