الأفـكارُ المَخـفـية تعـمل بالخـبث لـتـنـتج ثـماراً سـرطانية

إنَّ الرعاة في البرية والجـبال إكـتـسبوا خـبرات كـباقي الرجال وهم يرافـقـون قـطعانهم ليل نهار ، فـيعـرفـون كم من المسافة تمشي وتـتعـب الأغـنام ومتى تعـطـش فـتـروى وتستـريح عـلى مـدار الفـصول والأيام ، وماذا يمكـن أنْ يُـداهـمها وردود فـعـلها في المراعي السهـلة والوديان فـصارت عـنـدهم معـرفة واسعة في حـقـل عـملهم في كـل مكان .

ومن بـين ما نـقـلوه إلـينا أن الـذئب من أعـداء الخِـراف يحـوم حـول الـقـطيع ويتسـلل بصمت إلى داخـله فـيستـغـل زحـمته ويـبـدأ بخـنق ما يستـطيع منها دونما حاجـته إليها ، إلى أن تحاول شاة قـريـبة من مخارج الـقـطيع للهـرب بأي إتجاه كان ! فـيهـرب بها تاركاً ضحاياه المخـنوقة خـلفه بخـبثٍ دون أن يكـتـرث لها حـيث تكـفـية فـريسته الواحـدة فـتـشبعه لـعـدة أيام . وقـد قـرأتُ قـصصاً وأشعاراً عـديـدة أبطالها ذئاب وضحاياها شـياه أو غـيرها ، ومنها :

(1)- قال الشاعـر في الـذئـب : إذا كان الطباعُ طبـاعَ سـوءٍ …… فلا أدبٌ يفـيد ولا أديـبُ

(2)- قال الذئب للشاة : ثـقي بي فسوف أقـودكِ الى مرتع خـصب ، فـقالت له : إني أرى بعـيني عـظام زميلاتي ،

فـقال الذئب : لم آكلها أنا ….. وإنما ( أكلها ذئبٌ آخـرٌ غـيري ) !! .

(3)- قال أحد الثعالب : أيها الذئب عـلمْـني كـيـف أعـيش فى هـذه الحـياة ..! قال الذئب : إذهـب وإقـفـز من تللك التله !!

قال الثعـلب : لكــن سوف تـنكسر قـدمي ! فـقال ، لا تقلق سأمسك بك .. وعـندما قـفـز الثعـلب لم يساعـده الذئب …

فـقال الثعـلب : لماذا لم تمسك بي !؟ قال الذئب : هـــذا أول درس ( لا تـثق بـأحـد ) .

الـيوم ، نرى أناساً من فـصيلة الـذئاب مخـفـية الجـلـد يأتـون بفـروة الخـراف مدفـوعة الأجـر ، يمكـرون بنا بطـرق مدبَّـرة الأمر ، يـزوِّرون كـل شيء أمامـنا تحـت الشمس أو ضوء الـبـدر ، يكـذبون كي يمـرِّروا بضاعـتهم المنـفـوخة للتمـويه في وضح الـنهار عـلى شعـبنا الحـر ، فـيـنخـدع مَن يستـطـعـم الـطـُّـعـمَ فـيلج في المصيـدة ، لكـنها مفـخخات هـدّامة لـشعـبنا حـتى مطـلع الفـجـر .

الـبعـض يرسم خارطة الطريق ــ مرسـومة له أصلاً ــ وهـو نـفـسه تائه لا يـدري أين سيـصـل ، يرى أمامه معـلبات دسمة مرتبة عـلى مسار مجهـول الوجهة ، وكـلما جاع يقـف عـنـد إحـداها ويلـتـقـطها فـيُـشبع رمقه وينـتـظر حـتى يجـوع ثانية فـيقـفـز ليـلـتهم أخـرى وينـتـقـل خـطـوة بإتجاهها … وبكـل سـذاجة يـدعـو شعـبنا إلى المشاركة فـيها ، متـصوِّراً أن كـل الـناس ( زواج ) مثـله ، يخاطـبنا بلهـجة الـﭼايخانة ولكـنه في نـظر عـينيه يكـتب بلاغة ، ولا يسعـنا إلاّ أن نـنـبِّـه عـنه ونـقـول : ديروا بالكم إن الـباطـل كان زهـوقا ! أما إذا تسألـونـنا منـذ متى ؟ فـنجـيـب باللهـجة الألقـوشية (( مِن موثانا قـمايا = من المَمات الأول )) واللبـيب تكـفـيه الإشارة .

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

 

 

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *