إلى كـل مّن يـرمي شـصَّه في حـديقة الأخ عـيسى قـلو الموقـر

في أحـد أيام إنـتخابات الإتحاد الوطـني لطـلبة العـراق ونحـن في كـلية التربـية (( الملغاة )) – الوزيـرية كـنـتُ مع الأخ والصديق سـفـر إلياس الصفار في المكـتـبة ( وميوله معـروفة في حـينها عـلى الأقـل ) جاءنا عـضو الإتحاد وزميل قِـسمنا الفـيزيائي وشعـبتـنا رافـد يحـيى يسألنا عـمَّـن سنـنـتخـب ، فـردّ عـليه سـفـر مباشرة ودون مقـدّمات قائلاً : والله آني ما أنـتخـب اللي هـجَّـر عائـلتي وسجَـن أصدقائي وأعـدَم أقـربائي …. فـسكـت الزميل رافـد سـكـوتاً مطـبقاً ، ولم يتـجاسَـر أن يسألني عـن رأيي لا بل لا حاجة لـذلك عـلى إعـتـبار يعـرفـني أنـني ألقـوشي وأرافـق صديقي سـفـر وغـيره من الألقـوشـيّـين منـذ دخـولنا الكـلية صباحاً وحـتى مغادرتـنا بعـد إنـتهاء دوامنا مساءاً ويومياً ( إذن إجابتي سوف لن تخـتلف عـن تلك الإجابة الرادعة ! في حـين آني لا ماكل ولا شارب ولا عـنـدي علاقة بالموضوع ) ولا شـك أن إجابة معـظم الشباب الألقـوشي في ذلك الوقـت – في فـمهم أم في قـلبهم – ما كانت ستـخـتـلف عـن تلك لو واجهـوا الموقـف نـفـسه ، ومن ضمنهم بكل تأكـيـد أخ موقـر ألقـوشي يسكـن حالياً في السويد ( حـسب عـِلمي ) ولو كـنـتُ واثـقاً من عـدم زعـله عـليَّ لـَـذَكـَـرتُ إسمَه لا لغاية إلاّ لإيضاح شيء ما ، فـقـد إلتـقـيتُ معه في دار قـريـب لنا بعـد مـرور سنين الجامعة ، ونـُـصِبَ فخ الجـبهة الوطـنية والقـومية التـقـدّمية للربُع المثـقـفـين التـقـدّميّـين وإستـبـشروا بها خـيراً وهُـم مخـدوعـين ، سألته وبـينـنا مَـيانة : كـيف قـبلتم عـلى أنـفـسكم أن تـمـدّوا يـد المصافحة للجـماعة الذين إضطهـدوكم وسجـنوكم وعـذبوكم وأعـدموكم وهـجّـروكم ويتـَّـموا أطفالكم ورمَّـلوا نساءكم وحـطـموا مستـقـبلكم ؟ فـردَّ عـليّ بجـواب شافِ ومنـطـقي جـعـلني أسكت أمامه حـين قال لي : واحـد كان مصاب بمرض مُـعـدي فإبتعـد الناس عـنه خـوفاً من الإصابة بمرضه أما الآن فـقـد شـفي ! هل يـبقى الناس مبتعـدين عـنه ويتجـنبونه ؟؟ وكم كان بـودّي لو إلتـقـيته بعـد ذلك كي أسأله هـل رجع المرض المعـدي إلى الجـماعة فإبتـعـدتَ إلى السـويـد ؟؟؟ إذن الفـكرة وصلتْ ، ولِمَن لم تصل إليه أذكـر أمراً آخـراً ، إستمرّت الجامعات في العالم تـدرّس نظـرية نيوتن الجـزيئية في الضوء لـمدة 121 عام نـظراً للمكانة المرموقة التي كات يتمتع بها هـذا العالِم الفـذ وهـل هـناك مَن يشك بآرائه في وقـتها ؟ حـتى جاء العـلماء هايـﮔـنـز – ماكـسويل – بـوهـر – دي بـروﮔـليه بنـظرياتهم الموجـية الأكـثر قـبولاً والتي تـفـسِّـر خـصائص الضوء العامضة ، والآن أعـتـقـد أن الفـكـرة وصلتْ بصورة أفـضل لمَن يهـمه الأمر .
أخي : قال سيادة المطران سـرهـد جـمو ما قاله قـبل سنين ونحـن نحـترم رأيه ونـضعه فـوق رؤوسـنا طـيِّـب ! وشـنو يعـني ؟ وعـلى ﮔـولة واحـد ( إش ﭽَـلـَّـبَـكْ بـيها ) ، أخي أنت إبن اليوم انت عـندك أدوات اليوم ، أنت ما تحـصد بالمنجل بعـد ولا تبعـث الرسالة بالبريد ولا تشتري راديو أبو اللمـﭙات والذي كان أكـبر وأثـقـل من التلفـزيون الحالي ، أخي أعـطـني الناي لأغـني : تـهَـر كـلـذايـيه كـذ قـَـيمين …. لقـد نهـض الكـلـدان فـمَن يقـف بـوجـههم ! لا بل كـنا جالسين لا تـثـيرنا الأسماء وأنـتم جـعـلتمونا ننهض ونـقـف وشكراً لكم ، لم نـكـن نشعـر بالفـروقات لأنـنا لم نـفـرّق ولكـنكم جـعـلتمونا نشعـر بأن هـناك فـروقات واسعة ، لم نكـن نـفـكـّـر بالإخـتلافات ولكـنكم دفـعـتمونا إلى كـتابة قائمة طـويلة من هـذه الإخـتلافات ، لم نـقـل يوماً هـذا آثـوري وذلك كـلـداني ولكـنكم أنـتم الذين نـبَّهـتـمونا عـلى التأكـيـد بأن ذلك آثـوري وأنا كـلـداني ، فإذا كـنـتم بسلوككم هـذا قـد عـملتم خـيراً فالخـير يصيـب الجـميع وإذا كانت فِـعـلتـكم مشينة فالعـتب عـليكم يا أخي . كـنا ساكـتين عـلى كـلـدانيتـنا بـدون أن نرفع الرايات ودونما حاجة إلى أن نـكـبِّـر أصواتـنا بالمكـبِّـرات لأنه مَن أنـتـم ومَن نحـن !! ولكـنكم بسلوكـكم عـزَّزتم فـينا روح الإعـتـزاز بقـوميتـنا الكـلـدانية ونـقـول نحـن كـلـدان وأنـتم آثـوريّـون ، خـلـّـونا ساكـتين يا إخـوان . فـما الذي قاله الأخ عـيسى ؟ قال إن ألقـوش كـلـدانية ! إي وبعـدين ؟ أنا أيضاً أقـول إن ألقـوش كـلـدانية ، نحـن لسنا نـتعامل مع غـبار الغـزاة قـبل آلاف السنين ، بل نحـن نـتعامل مع الناس اليوم ، مع آخـر إمبراطورية وطـنية في العـراق ، مع شعـب الـ ( حُـذرا ) يا أخي ، مع الورثة الحـقـيقـيّـين لبـيث نهـرين الذين يقـضـّـون مضاجع الكـثيرين ، أما أنت تـريد أن تـكـون آثورياً منو لازمك ؟ لا بل أشجـعـك وأضع ريشة فـوق الكـسيثة عـلى رأسك وأبوسك وأقـول لك تهانينا وأنا لن أخـسر شيئاً ، وإذا كان إسمك حـمدون فـسأسميك سـرﮔـون ، وإذا كان إسمك فـهـد فـسأسمّـيك أدد ، إي وشـنو ؟ هـل ستـصل إلى أربا إيـلـّـو ؟ أم شـرﮔاط ؟ أخي جـوزوا من هـاذي القـوانة وكافي ، أردتم أن تكـونوا أثوريّـين لوحـدكم طيب ، ونحـن أيضاً تعـلمنا منكم ونريد أن نكـون كـلـدانيّـين لوحـدنا ، إذن إتـركـونا ، ومتى ما ذكـرناكم أذكـرونا ، وإذا جـبنا طاريكم جـيـبوا طارينا وإذا هـوّسنا عـليكم هـوّسوا عـلينا ، فـقـط نريد منكم أن تسكـتوا وإلاّ فأصواتـنا تـتعالى فـوق أصواتكم وألوانـنا تـبهـر أكـثر من ألوانكم والسلام لكم .

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني


You may also like...