احداث زاخو وتوابعها المرعبة

نبيل يونس دمان
قال المعري في لزومياته:
عنب وخمر في الاناء وشارب     فمن الملوم اعاصرٌ أم حاسٍ
     تلك كل الحكاية في موضوع الخمر، محلات الخمر، ونوادي الخمر، لو سمينا الظاهرة جدلاً بانها مشكلة فاللوم يقع على شاري الخمر وعلى مرتادي النوادي، وكذلك من يدخل صالونا للحلاقة العصرية، او محل مساج، ان جمهور تلك الاماكن هم من المسلمين بغالبيتهم العظمى من زاخو في اقصى العراق الى الفاو في اقصى جنوب العراق، ان الانسان يتصرف بدافع حريته الشخصية ويتحمل عواقب تصرفاته، المحال واماكن المساج والموتيلات يرتادها عامة الناس ومن مختلف الاديان، حتى اماكن الدعارة ان وجدت فقد كانت موجودة في كل زمان ومن قبل نشوء الاديان التوحيدية، لا تنفع الشدة والقوة والحرق في ازالتها، تتذكرون كيف اقدم صدام حسين على تعليق رؤوس الغواني على الابواب ولكن دون جدوى، فالابتعاد عن تلك الدور يكون بالتوعية المدرسية والصحة ووسائل الاعلام، اما القضاء عليها فلا يتم بالعنف ولا بالشدة ابدا، في كل بلدان العالم موجودة لكن يحذر منها في التوعية.
     من قال ان ادخال الانسان في بودقة واحدة وارغامهم على الضد من ارادتهم ستحل مشكلات المجتمع، ويتحول ذلك المجتمع الى مواطنين ملائكة يرحلون بعد مماتهم مباشرة الى الجنة والنعيم، من قال ان بالامكان فعل ذلك، وحتى السعادة لا تفرض بالقوة! كم من قرون مرت ومحاولات القضاء على الاجرام والرذيلة جارية، ولكنها محاولات فاشلة بل ومستحيلة في ظل طبيعة الانسان المبنية على الانانية وحب الذات والاقدام على التجربة اي تجربة الخير والشر معاً، لو كان بالامكان القضاء على الموبقات وعلى الاجرام لانتفت الحاجة الى العسكر والسجون وحتى الى المرشدين الدينيين.
     من قال ان ادخال النساء في الحجاب سيطهرهن من اعمالهن الخاطئة؟ ولماذا خلق الانسان على صورة الله، هل يحق له اخفاء ذلك الوجه؟ الانسان السوي يتباهى بمنظره وليشبع الناس النظر اليه وما فيه من الخلق والحسن. كانت عائشة بن طلحة بن عبدالله لا تستر وجهها بشيء فلما دخل بها مُصعب ابن الزبير كلمها في ذلك فقالت: ان الله عز وجل قد وسمني بوسمِ جمال فاحببت ان يراه الناس والله ما فيَّ وصمةُ استتر لها.
وقال عمر بن ربيعة:
ولما تواقفنا وسلّمت أقبلتْ     وجوهٌ زهاها الحسنُ ان تتقنّعا
     مطلوب من حكومة اقليم كردستان ومن الرئيس مسعود البارزاني ان يهب بسرعة لايقاف انتهاك حرية وكرامة الناس  وممتلكاتها في زاخو او اي مكان اخر من الاقليم، لا زال هناك متسع من الوقت لايقاف هذا الرعاع المنفلت خارج نطاق النظام والقانون، هذا الرعاع الذي يذعن لمرشدي المساجد الذين يفترض ان يزرعوا الخير ومحبة الناس في خطبهم لا التحريض لخروج الرعاع لتحطيم وحرق ما يقع امامهم، وبالتزامن مع خروج اميركا من العراق، ان شاء الله لن يكون ذلك اول الغيث، بل يجب ان تحافظ المنطقة على بر امانها وعلى مرسى سفينتها التي تمخر العباب.
     ليكن رئيس اقليم كردستان الاخ مسعود البارزاني كما وصف اجداده ويكرام في مؤلفه القيم( مهد البشرية والحياة في شرق كردستان) عندما كتب يقول: شيخ بارزان الذي عرف بلقب( شيخ النصارى) لانه يعامل النصارى واتباعه المسلمين على قدم المساواة.

nabeeldamman@hotmail.com
December, 2, 2011
USA  

 

You may also like...