أيها المسيحيون والأزيديون الأصلاء المغيبون الغرباء غادروا بلدانكم الأصيلة!!

حقيقة لم يخطر يوماً ما في مخيلتي وفكري ، أن أتطرق الى هذا الموضوع الطائفي الديني كوني بعيداً عنه ، ولا أحبذ نفسي أن أدخل في هكذا مواضيع أعتبرها خارج أختصاصي ونشأتي ، ولكن بات الواقع الأنساني الدامي والمؤلم والعسير بلا وفاق ولا معالجة لأكثر من عقود من الزمن العاصف المدمر للأنسان الشرق الأوسطي النزيه بشكل عام والمسيحي والأزيدي الأصيل بشكل خاص ، وبسبب الأستبداد الدائم والعنف المتواصل والأرهاب الظاهر بعمق جذوره لكل ما هو حي على الأرض ، يحز في نفسي حتى بات يخفف من روح الوطن ومحبته وعزة وغلاوة تربته ، كوننا نهتم بالحياة وروحها الأنسانية التي تتقدم على التربة ووجودها ، لأن الأنسان فقد وجوده ومكانته على أرضه التاريخية المعطاء ، ليتحول الى أبخس وأرخص وأردأ الأثمان ، وهو يفقد وجوده ومستقبل أجياله ، في ظل الطائفية المقيتة والتطرف الأسلامي اللعين والتعصب القومي العنصري الفاسد القاتل ..
كل هذا دمر الوطن والأنسان ومهد لقدوم داعش وخلق ماعش والسلف والوهب ، لأن الضمير الأنساني فقد وفرغ من أدمغة غالبية العراقيين ، ناهيك عن فقدانهم لأيمانهم بالله حسبما هم يعتقدون ، لأن الله وفق المفهوم الديني أوصى بالأنسان وحريته ومعيشته وصيانة حقوقه ، وهؤلاء المتطفلين عملوا ويعملون بالضد من أرادة الله ، بعد أن فقدوا الضمير الأنساني.
تحمل آبائنا وأجدادنا ونحن الجيل المغبون في القرن العشرين والعقد الثاني للواحد والعشرين ، الضيم والقهر والدموع والدماء تجري وتسيل كالبركان الهائج كل لحظة ودقيقة وساعة وكل الأيام على مدار السنين والعقود والقرون ، الهجر والتهجير القسري قائم ومستمر عبر الزمن الغادر العاصف في أرض الشرق الأوسط ، وكأننا بدو رحل مرة للشمال وأخرى للجنوب والوسط والغرب والشرق ، هرباً من الأضطهادات والأستبدادات والعنفوانات المتتالية المتواصلة المتعددة ، تارة قومياً وأخرى سياسياً وثالثة دينياً ورابعة لوناً وخامساً لباساً وسادساً صليباً وسابعة زياً وهلم جرا … فألى متى ومتى ومتى يبقى الأنسان من الديانات الغير المسلمة ، يضطهد ويقتل ويدمر وينهب ويسلب ويبتز ، في عقر داره ومصدر رزقه ومستقبل أولاده اللامستقبل لهم ، في سلطات متعددة ومتتالية تتبنى شريعة الغاب القاتلة والفاتكة بالبشر ، وخصوصاً الفقير المسالم اللاقوة له ولا سند يحميه في غياب القانون ومؤسسات الدولة.
قوة السلاح هي المتكلم .. والعنف والأبتزاز المالي وفرض الجزية هو السائد .. ناهيك عن اهل الذمة وهو صاغرون ، وأسلمة القوة وعنف القوة وجبروت بلاحكمة ولا عفة ، للسكان الأصلاء الأصليين في بلدانهم وبلداتهم مصر وسوريا والعراق وفلسطين والجزيرة ولبنان والحبشة وأرتيريا ونيجريا وليبيا والجزائر ، وبقية الدول هم من الدرجة الثانية قياساً بالأسلام المتحكم بحكم القوة والسيف الباتر والجازر على الرقاب قائم ، والسكاكين تنحر الرقاب في وضح النهار من غير حساب ولا محاسب ، والجاني سائب حر طليق لا يحاسب بشرياً ودينياً وألاهياً ، والله سبحانه لا يحرك ساكن ، فأين هو واجد .. ولا الضمير الأمبريالي العالمي فاعل؟؟!!
نصيحتي من تشاؤمي وحباً لأبناء شعبي:
أتركوا الأصالة وجددوا الحياة في أرض جديدة محترمة في الغربة المحترمة للأنسانية ، فلا تنسوا أن الأنسانية أكبر وأثمن من المال والأرض والممتلكات وحتى الوطن ، الذي يُذَل  ويُحتقر الأنسان بفعل الأنسان نفسه ، لا يشاركه حتى الحيوان في عمله ودنائته ، حباً بمصالحه الشخصية وأنانيته المقيتة القاتلة ، (الأنسان أثمن رأسمال في الكون ، ليتحول في الشرق الأوسط الى أبخس وأردأ رأسمال في الأرض) ففي غياب الأنسان الواعي المثقف والأديب والمتعلم والمضحي والمناضل وطنياً وأنسانياً ، فما قيمة الوطن والتشبث به؟؟!!اليهود ناضلوا من أجل أوطانهم ووجودهم ومساكنهم ومحبتهم للناس ، لكنهم طردوا من أوطانهم وفقدوا كل ممتلكاتهم بقرارات تعسفية من حكومات القرن العشرين ، حتى غدت بلدانهم فارغة من وجودهم على أرضهم الوطنية. وها نحن يعيد التاريخ فعلته اللعينة في أستأصالنا من تربتنا وحضارتنا وتاريخنا وأرثنا بحكم المؤامرات الدنيئة الشريرة ، لمصالح وأهداف ونوايا معروفة وواضحة للداني قبل القاصي.
حافظوا على نسلكم من صانعي الفتاوى وزارعي الفقه القاتل للأنسانية وللحياة ، بكل معانيها المتجددة والمتطورة والمتقدمة ، أتركوهم وشأنهم ليصافوا مع فتاواهم وفقهم وأصالتهم الدينية وسيرتهم النبوية وخطبهم الرنانة ، لم يكن لنا مكان بعد الآن لا أرضاً ولا ملكاً وارثاً من الآباء والأجداد عبر آلاف السنين خلت ، لكننا فقدناها بين ليلة وضحاها في غياب الحق والقانون وأستتباب شريعة الغاب في أرض الرافدين وسوريا وبلاد الكنانة والجزيرة وشمال أفريقيا وهلم جرا.
أتركوهم وسيوفهم بازقة وسكاكينهم شارعة وبنادقهم ممدودة شاهرة وأنتهم غائبون ، فلا طريق لها بغير أنفسهم .
أتركوهم بمصائبهم ومعاناتهم وآلامهم وزيادة أوجاعهم وسيل دمائهم وسبك دموعهم وسلاسة أمراضهم وأوجاعهم هم الأدرى بما يرادفهم.
أبعدوا أياديكم كي لا تلتقي مع أياديهم ، لأنها تتلوث بممارساتهم وأفعالهم ، فلا يستوعبوا العيش المشترك ولا يفهموا لغة الحوار والرأي والرأي الآخر ولا ولا ولا ، لأنهم بعيدين عن روح الأنسان وقيمه وتقدمه وحضارته ورقيه وتطوره وتجدد حياته ، وعذراً لمثقفيهم وأدبائهم وشعرائهم ونزاهة وطنية قسم قليل منهم من حيث عددهم المتزايد نسبياً.
باتوا يعملون وفق الفقه والشريعة لتطبيقها وتفعيلها وكأنهم هم الله والبديل على الأرض ، ينفذون مصائب حدثت قبل 14 قرن ، في نقيض الحياة والتطور وعلومها وتقنياتها وثورتها المعلوماتية التكنولوجية ، ومع الغيبيات وحلم جنة الحوريات ال 72 وفتاوى الآخرة جنسياً يخدرون عقول الشبيبة اليافعة بأفيون جديد قاتل نفسياً وجسدياً وفق المنتهى الحياتي للأنسان ، فردياً وجماعياً بقتل الناس دون تفريق بين شيخ وطفل وأمرأة حامل.
أتركوا كل ثمين تاريخي وحضاري وثقافي وأدبي وفني ، لأنكم أثمن ناس في هذا الكون الغريب العجيب في عالم المعجزات الهمجية.. كون الغباء والتمزق والرذالة والعنجهية بفقهية خطابية أسبوعية متوثة ، ببراثن الشر والغدر والصلافة القاتلة الدامية المريضة نفسياً وأجتماعياً ودينياً غوغائياً شرذمياً ، (لأن الأنسان هو أثمن ما موجود في الكون الباطل).
ليس لكم مكان في أرض أستولى عليها داعش وماعش وحاضنهما ، والنصرة والقاعدة والأخوان السلف والوهب ، أنتاجهم سليل سلفهم لخلفهم ، فعلهم عملهم من عجب ، بلا رحمة وعطف ووجد ، بل قتل وتشريد وفتك وأنتهاك العرض وسفك الدماء ببخس.
حافظوا على الجنس والبشر ..لا دم يسيل ، ولا دمع يجري ، ولا عنف يدور ، ولا قلوب تتعصر ، ولا فكر يقمع .. بل بذرة صالحة تناصر الخير ، من أجل حياة جديدة حرة كريمة تعي حقوق الأنسان وحريتة وسعادتة ، في تربة نقية صالحة لعيش البشر.
أتركوهم للعيش على العشب والشجر ، وحلب الحيوان وشد المصران ، والنوم على الحصر.
أتركوهم للغجر والفال والضجر ، ولحم الحلال ، وشرب بول البعير بالصحر.
أتركوهم يصنعون سيوفهم بأياديهم ، ومرافقة دوابهم وشم الرياح المعطرة من مواشيهم ، يتوضئون برمالهم ، يتذوقون من أنتاجهم ، ويحمون أميتهم ، ويحافضون على جهلهم وغيهم وغرورهم وغبائهم وعنجهيتهم وصلافتهم وتخلفهم ، وعالمهم الغيبي الغائب الآخر الميتافيزيقي الأفيوني القاتل المدمر ، لعقولهم قبل أن يعمي عيونهم ، والشر ينمو في أحشائهم لتزيد همومهم ومآسيهم كغجر ، معذرة أيها الأنسان الغجر فأنتم الأفضل منهم في الفقر وعيش الصحر والتنقل بين البشر بفخر.
أتركوهم مع ثقافة الولادة والموت والتخلف ، كي يحفروا قبورهم بأياديهم ، وهم مرحون مسرورون سعيدون متواصلون مع خالقهم لآخرتهم ، ونحن بعيدون منها ننكرها ..لأننا لا نريد أن نكون معاً .. لا الآن .. ولا في الآخرة أذا تواجدوا معا.. عذراً منك يا ألله لا نريد جنتكم أن غفرتم لهم.. أتركنا .. فنحن سعداء في جهنمنا نعيش في الفقر والنزاهة والعفة والنقاوة والألفة والمحبة بحرية معاً.
وأخيراً وليس آخراً هل يمكن للمسيحيين والأزيديين والصابئة أنثى وذكر وطفولة من كلا الجنسين ، العيش وفق الشريعة الأسلامية الفقهية والأجتهادية لفتاوى علماء المسلمين وهم من بشر؟
اليكم الرابط أدناه يوضح فيه عسر وأستحالة العيش للمسلمين أنفسهم .. فما بالكم لغير المسلمين يا ترى؟؟!!
http://www.bahzani.net/services/forum/showthread.php?99491-
الموصل-تنظيم-داعش-يدير-حكومة..-وخوف-وسخؕ-وتحضير-للمعركة-الفاصلة
حكمتنا:(طفح الكيل الزبى ، فلا حياة لتنادي ميتاً قاتلاً دامياً للبشر)


منصور عجمايا
20\شباط\2015

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *