إكتشاف خطير لبعض الأقلام الصفراء لكنه بائس وحزين

“قلم أصفر يطبل ويزمر”

قلم مشعوذ، اصفر، مسموم، يتصيد في المياه العكرة، يحاول أن يجعل كما يقول المثل العراقي “من الحَبّة كُبّة”، يبحث في كل مكان ليجد ثغرة ينفذ منها ليخترق الجدار الكلداني الحديدي، ويمتدح الإسطوانة المشروخة “كلدان سريان آشوريين”، همّه الوحيد أن يحذف أسم الكلدان من كل مكان، مقابل ثمن مدفوع مسبقاً، ولكن ما هذه إلا فقاعات في الهواء، ما تلبث أن تنفقع فتزول، هذا القلم أرسل الإيميلات فرحاً جذلاً بما نشره موقع صوت العراق حول تصريح مدير آثار النجف عن أن المقابر المسيحية المكتشفة في النجف ينفي أن تكون عائديتها للكنيسة الكلدانية، حول ذلك نقول: ــ
نشر موقع كلدايا تقريراً حول ذلك التصريح في وقت سابق ونقلاً عن مصادر معينة يعرفها الجميع ويعرفها هذا القلم بالإضافة إلى مديرآثار النجف، ولكن مهلاً أتمنى على الأستاذ مدير آثار النجف إن كان فعلاً قد أثار هذه الزوبعة أن يكون أحد المختصين بالتاريخ أو التاريخ الكلداني العراقي على وجه التحديد، ليبين لنا جملة أمور تكون قد فاتته، وأتمنى من الجميع عدم الإستعجال في التطبيل والتزمير، وأن لا ينساقوا وراء الزوبعة، كما يقول المثل العراقي “حشرٌ مع الناس عيد” فهكذا حشر يكون مصيره معلوم، لا أعتقد بأن القول إن المقابر الجماعية تعود للكنيسة الكلدانية فيه شائبة، لا بل هو تصحيح لتصريح مدير الآثار، لكون أن السيد مدير الآثار إن كان مختصاً بالتاريخ يعرف حق المعرفة أن المسيحيين الموجودين في النجف هم كلداناً لا غير، فلم تكن النجف وكربلاء والبصرة وغيرها من مناطق جنوب العراق مأهولة بغير الكلدان، وهكذا يقول التاريخ والمؤرخين، فكيف يستطيع أن يثبت عكس ذلك، إن التواجد الكلداني في النجف كان أقدم من تواجد السيد مدير الآثار، لا بل لا نتجاوز إن قلنا بأنه يذهب أبعد من ذلك، فالتواجد الكلداني في النجف كان أقدم من تواجد الأديان فيها، وتواجدهم كان منذ عهد أو أقدم من عهد أبينا إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء جميعاً، وإلا لما نسّبوا أبونا إبراهيم إلى الكلدانيين، نستند في أقوالنا إلى ما قاله المؤرخين حول ذلك:ـ

1 – يقول الدكتور أحمد سوسه، بأن موطن الكلدان الأصلي هو جنوب العراق.

2 – وباحث آخر هو فيليب دوغورتي يقول بأن الكلدان قد أنتشروا في جنوب العراق وساحل الخليج العربي، حتى أصبح الخليج العربي مقروناً بإسمهم فسمي بالبحر الكلدي.

تقع مدينة النجف على حافة الهضبة الصحراوية الغربية من العراق جنوب غرب بغداد على بعد 160كم. على خط طول44 درجة و 20دقيقة، وعلى خط عرض 32 درجة، أمّا حدودها الإدارية كمحافظة فهي كالتالي: من الغرب والشمال الغربي المملكة العربية السعودية ومحافظة الأنبار، ومن الشمال الشرقي محافظة كربلاء، وبين الشرق والجنوب الشرقي محافظتا بابل والقادسية. وأنّها كانت مكانا تعمره الأديرة المسيحية التي يقوم على شؤونها القسس والرهبان، ومنها دير ابن مزعوق ودير مارت مريم ودير حنا، وظلت هذه الأديرة قائمة في العهد الإسلامي.

يقول الشيخ أحمد الوائلي عميد خطباء المنبر الحسيني في سوريا عن النجف: ــ عندما مرّ بها أبو الأنبياء إبراهيم (عليه السلام) كانت مدينة، وكانت مسكونة بكثافة، وكانت يزلزل بها فنزل إبراهيم (عليه السلام) ضيفاً على أهلها فلم يزلزل بهم، وعندما تأكدوا من ذلك قالوا انّ هذا من بركة ضيفنا وأصرّوا عليه بالبقاء وألزموه فأبى عليهم إلاّ أن يشتري منهم الأرض فأنعموا بالقبول فاشتراها منهم بمائة نعجة فسميت بانقيا من أجل ذلك لأن نقيا بلغتهم نعجة وبالتساوي مائة، وقد ورد ذلك في جملة مصادر(1). هذا مفاد الرويات.

ألا يدل ذلك بأن النجف أصبحت أو كانت من الممالك الكلدانية، أو أن أهلها من الكلدان؟

والآثار التاريخية في جوانب مدينة النجف تتوزع في مختلف جهاتها فهناك آثار لسجون الأسرى وللمعسكرات تمتد إلى ايام الاسكندر وإلى ايام بختنصر.

1- معجم البلدان، ج2 / ص: 49، فصل بانقيا.

نفس المصدر يقول:ـ

الثاني:

ولعلّ من أبرز الروافد التي انصبت في أبعاد النجف حضارياً وقبل الإسلام الرافد المسيحي ويظهر من المأثورات انه يبتدئ من عهد جذره الأوّل وهو المسيح (عليه السلام) وامّه العذراء، فقد ورد عند تفسير قوله تعالى عن عيسى وامه مريم ( وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَة ذاتِ قَرار وَمَعِين )(3)عن أبي عبد اللّه الصادق (عليه السلام) قال: “الربوة نجف الكوفة والمعين الفرات” (4). ومعنى ذلك انّ الايواء ـ وهو

1- يراجع فتوح البلدان للبلاذري، مادة طيرناباذ. ومجلة لغة العرب لا نستاس الكرملي.

2- البلدان لابن واضح، ص: 73، طبع النجف.

3- سورة المؤمنون، الآية: 50.

4- كامل الزيارات، الباب الثالث عشر، والتهذيب للشيخ الطوسي بتوسط موسوعة العتبات المقدسة لجعفر الخليلي، ج1 / ص: 75 قسم النجف الأشرف، طبعة بيروت 1987م.

ويراجع كنز العمال، ج1 /ص: 258 بتوسط فضائل الخمسة من الصحاح الستة، ج3 / ص: 97، طبعة بيروت ـ الأعلمي.

الصفحة 3

الاقامة ـ هناك ثابت ولو لمدة قليلة، ويؤيد هذا المعنى ما رواه المجلسي في بحار الأنوار(1)عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: “الغري هو قطعة من الجبل الذي كلّم اللّه عليه موسى تكليماً وقدس عليه عيسى تقديساً واتخذ عليه إبراهيم خليلا… إلى آخر الرواية”، ومن هنا كانت المنطقة بعد ذلك تكاد تكون في أغلب سكانها مسيحية حيث تستوعب المثلث المعروف “الحيرة، النجف والكوفة”. يقول محمّد حسين هيكل في كتابه حياة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم): “انّ التماسك في كيان الامبراطورية الرومانية من الشام وفلسطين إلى شواطئ الفرات ليدين به أهل الحيرة ويؤمن به اللخميون والمناذرة”(2).

وبناء على ما نص عليه في تفسير الآية المذكورة يقتضي العكس حيث بدأت من منطقة النجف وانتشرت إلى الشام فإن المنطقة كانت متصلة بقرى عامرة من الحيرة حتى الشام، كما نصّ على ذلك المسعودي في مروج الذهب في فصل فتح الحيرة ومجاورة سعد بن أبي وقاص مع عبد المسيح بن بقيلة، ويؤيد ذلك وجود الأكراح وهي بيوت رجال الدين المسيحيين في النجف، وإلى جانبها أديرة للمسيحيين وكنائس وأشهرها دير مار عبدا، ودير حنه، وفي هذه الأكراح عيون وينابيع وآبار محفورة وهي مميزة بالجمال والنضارة تنبت الشيح والرياحين وفيها يقول بكر بن خارجة:

دع البساتين من آس وتفاح     واقصد إلى الشيح من ذات الأُكيراح
إلى الدساكر فالدير المقابلها    لدى الاكيراح أو دير ابن وضاح
منازل لم أزل حباً ألازمها        لزوم غاد إلى اللذات روّاح(3)

والحقيقة أن حديث الأكراح والأديرة والكنائس والتلال التي كانت

1- البحار، ج22 / ص: 43، طبعة بيروت، عند ذكر النجف.

2- حياة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ص: 30، طبعة مصر 1354هـ.

3- الأغاني، ج7 / ص:107، طبعة دار الكتب المصرية.

الصفحة 4

للمسيحيين على ظهر النجف مطول وواسع يدل على كثافة السكان المسيحيين هناك وغلبتهم على المنطقة، كما يعكس أنماطاً من ممارستهم وسلوكهم ويعطي صورة كاملة عن ملامح حياتهم ويمكن مراجعة الديارات لشابستي، وآثار البلاد للقزويني، ومعجم البلدان للحموي والآثار الباقية للسيروني وغيرها.

وبالجملة فإنّ المنطقة كان يغلب عليها الطابع المسيحي بما له من آثار وإلى جانبه روافد أخرى في طليعتها الفرس والسريانيين والبابليين والعرب

وهذا جزء من قول السيد مدير آثار النجف

33 كنيسة ودير في النجف والحيرة والكوفة : ــ اما مؤرخ استاذ التاريخ الاول في جامعة الكوفة لدكتور حسن عيسى الحكيم، يقول” تحولت الحيرة الى ديانة مسيحية بعد ان كانت وثنية”، مؤكدا احصاء 33 كنيسة ودير تنتشر في بحر النجف والحيرة والكوفة، انتشرت في ربوعها السريانية.

ويضيف انه وعلى اثر ذلك انتشرت الأديرة في الحيرة وفي ظاهرها، وغالباً ما كان المسيحييون يتخذون من منطقة ظاهر الحيرة مكانا لهم، لان الراهب والمتدين المسيحي كانا يختليان في منطقة بعيدة عن السكان للتعبد، ولكون بحر النجف كان يقع في ظاهر مدينة الحيرة وهو منطقة خالية من السكن، لذا اختار رجال الدين المسيح المعابد والكنائس فيها، فضلاً عن انتشار الكنائس قرب مدينة الكوفة، ومنها عاقولا التي تقع بين الكوفة والحيرة (منطقة مطار النجف الاشرف الدولي ومعامل الاسمنت حالياً) وانشئت فيها كنائس، فالسريان كانوا يسكنون عاقولا، وبنية كنيسة هند الصغرى على خندق الكوفة (الذي يعرف بكري سعدة حالياً)، اما في احدى المناطق على حافة بحر النجف كان يقع دير هند الكبرى بين النجف والحيرة قرب قصر الخورنق” .ويبين الحكيم” لدينا رواية تؤكد ان خالد بن الوليد عندما اراد ان يفتح الحيرة عام12هـ عسكر في ارض النجف في منطقة الغري ثم بدأ يسقط القصور الواقعة بين النجف والحيرة فضلاً عن احتلاله الاديرة في هذه المنطقة وكان بن الوليد يخير المسيحيين في فتح كنائسهم حرباً ام سلماً، وكانوا يدفعون الجزية فغالباً ما تفتح الكنائس سلماً، فهناك حادثة تؤكد ان الراهب المعروف عبد المسيح بن بقيلة في الحيرة جرت بينه وبين خالد بن الوليد محادثة وتحاورا قبل دخول الاخير مدينة الحيرة، وتضيف الراوية ان ابن الوليد سأل الراهب عبد المسيح ماذا ادركت في هذا المكان –الحيرة- قال: ادركت سفن الهند والصين وهي تمخر في هذا البحر، واشار عبد المسيح الى بحر النجف”. ويتحدث الحكيم عن عدد الاديرة “قمت باحصاء الكنائس ودونتها في كتاب (المفصل في تأريخ النجف الاشرف) وفي كتابي الاخر (مدينة الحيرة) وتوصلت الى وجود 33 دير وكنيسة منتشرة في المثلث الحضاري النجف والكوفة والحيرة ثم تتوغل الاديرة لتصل الى منطقة الرهبان في بحر النجف التي تقع بالقرب من منطقة الرهيمة التي لا تبعد عن النجف سوى20كم اذ توجد بقايا لأديرة في المنطقة. “ويؤكد الحكيم” حينما انتهى دور الحيرة كدولة كبيرة وهيمن الاسلام على هذه المنطقة بقيت الكنائس والمسيحيون، حتى ان الامام علي (ع) اثناء خلافته في الكوفة مر بأحد الاديرة وكان الناقوس يدق فسأل الذين كانوا معه؟ ماذا يحكي هذا الناقوس، فقيل له يا أمير المؤمنين وهل يتكلم قال الامام (ع) نعم يتكلم وبدأ الامام علي (ع) يفسر نغمات ودقات الناقوس، مؤكداً فيها نوع من العبادة والتوحيد لله سبحانه”. ماذا كانت الهوية القومية لهؤلاء المسيحيين؟ هل كانوا كلهم عرباً؟ هل كانوا سرياناً؟ إذن هم كلدان، وهل كانوا كلداناً على هوية آبائهم وأجدادهم

3 – ومن الممالك الكلدانية التي تذكرها الموسوعة ويكيبيديا هي: ــ

مملكة بيث اقين: كانت عاصمتُها دور-ياقين: (تَل اللحم حالياً / بين الناصرية والبصرة) وتشمُل رُقعتُها الحَوضَ الأسفلَ مِن الفرات وشواطيءِ الخليج وجُزُره حتى الخليج العُماني، أشهر ملوكِها كان الملك (مردوخ بلادان 733 – 710 ق. م)، احتلَّ سنة 733 ق. م مدينة بابل، ونودِيَ به ملكاً على الدولة البابلية، تَمَيَّزَ بالقوة والعزيمة فقام بتوحيد كافة الممالك والقبائل الكلدانية في مملكة مُتحدة واحدة، مؤكِّداً استقلالَ بابل السياسي وحَقَّها الشرعي في حُكم البلاد البابلية، كانت مملكة بيث – ياقين أكبر وأقوى الممالك الكلدانية، ومِن بين أبنائها ظهر أغلبُ ملوك الكلديين في عهد الامبراطورية البابلية الثانية626 – 539 ق.م.

• ملكة بيث دَكّوري: كان موقعُها في حَوض الفرات إلى الجنوب مِن مملكة بابل، تمتدُّ مساحتُها مِن مدينة بورسيبا (برس نمرود حالياً / جنوب الحلة) من الشمال وحتى حدود مدينة أوروك (الوركاء) من الجنوب

• مملكة كَمبولو: وعاصمتها (دور ابيهار وبدورها كانت ضحية الحملة العسكرية الأسرحدونية التي شنها أسرحدون عليها وعلى مملكة بيث دكوري.

• مملكة بيث شيلاني: عاصمتُها سر أنابا في سنة 732 ق. م قاد الملكُ الآشوري (تكلتبيلاصر الثالث 745 – 727 ق. م) حملةً عسكرية على عاصمتِها سر أنابا، قُتِلَ خلالها ملكُها وسُبيَ خمسةٌ وخمسون ألفاً من أبنائها الكلدان ورُحلوا إلى البلاد الآشورية.

• مملكة بيث أموكاني: عاصمتُها شيبيا الواقعة في حَوض دجلة الأسفل، كانت تحتضن بالإضافة إلى قبائل أموكاني قبائل الفوقودو (بقيذي) كان الملك (نابو موكِن زيري) مؤسس سلالة بابل العاشرة أحد أبنائها، تسنم عرش بابل عام 731 ق. م.

• مملكة بيث شعالي: عاصمتُها دور ايلاتا وقد شملَتها حملة تكلتبيلاصر الثالث العسكرية التي قادها عام 732 ق. م ضِدَّها وضِدَّ مملكة بيث – شيلاني حيث أسِرَ من سُكّانِها خمسين ألفاً وأربعمِئَة فردٍ ورَحَّلهم إلى المناطق الآشورية.

يذكر المطران سرهد جمو عن الكلدان ما يلي:ـ

ان الاسم “ كلدي، كلدو، كلداني، كلدان” ظهر في وثائق التاريخ حوالي 900 قبل الميلاد. في البداية نجد الكلدان كقبائل آرامية في بابل. وفي عام 625 قبل الميلاد فتحوا بابل وأسسوا إمبراطورية بابلية كلدانية عظيمة استمرت لغاية عام 539 قبل الميلاد حيث سقطت على يدّ كورش الفارسي. ان الإمبراطورية الكلدانية كانت التعبير الأخير والمجيد للهوية الوطنية لشعب منطقة بلاد ما بين النهرين القديمة قبل وقوعها تحت سيطرة القوى الأجنبية

لم تتم تهدئة الكلدانيين الذين كانوا يقطنون المنطقة الساحلية للخليج الفارسي، من قبل الاشوريين. ففي حوالي630 أصبح نبوبلاصر ملكا على الكلدانيين. في 626، أخرج الآشوريين بالقوة من اوروك (الوركاء) وتوج نفسه ملكا على بابل. لقد ساهم في الحروب التي كانت تهدف الى تدمير الدولة الاشورية. وبنفس الوقت بدا باعادة تشغيل شبكة القنوات المائية المخربة في المدن البابلية وخاصة في مدينة بابل نفسها.

http://www.marefa.org/index.php

كتب السيد سالم صادق في المبحث الاول.

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=154330

نبذة مختصرة عن الكلدان والاشورين: ــ جاءت تسمية الكلدان من قبيلة ارامية اسمها كلدو وحكمت بلاد النهرين الممتد من جنوب حتى اواسط وغرب بلاد النهرين وكانت عاصمتها بابل (الحلة وما حولها حاليا) وقد امتدت حدود الامبراطورية الكلدانية حتى وصلت الى الهند. ازدهرت الثقافة والعلوم كالطب والفلك والهندسة المعمارية والرياضيات بحيث تعتمد بعض قوانيها الى يومنا هذا كما مشار فى كثير من المصادر الاوربية. وفى عهد الكلدان انشئ اول قانون للادارة المدنية للدولة وكذلك قانون الخدمة فى الجيش وكان اشهر ملوكهم حمورابى كانت لغة الكلدان فى البداية هى اللغة الاكدية السومرية ثم ماأن طغت اللغة الاراميية قبل فترة قصيرة من بدأ الميلادية حيث طغت اللغة والثقافة الارامية على الكلدان وان تعددت اللهجات الا ان الكل يفهم بعضهما البعض.

المؤرخ اليوناني سترابون يقول (فقد كان هناك ثمة قبيلة كلدانية تسكن رقعة من بابل متاخمة لعرب البادية والخليج .) مركريت روثن / علوم الكلدانيين ص 11

مما تقدم في أعلاه، أن النجف كانت مليئة بالكنائس والصوامع والأديرة، وكانت الرهبان تملآ هذه البنايات، وكانت النجف ضمن حدود أو في قلب دولة الكلدان بابل، وكانت كل تلك الأمصار كلدانية بابلية، وشعبها إن لم يكن كله كلدانياً فعلى الأقل الأغلبية الساحقة منه كان من الكلدان، وعندما دخلت المسيحية تلك البقاع دخلوا فيها وآمنوا بها، على أي مذهب لا يهم، فمن الكلدان من هم كاثوليك ومنهم من هم مسلمون ومنهم من بقي على وثنيته، رجل الدين المسلم طالب السنجري في مقال له بعنوان “العراق الكلداني” يقول :ــ ونقول للكلدان العراقيين وهم أمة يعيش الأعم والأغلب منهم في بلدان المهجر، إنكم أهل العراق الأصلاء، فأعيدوا الكلدانية من جديد ليتفاعل معكم جيل الكلدانيين الناشئ، ….. ثم يقول:ـ

فلم يكن العراق الكلداني في يوم ما يهودياً ولا مسيحياً ولا مسلماً، ثم يتساءل رجل الدين بقوله: ــ ولو أختار كلداني الإسلام ديناً فهل يبطل كونه كلدانياً؟

الدكتور علي يونس الدهش في كتابه (اللغة التحول في صراع الحضارات) يقول: ــ كما أنتشرت في بلاد الرافدين اللغة السريانية وتسمى أحياناً الكلدانية.

ورد في قاموس المطران اوجين منّا “قاموس كلداني ـ عربي ” في مادة كلدانيون هذا التعريف: ــ الكلدانيون: هم العلماء وارباب الدولة من اهل بابل وأطرافها. او جيل من الشعوب القديمة كانوا اشهر اهل زمانهم في سطوة الملك والعلوم وخاصة علم الفلك. ولغتهم كانت الفصحى بين اللغات الآرامية وبلادهم الأصلية بابل وآثور والجزيرة اي ما بين نهري الدجلة والفرات وهم جدود السريان المشارقة الذين يسمون اليوم بكل صواب كلداناً))) كل تلكا لأعداد الهائلة من الكلدان عندما كانوا يفارقون هذه الدنيا أين كانت تُدفن أجسادهم؟ يعد إعتناقهم المسيحية، ألم يخصصوا مساحات لدفن موتاهم؟ إذن أين الخطأ عندما يصحح أحدهم القول بأن المقابر كانت للكلدان المسيحيين، لا سيما والحديث عن المسيحية في النجف وعن إكتشاف القبور المسيحية في النجف.

نتمنى من السيد مدير آثار النجف أن يبين لنا حقيقة الهوية القومية لهؤلاء الموتى مستنداً على الأدلة والبراهين لا جزافاً، وإلا فالسكوت خير من الذهب.

نزار ملاخا
الدنمارك

You may also like...