الاتفاق سيد المواقف / بقلم لؤي فرنسيس

بعد الهجمة الارهابية الظالمة على العراق الاتحادي واحتلال اكثر من ثلث البلد وتهديد الثلثين المتبقيين من قبل تنظيم داعش المجرم،  ظهرت الحاجة اكثر من اي وقت اخر للتوصل الى تفاهمات حول المشاكل العالقة بين بغداد واربيل ، واثبتت احداث السنوات الثمان الماضية،  ان هناك مصالح خارجية  اقليمية ودولية كما مصالح بعض القوى والتيارات الداخلية ، تسعى وباستمرار الى تاجيج الخلافات بين الاتحادية والاقليم وقد دخلت الدول والتيارات والاحزاب  بقوة على خط الخلاف السياسي وزادت من تعميقه مستفيدة من ضعف الارادة الوطنية والادارة لدى الحكومة الاتحادية العراقية بسبب المحسوبية في التعيينات السيادية  لدى صناع القرار فيها قبل التغيير.

اليوم وبعد ازاحة المالكي عن السلطة والتغييرات الادارية الاخرى وحصول تجانس ملحوظ بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وتنفيذا للاتفاقيات السياسية بين الكتل البرلمانية والتي ادت الى تشكيل الحكومة برئاسة الدكتور العبادي، بدأنا نتلمس الرغبة والحرص في إذابة الجليد بين الاقليم والمركز، فكلا الطرفين يتحسس بضرورة وضع الملفات الخلافية على طاولة الحوار للمناقشة وايجاد الحلول لها، فلا الاقليم قادر على مواجهة التحديات المتضمنة بالحرب على داعش والملف الاقتصادي العام وملفات تسليح البيشمركة ، ولا المركز قادر على ترك الخلافات دون حلول ومواجهة نفس التحديات دون مساندة الاقليم ، فالأوضاع الاقتصادية والأمنية ضاغطة باتجاه كل الأطراف لتوحيد المواقف وإزالة الجليد والبدء بخطوات عملية لبناء الوطن واستمرار المسيرة. 

لذلك تعتبر زيارة الدكتور حيدر العبادي الى اقليم كوردستان والتي اظهرت بان الحوار قادر على تجاوز الخلافات مادام الطرفان يحتكمان للدستور ويمكن من خلال الإنصاف للطرفين ان يضعا لبنات في سبيل حلحلة المشاكل، وعلى جميع السياسيين الوطنيين دفع الطرفين، الاقليم والاتحادية الى الاستمرار في الحوار للتوصل الى معالجات لجميع المشاكل العالقة .

اننا نشد على حكومة السيد العبادي في المضي قدما في تذليل العقبات وتصفير المشاكل من اجل اعادة الامور الى نصابها الصحيح،  ونشد على يد القيادة في اقليم كردستان والمتمثلة بالسيد الرئيس مسعود بارزاني ، الاستمرار في الحوار وتثبيت أسس الشراكة، فمصلحة الاقليم في هذه المرحلة الصعبة تكمن في تعضيد العلاقة مع الحكومة الاتحادية ومصلحة بغداد ايضا تتطلب ازالة الخلافات مع الاقليم  كون العدو مشترك ولا يفرق بين كوردي او عربي ، مسلم او مسيحي سني او شيعي ، عراقي او صيني ، فكل من لم يبايعه كافر ويجب قتله .

في الختام لا خيار لنا الا الحوار،  وليس هناك مشاكل بدون حلول،  وبايدينا يمكننا تعقيد الحلول وتحويلها الى أزمة او الاحتكام الى المصلحة الوطنية للتوصل الى نقاط اتفاق، ذلك هو التحدي ونتمنى ان نتعلم من دروس الماضي فليس احرص على مصالح العراقيين الا العراقيون انفسهم، وهذا يتطلب التزام الطرفين بالثوابت الوطنية ، من اجل النهوض بالعراق من جديد والقضاء على داعش ومن يساندهم.

 

  بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *