إذاعة صوت المحبة مع المطران مار باوي سورو الكليّ الوقار

كتب التقرير: مايكـل سـيـﭙـيسـدني

كان المطـران مار باوي سـورو الكـليّ الوقار والقادم من سان ديـيـﮔـو / كاليفـونيا عـلى موعـد في الساعة العاشـرة والـنصف من صباح يوم الجـمعة الموافـق 14 أيلول 2012 مع إذاعة صوت المحـبة فإلتـقى مديرَها الأب مارون موسى والأخـت كـلود ناصيف حـرب، وبرفـقة الأب ﭙـولس منـﮔـنا من أبرشية مار تـوما الكـلـدانية / سـدني، فـكانت الأخـت كـلود هي البادئة بالحـديث حـين قالت: دخـل سيادة المطران باوي سـورو إذاعة صوت المحـبة بإبتـسامته الحـلـوة أهلا وسهلاً بكم سيادة المطران باوي سـورو في بـيتك وإذاعـتك أنا فـرحانة بك ولمحـبتك الواضحة نحـسّ بأنك أحـد أفـراد العائـلة ونعـتـذر أنا والأب مارون منك ومن الأصـدقاء عـن هـذا التأخـير الذي كـنا نحـن سـببه وليس حـضرتك الذي حـضرتَ قـبل الموعـد، وسنـتعـرف عـلى حـياتك أكـثر وعـلى إلتـزامك بالكـنيسة وزياراتك المتكـررة لأسـتـراليا ونـوَد أن نعـرف كـيف عـلمتَ بإذاعة صوت المحـبة فأجاب سـيادته:

شـكراُ، إن الجـماعة الكـنسية هـنا من الكـلـدان والآشـوريّـين يستـمعـون إلى إذاعة صوت المحـبة ويوجـد جـوع وعـطش لكـلمة الله التي تأتي مثـل حـبّة تـزرع في قـلوب الناس بقـوة المحـبة،

فـردّت : شـكـراً ونـتـرك المايكـروفـون للأب مارون الذي طـلب بـداية بركة سـيادته التي كانت صلاة مشـتـركة بـينهم (صلاة أبانا الذي في السماوات، والسلام لك يا مريم) وأثـناء الصلاة كان هـناك بعـض التـنـوّع في الكـلمات عـلى لسان سـيادته ولسان الأب مارون والأب ﭙـولس والأخـت كـلـود مثـل (خـطايانا = ذنوبنا، تجـربة = تجارب، كـفاف اليوم = كـفاف يـومنا، يا مريم القـديسة يا والـدة الله = يا أم الله)

أردف الأب مارون: أن كـل جـماعة إعـتادتْ عـلى كـلمات معـينة فـحـبَّـذا لو كان لنا نـص ثابت وموحّـد في كـنائـسنا، فأعـقـب سـيادته أن ذلك سـنـضعه ضمن قائمة مسؤولياتـنا، أما في الغـرب فإن الكـنائس الشرقـية التي تستـخـدم اللغة الإنـﮔـليزية قـد تجاوزا ذلك بالإعـتماد عـلى اللغة اللاتينية فهي موحـدة عـنـدهم، وهـذه الأمور في الغـرب أسهـل منا نحـن في الشرق عـسى أن نـتعـلم منهم في حـل مشاكـلنا. أضاف الأب مارون أن
الإخـتلافات في مواعـيد الأعـياد بـين الكـنائس هي أمور خارجـية ولكـن هـناك أموراً جـوهـرية أهـم مثـل الإيمان والشِـرْكة الكـنسية، وأضاف: أن كـل واحـد يأتي عـنـدنا هـو شاهـد ليسوع المسيح، فـهـل تخـبرنا سـيادتك عـن شـهادتك هـذه،

فأجاب: أول شيء أود أن أذكـر لكم وللأحـبة المستمعـين أن لغـتي العـربـية ليست جـيـدة جـداً لأني درست المرحـلة الإعـدادية في بغـداد وغادرت سنة 1973 وبقـيت في لبنان حـوالي سـنـتين ونـصف ومنـذ ذلك الحـين وإلى قـبل سنـتـين لم أستـخـدم اللغة العـربـية أبـداً. إذا تسألني عـن معـنى الشهادة فهي أن أحـب الأشـياء والأشخاص الذين يحـبهم الله، وحـين أحـب الآخـر أكـون شاهـداً لـربي ومخـلـصي، والمسيحـية هي علاقة محـبة بـين الله والإنسان ثمنها في الأخـير هـو حـمل الصـليب الذي حمله يسوع.

أنا شخـصياً مولود في العـراق عـشـتُ وتعـمَّـذتُ في الكـنيسة الآشـورية، مرسوم كاهـن في 1982 في أميركا ومطران في 1984 (خـدمتُ كـمطـران لـمدة عـشرين سـنة في الكـنيسة الآشـورية) وفي سـنة2005 حـدثـت خلافات بـيني وبـين الكـنيسة الآشـورية فإنـفـصـلنا أنا مع جـماعة من المؤمنين وإتجـهـنا إلى الكـنيسة الكـلـدانية لنـنـضم إلى الكـنيسة الكاثـوليكـية المقـدسة الجامعة، وفي نهاية سنة 2007 أو بـداية 2008 دخـلنا كـكـهـنة وشمامسة ومؤمنين وكـمطـران إلى ثلاث أبرشـيات للكـنيسة الكـلـدانية إثـنـتان في أميركا وواحـدة في أسـتراليا ونشكـر الرب عـلى ذلك ونحـن الآن جـزء من الكـنيسة الأم الكـنيسة الكـلـدانية ونصلي دائماً من أجـل إخـوتـنا الذين كانـوا معـنا في الكـنيسة الآشـورية التي نـتمنى لها التـقـدم والإزدهار.

وقـد سأل الأب مارون عـن المسيحـيّـين في العـراق وعـن مغادرة سـيادة المطران باوي سـورو إلى المهـجـر فأجاب سـيادته قائلاً:

الآثوريون سـبقـوا الكـلـدان في هـجرتهم إلى أميركا وأستراليا منذ الخـمسينات ولكن في السبعـينات كانت الحـكـومات متشـددة والتي أدتْ نتيجـتها إلى هـذا البلاء الذي نراه اليوم في العـراق وسوريا وسابقاً في لبنان، وكان شـعـورنا أن الشرق صار يضيق بنا وكأنـنا كـنا في قـفـص ذهـبي في بـيتـنا هـذا الوطـن الحـبـيب ولكن الإنسان خـلق وهـو مُحـب للحـرية والسعادة، ولما كانت الحـرية غائبة بـدأنا بترك البلد مع الإحـتـفاظ بالقـداسة، وإذا إبتعـدنا عـن الله تصبح الحـرية ضـدنا، وهـذا هـو فـهـمي للحـياة لـذلك أردتُ أنا ومطارنـتـنا وشعـبي الآشـوري أن نـتـحـد ــ الكـنيسة الكـلـدانية والكـنيسة الآشـورية ــ في كـنيسة واحـدة وخـضنا حـواراً مع روما ومع الكـلـدان وفي الأخـير كانت القـرارات لا تخـدم هـذا الإتحاد لـذا قـررنا أن نـتـرك ونـتحـد في الكـنيسة الكاثـوليكـية، ولكـنـنا نؤمن أن الكـنيسة ليست تابعة إلى إنسان بل إلى الرب وهـو الذي يـبنيها ويـدبّـرها، فـنحـن نـزرع والرب هـو الذي يسقي ويعـطي الحـيوية. إن مرحـلة جـديـدة تأريخـية بـدأت أمام كـنائـسنا الشرقـية في المهجـر ومثـلما كان ماضينا عـظيم في الشرق هـكـذا أعـتـقـد أن الإمكانية المستـقـبلية كـبيرة في المهجـر، لـذا عـلينا أن نهيء الأفـكار والإتـفاقات واللغة لأن هـذا أصبح بـيتـنا الجـديـد. إن المطران سـرهـد جـمو في سان ديـيـﮔـو له فـلسفة فـيقـول في إحـدى كـرازته عـن بابل الجـديـدة الروحـية رمز الكـنيسة الكـلـدانية التي كانت المصدر الثـقافي لكـل المنـطقة، ومثلما اليهـود هاجـروا من إسـرائيل إلى مصر ورتـبـوا حـياتهم هـناك، هـكـذا نحـن في الغـرب هـناك إحـتمال أن نبني بابل جـديـدة ولكـن (روحـية) ويمكـن أيضاً تـُـبنى إنـطاكـية جـديـدة أو لبنان جـديـد،

وفي هـذه الأثـناء قال الأب مارون: إذا كانت بابل القـديمة سبـباً في تـفـرقة الشعـوب نأمل من بابل الجـديـدة أن تكـون عاملاً للـتـوحـيـد، ثم إنـتـقـل إلى الأب ﭙـولس مرحـباً به وطالباً منه مشاركـته في هـذا اللقاء،

فـقال: أنا فـرحان معـكم وسـيدنا المطران باوي سـورو في إذاعة صوت المحـبة، ولي مداخـلة بسيـطة، عـنـدنا طاقات كـبـيرة يمكـن أن نستـخـدمها وفي ذات الوقـت توجـد أمامنا تحـديات كـبـيرة في المهـجـر كاللغة والتأقـلم الذي يـدعـونا إلى قـبول الوضع الجـديـد وأن نأخـذ إيجابـياته، ثم أدار السؤال نـفـسه إلى سـيادة مار باوي الذي أعـقـب عـليه وقال:

اللغة مهمة وتسلك منحَـيَـين، الأول الحـفاظ عـلى لغاتـنا القـديمة في الواقع الغـربي الجـديـد وهـذه ليست سـهـلة لأنها سـوف تـدخـل في العـد التـنازلي مقارنة مع لغة الحـياة الجـديـدة (الإنـﮔـليـزية)، وفي الوقـت الذي يمكـن إنـقاذها نـتـذكـر يوم العـنـصرة حـين تـكـلم التلاميـذ بلغات مخـتـلفة فلا مانع من أن نصـلي بلغات أخـرى،

فـقاطعه الأب ﭙـولس معـقـباً: إن اللغة المحـكـية في البـيت وحـتى الصـلوات الطخـسية الكـنسية صارت بالآرامية الحـديثة (سْـوادايا ــ الكاتب) ما عـدا الليتـورجـية فإنها إحـتـفـظـتْ باللغة الفـصحى، فـيمكـن إحـياء اللغة الأصـلية عـن طـريق تـدريسها إن كان في الكـنيسة أو في المدارس الخاصة،

فـردّ سـيادته: إن من واجـبنا أن نـدرّس هـذه اللغة لأنها سـتعـطـينا الإتـصال الروحي والعـقـلي والفـكـري بماضينا فإذا إنـدثـرتْ فإن جـزءاً من روحـنا سـوف يخـتـفي.

فـقال الأب مارون: في أيام الرب المسيح كانـوا يتـكـلـمون بالآرامي ويصـلون بالعـبراني في الهـيكـل ويكـتـبون ثـقافـتـهم باليوناني أما العلاقات مع الدولة (المحـتـلة ــ الكاتب) فـكانت باللاتيني، واليوم نرى هـذا التـنوّع أيضاً، وهـنا أيـده سـيادة المطران مشـيـداً بـالدَور المهم لوسائل الإعلام مثـل إذاعة صوت المحـبة في نشر الوعي الذي ينير العـقـل وإيصال المعـلومات الصحـيحة، وأن هـذه الرحـلة تبـدأ بشخـص واحـد أو عـشرة أشخاص أو عـشرين ثم لا بـد أن تـنـتـشر، مضيفاً: أن كـنائـسـنا تـواجه مشاكـل في الغـرب وهـو إنـتـشار الكـنائس غـير الرسـولية وأنا كـكـاهـن مسيحي كاثـوليكي لا يمكـنـني أن أحـسم مَن يحـبه الله ومَن لا يحـبه لأنـني أنا بحاجة إلى رحـمة الله، إلاّ أن إكـتـمال المعـرفة والوعـد الرباني هـو في الكـنيسة التي أعـطاني إياها الرب، وأعـطى لمار ﭙـطـرس هامة الرسـل ولخـلفائه مسؤولية الإنجـيل، واليوم دور مار ﭙـطرس المتمثل بالـﭙاﭙا بنديكـتـوس ودور الكـنيسة والمطارنة الكاثـوليك لهم دور تاريخي في تـقريب هـذه الرحلات الروحـية من أجـل سعادة الإنسان ليس فـقـط للمسيحـيّـين وإنما نبشر بالأفـكار الأساسية إلى الإخـوة المسلمين وإلى إخـوانـنا غـير المؤمنين أيضاً، فـكم هـو عـظيم إذا إحـتـضـنا تعاليم يسوع المسيح ولن نـكـون مسيحـيّـين ما لم نحـب كـل الناس ونرفع الخـوف من قـلوبنا، وهـذه هي رسالة قـداسة الـﭙاﭙا التي يوصلها اليوم من لبنان إلى الكـنائس الشرقـية، كـما أنـنا نحـن المسيحـيـون ليس هـمنا أن نعـيش لـوحـدنا بسلام ولكـن نريـد المسلمين أن يعـيشوا بسلام معـنا أيضاً لأنهم خـليقة الله مثـلنا، والمسيح جاء من أجـل خلاص الجـميع وهـذه الرسالة فـهـمناها من يسوع وعـن طريق تلاميـذه ولهـذا فإنـنا يمكـنـنا أن نثـبِّـت عـملية الخلاص عـن طريق الكـنيسة الكاثـوليكـية فـقـط. الأخـت كـلود شكـرتْ سـيادته وقالت أنها عـملتْ بحـثاً عـن سـيادته فـكانت صفـحات وصفـحات تملأ المواقع وتـتـكـلم عـن نشاطاته وحـضوره، وقـد لفـت إنـتـباهها إصرار سـيادته في الـدفاع عـن حـقـوق الإنسان، وتشبـيهه الكـنيسة بالنبتة الطـيـبة وإذا لم يجـتـمع كـل الكهـنة وأبناء العائلة حـول هـذه النبتة لن تكـون صالحة.

قال سيادته: فعلاً إن الإنسان مخـلوق عـظيم منحه الله صفات عـظـيمة عـلينا أن نـقـرّبه إلى الله وهـذه ليست سهلة، فـمثـلما صلى يسوع وكان يعـرف الثمن الذي سيدفـعه من أجـل الخلاص هـكـذا نحـن نعـرف الثمن الذي سنـدفـعه من أجـل الخلاص ولكـن عـنـدنا رجاء به.

وقـد تـداخـل الأب مارون قائلاً أن الإنسان هـو الذي شـوّه صورته الذاتية لـذلك جاء المسيح من أجـل الخـطأة،

فأعـقـب سيادته: لـذلك أوصانا القـديسون أن نـتـشبه بـيسوع ونـترك الباقي إلى الروح القـدس، وقـد يحـدث أنـنا حـين نعـمل من أجـل خلاص النـفـوس نكـون أشبه بـيسوع صغـير وعـنـدها نـتـقـدّس حـين لا نـفـكـر بأنـفـسنا بل بالآخـرين وهـذا هـو سـرّ المسيحـية وتكـون قـديساً كـبـيراً حـين تعـمل من أجـل إنسان لا يحـبّـك! الذي ضربك! الذي أذاك! وإذا كـنـتَ طيـباً معه فإن الموت ينهـزم أمامك، وهـكـذا نشعـر وكأن يسوع وُلِـد مجـدداً في قـلوبنا ولا نسمح بأمور أخـرى تسرق بالـنا وتبعـدنا عـنه، فـكما أن صواريخ سام تلحـق الشعـلة النارية المنبعـثة من الطائرة هـكـذا يجـب أن نكـون فـنلحـق وصايا الله وطرقه دون أن نبالي بأي شيء آخـر.

ثم تكـلم الأب مارون قائلاً أن اليوم هـو عـيـد الصليب وقـداسة الـﭙاﭙا يكـون في لبنان لمدة ثلاثة أيام ويوقـع الإرشاد الرسـولي المخـصص لمسيحـيّـي الشرق الأوسـط بكل إنـتماءاتهم بعـنـوان (الشِـرْكة والشهادة) فالمسيحـيّـون في تـناقـص في هـذه البـلـدان، سـيّـدنا كـيف تــتوقع النـتائج؟

أجاب المطران: من المؤكـد أن هـذا الحـدث هـو تأريخي إلا أن العـوامل التي سـتـؤثـر في الأخـير هي العـوامل الكـونـكـريتية الواقـعـية للشعـب المسيحي الذي يعـيش في البـلـدان العـربـية، وهـنا ألفـت نـظـرَ المستـمعـين ونـظـرَنا إلى التأريخ منـذ 300 أو 400 مضـت فإن أعـداداً كـثيرة تـركـوا بلدانهم لأن حـريتهم في تـراجع ولم تعـد لـنا حـقـوق أساسية وأصبحـنا في كـثير من دول الشرق الأوسـط مواطـنين من الـدرجة الـثانية وبالمقابل فإن أعـداءهم يزدادون عـدداً مثل الكـرة الـثـلجـية المتـدحـرجة من قـمة جـبل فإنها تـكـبر وتكـبر حـتى تـصـطـدم بقـرية فـتحـطـمها، ورغـم أن لـنا أصدقاء مسلمين كـثيرين يحـبـونـنا ولكـن في النهاية هـو القانـون والـدولة وبنية الكـيان السياسي الذي هـو مبني إما عـلى العـلمانية أم عـلى الشريعة الإسلامية والإسلام السياسي فـكـيف نعالج هـذه الأمور؟ لـذا تراهم يهـربون ولا يرجـعـون، وهـكـذا لم يعـد لـنا أمل إلاّ بالله وتسليتـنا تـتـلخـص بالمثـل الشعـبي (الله أكـبر من السـلطان) والرب يحـمينا.

وسألت الأخـت كـلـود: أين وصلتَ من محـطات الفـرح في حـياتك؟

فأجاب سـيادته: هـذا سؤال صعـب، أنا زرعـتُ الفـرح وأكـيد في طريق الفـرح هـناك معاناة لي ولشعـبي قـبل الفـرح، وهـو أشبه بالمثل الذي ذكـره المسيح عـن الأم الحامل في لحـظات الولادة، من جانب ثاني أنا أتـذكـر فـتـرة الطـفـولة والدراسة في العـراق فأنا آشـوري وأبقى آشـورياً وأحـب الآشـوريّـين ولكـن في نـفـس الوقـت قـريب من الـكـلـدان ودائماً أراهـم في قـلبي وكانت فـرحـتي كـبـيرة حـين إتــَّحـدتُ في الكـنيسة الكاثـوليكـية وعـندي رجاء أن الناس الآخـرين يحـذوا حـذونا، ومثـلما قال يسوع لتلامـيذه (لا تخافـوا)! هـكـذا تكـون فـرحـتي أنا شـخـصياً حـين أعـلـِّـم تلميذي أو صديقي أن لا يخاف لأن الله مصدر الفـرح وحـين لا يخاف الإنسان يكـون سـعـيـداً.

وقال الأب مارون: مع الأسف هـناك مَن يعـتـقـد أنّ عـلينا أن نـتألم في هـذه الحـياة كي نصل إلى الفـرح السماوي وليس يعـرف أنّ عـلينا إخـتـبار الفـرح هـنا، ومار ﭙـولس يقـول في رسالته (إفـرحـوا !) والإنسان الذي لا يفـرح يكـون كـئيـباً،

فـردّ سـيادته قائلاً للأب مارون: فـعلاً، وموجِّـهاً كلامه إلى الأخـت كـلـود شاكـراً إياها عـلى سـؤالها مضيفاً أن التواضع يجـلب الفـرح وبه نرى الرب، والقـديس يضع نـفـسه أوطأ من الآخـرين فـيحـس بطـعـم السعادة ويـد الرب تـرفـعه.

وعـن سؤال من مؤمن إتـصل من خارج الإذاعة عـن الصعـوبات التي واجـهها سـيادته عـند تركه الكـنيسة السابقة

أجاب سيادته: إنها صعـوبات طـبـيعـية تـرافـق كـل ولادة جـديـدة ونرى أنـفـسنا الآن مزروعـين في قـلب الكـنيسة الكاثـوليكـية والمسيحي الحـقـيقي هـو الذي يركـع أمام أخـيه ويغـسل قـدميه وهـكـذا إفـتـهـمنا الكاثـوليكـية التي إحـتـضـناها،

فأعـقـب الأب مارون: أن الذي يجـمعـنا أكـثر من الذي يفـرقـنا ونحـن نهيء الأرضية للوحـدة ونـترك للرب عـمله،

فـقال سيادته يؤسـفـنا أن أحـباءنا الإنجـيليّـين يقـولون: إنـنا نحـب يسوع ولكن لا نريـد ان تكـون لنا أية علاقة معـكم!! وهـذه غـير ممكـنة لأن الكـنيسة متـصـلة مثـلما كان الرسل إخـوة في جسم واحـد وإلاّ فـنحـن صانعـو كـنيسة جـديـدة بعـيـدة عـن كـنيسة المسيح.

You may also like...