الأستاذ لطيف بولا المحترم تصحيح وتصويب

 

” خاهه عَمّا كَلذايا “

نشر موقع ألقوش دوت نت بتاريخ 28/10/ 2013 موضوعاً كتبه الأستاذ لطيف ݒولا ورد فيه على ما أعتقد بعض المغالطات المجافية للحقيقة، لربما تكون قد وقعت سهواً أو فاته الصواب منها، نذكّره بها للفائدة ولإحقاق الحق .

بادئ ذي بدء اقول لكل إنسان الحق في ما يراه مناسباً له، واليوم نحن نتكلم عن مسألة الشعور القومي لدى البعض ، لذا أقول في هذه المسألة إن كنت تنشعر بأنك آشوري فلا أعتقد بأن هذا الشعور الفردي يستجيب له كافة أبناء عشيرتك أو عائلتك، فلربما ابناء عمومتك يقولون بأنهم كلدان وهم فعلاً هكذا، سوف أناقش ما أوردته أيها الفاضل في ثلاث محاور : ــ

المحور الأول الغزاة

المحور الثاني الإنتماء

المحور الثالث إدعاء الآشورية

المحور الأول / يبدو أنك تطلق على الكلدانيين كلمة ( الغزاة ) وبهذا جرحت مشاعر أمة عظيمة اليوم يربوا عدد الكلدانيين على أكثر من مليوني شخص، لا أدري ما الذي حدا بك إلى أن تستخدم تلك اللفظة الجارحة التي لم يجرؤ أحداً على إستخدامها لحد اليوم لما فيها من مغالطات تاريخية ولغوية لا تنطبق على الكلدانيين الأصلاء سكان البلد الأصليين وليسوا كالشوباريين الدخلاء الذين أحتلوا ألقوش في غفلة من أهللها وفي زمن ظالم، لمعلوماتك ايها الأستاذ لقد أمتدت حدود الإمبراطورية الكلدانية من الهند شرقاً وحتى مصر غرباً، كما ضمت الحجاز والخليج العربي الذي كان يسمى بالبحر الكلداني وبيث قطراي ( قطر الحالية ) وبحراي ( البحرين الحالية ) والمنطقة الشمالية كانت تسمى كلدانستان والتي كانت تضم أجزاء من روسيا وتركيا، وقد ذكرها القس بطرس نصري الكلداني والموسوعات وغيرها، أما القول بألقوش آشور أو ألقوش الآشورية فهي فقط للدلالة على الموقع الجغرافي، وأتحدى أحداً من جميع الذين يدعون بألقوش الآشورية ( وبدون أستثناء رجالاً ونساءً) إن تجاسر أحدهم وقال الشرقاط الآشورية أو تكريت الآشورية ، وإلا لقطعوا له لسانه، ولكن فقط يتجرأون ليقولوا عن ألقوش الكلدانية هي ألقوش الآشورية، وكأن لم توجد أية بقعة أرض أو قرية في شمال العراق سوى ألقوش لكي تصبح آشورية، وماذا عن أراضي أقليم كردستان كلها ؟ هل يتجرأ أحداً ليقول أربيل الآشورية ؟؟ يقول المطران يوسف بابانا في كتابه النسخة الأصلية غير المزورة ( ألقوش عبر التاريخ ) وفي عدة مواقع وصفحات وأسطر يتم تكرار ألقوش آشور أو ألقوش التي هي في آشور لتمييزها عن ألقوش فلسطين، وهذا دليل على أن آشور المقصود به موقع جغرافي كفلسطين، يا أخي لطيف الكلدان لم يكونوا غزاة بل الآشوريين السوباريين هم الغزاة وقد تحررت ألقوش بفعل رجال الكلدان الأصلاء، ولهذا يعتبر المؤرخون والسياسيون بأن الحكم الكلداني كان أول حكم وطني للعراق، لكون الكلدان هم أبناء الوطن الأصليين،

وللحقيقة نقول الإستشهاد بحجر شيرو ملكثا في ألقوش للدلالة على أن أهل ألقوش هم آشوريي القومية، هذا خطأ كبير ، فالقوش كانت تابعة لمنطقة آشور ويسكنها الكلدانيون منذ قديم الزمان ثم توالت الهجمات على ألقوش والتبعيات إلى أن عادت إلى جذورها الأصيلة الكلدانية عندما حررها الكلدانيون من الغزاة الآشوريون، ثم سقطت بيد الطغمات الأخرى إلى أن أصبحت عثمانية ثم أصبحت عراقية ، ومَن يدري لربما تصبح غداً كردستانية أو تركية وغير ذلك، اللمهم اليوم هي ألقوش العراقية، فهذه كلها تسميات جغرافية ، ولهذا لا يعني مطلقاً وجود أثر شيرو ملكثا لكي نقول بعائدية ألقوش، وإلا ماذا تقول عن قبر النبي ناحوم، فهل يأتي اليوم مَن يطالب الألاقشة بالعودة إلى الديانة اليهودية أو ليقول لهم بأنهم يهود والدليل على ذلك قبر النبي ناحوم الموجود لحد الآن في ألقوش ؟هل يعقل هذا ؟ ولماذا لا نطالب الشرقاط والحضر وتكريت وعانة وراوه وكربلاء والنجف بالعودة إلى أصولهم قبل عدة آلاف من السنين !!! غريبة جداً لماذا نقبل ذلك على ألقوش وفي ألقوش أثر واحد فقط أو عدة أحجار لا غير بينما في تكريت عشرات الكنائس والأديرة والآثار وما زال قسم منها شاخصاً، وما زالت الآثار في تكريت وغيرها تُكتشف يومياً من خلال عمليا الحفر وشق الشوارع أو إنشاء مشاريع الصرف الصحي وغير ذلك .

المحور الثاني والثالث / ماذا تفهم من كلمة آشور ؟ أليس هو صنم أعتبروه إلهاً فعبدوه ؟ وكثر أتباع آشور فأطلقوا عليهم شعباً، والشعب الآشوري كالشعب العراقي والشعب المصري ففيه من الأقوام والقوميات المتعددة وفيه من الديانات ومن المذاهب ومن اللغات ما تعجز عن رصده وتعداه، لذلك لا يعني شيئاً عندما نقول الشعب الآشوري، ولا يفهم منها قومية معينة، وإلا لكان الشعب العراقي قوميته عراقية، والشعب السوري قوميته سورية وهكذا، وهذه يا أستاذنا الفاضل مغالطة تاريخية لا يقبل بها تلميذ الإبتدائية فكيف يقبل بها جنابكم الكريم ؟

أشور أيها الفاضل موقع جغرافي حاله حال العراق وسوريا، كما أوردنا لكم مثلا من كتاب ألقوش عبر التاريخ، وهناك أمثلة كثيرة ومتعددة أوردها المؤرخون والعلماء عن آشور والمقصود بها الموقع الجغرافي ، وبهذا الصدد أشيركم إلى قراءة كتاب ذخيرة الأذهان للقس بطرس نصري الكلداني المطبوع في الموصل سنة 1913 في المجلد الثاني واذكر لك على سبيل المثال في صفحة 7 السطر الخامس نقطة ثانياً يقول ” إن النساطرة الكلدان كانوا قد أنتشروا في بلاد سورية وأقاموا كراسي أسقفية كثيرة” وفي ص 154 يقول ” وكان السريان المشارقة سكان أورشليم قد أهتدوا إلى الإيمان بسعي المرسلين اللاتين وكانوا يُدعون أيضاً نساطرة ، لأن أسم الكلدان الذي وضعه أوجينوس الرابع لنساطرة قبرس لم يكن بعد قد أنتشر أستعماله لا في أورشليم ولا في بلاد آثور وبابل والجزيرة ” إذن آثور حالها حال بابل والجزيرة وغيرها من البلدان، هكذا يقول التاريخ والمؤرخون، وقد وردت كذلك عندما ألقي القبض على المطران إبراهيم الذي أرسله البطريرك عبد إيشوع الرابع سنة 1557 إلى ملبار، ولكن شاءت الظروف أن يتم القبض عليه ، يقول المصدر السابق ” فهرب إلى آثور وأخذ توصيات من عبد يشوع البطريرك إلى بيوس الرابع ” نعم هرب إلى آثور ، ماذا نفهم من هذه الجملة ؟

وفي ص 158 من نفس المصدر يُفهم أن رجال الدين كانوا من بلاد آثور ، اقرأ ما يقوله المصدر ” وكان أساقفتهم وكهنتهم يرسلون من قديم الزمان من بلاد آثور، وكان مار عبديشوع الرابع قد أنفذ إليهم إيليا أسمر ويوسف سولاقا وإبراهيم الأساقفة ، فالأول ترك بلاد الهند وعاد إلى آثور سنة 1565 ” . وفي ص 171 يقول المصدر السابق ” وأخيراً طلب أن لا يسمى بنو طائفته نساطرة بل كلداناً ومشارقة من آثور ” !!! وفي ص 201 في النقطة 1 السطر الأخير من الصفحة يقول المصدر ” في مصر كان عدد وافر من النساطرة أنتقلوا إليها من بابل وآثور في القاهرة والأسكندرية ومدينة الرشيد والفيوم ” .

وتأكيداً لقولي هذا يقول المصدر في ص 203 في النقطة ( 6 ) ما يلي ” بلاد آسيا الصغرى وأرمينية وكردستان والأصح كلدانستان كما روى مؤلف الأثر نسبة إلى الكلدان مستوطني هذه البلاد يوماً لا الكرد ” .

أتمنى أن أكون قد وفقت في تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة لدى حضرتكم وتقبلوا مني وافر التقدير والإحترام

نزار ملاخا

30/10/2013

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *