أنه الميلاد .. فلنولد من جديد ..

 

أخوتي وأحبتي :

 

ميلاد المسيح .. هو ميلاد الأمل , ميلاد الآمال والأماني المتجددة بالمحبة والتسامح والعفو بين بعضنا البعض ..

 

ميلاد المسيح هو رمز التجدد في كل شيء .. والأهم تجديد النفوس .. نفوسنا التي باتت بحاجة ملحة الى المراجعة والوقوف بجدية والنظر الى تعاملاتنا وتصرفاتنا .. مشاعرنا وأحاسيسنا كبشر , لأن الأنسان هو أسمى المخلوقات وأرقاها وأكملها عقلا ً , فأين كل هذا فيما وصلنا إليه ؟ حيث بات الطريق غير الطريق ! أي طريق الرب المخلص الذي أرشدنا إليه وأعطانا العبرة والحكمة لنخطو فقط ونكمل المسير .

 

فأين تواضع المخلص ؟ ومن منا المتواضع ؟ إلا القليل ! ومن منا يقول ويفعل ؟ إلا القليل .. في زمان ٍ أصبح كل همنا فيه التعالي والغرور ..

 

أين المحبة ؟ ومن منا المحب ؟ والمتفاني والمخلص إلا القليل .. وأين دلائل المحبة وروابطها ؟ كي نقطف ثمارها .. نقول ونتكلم ولكن أين الفعل ! وأين التطبيق ؟ فقط كلام لا غير !

 

أين التسامح ؟ ومن منا المتسامح ؟ ومن منا الذي يغفر وينسى إلا القليل ..

 

أين تعاليم المخلص ؟ وما مدى وجودها في حياتنا اليومية ؟ حياتنا التي باتت صراع مع النفس ومع الزمن ومع الغير ومع كل شيء ! حياتنا التي فقدت قيمتها كحياة !

 

نعيش لنأكل ونشرب ونلبس ! نعيش للمظاهر الخداعة والمشاعر الزائفة .. نجري دون كلل لنؤمن فقط ما نريده ونحتاجه .. وليتنا نرضى ! وليتنا نقنع ! بل نجري وراء المزيد والمزيد .. ثم ماذا ؟

 

لم لا نقف ونتأمل ولو للحظات .. ونتسائل ونسأل هل فعلا ً أن حياتنا باتت حياة !

 

طمع وجشع وحسد .. زيف وخداع ومظاهر كاذبة لا تغني عن شيء , وأفعال وممارسات هي من الغرابة والعجب بما لا يوصف !! فهل هذا هو المهم ؟ وهل هذا هو الهدف من الحياة ؟

 

أبدا ً , لأن الحياة هي محبة وتعايش بسلام .. وأحترام وتفاني من أجل الغير ومساعدتهم .. وإذا تميز فينا أي فرد فيجب أن يتميز بهذه الصفات وغيرها من صفات الأنسانية .. لا أن يتميز بما يملك أو يقتني أو يربح أو يلبس ووووو ألخ .. يتميز بتعامله مع الآخرين ومحبته وأحترامه لهم .. حيث المحبة أساس كل شيء , والحياة بدونها لاشيء , ولأنها ببساطة لغة التفاهم المشتركة بين كل أبناء البشر .. وأينما وجدت المحبة فلا مكان للبغض أو الكره أو الحسد ولا مكان لكل ما ينغص الحياة , لأن المحب متواضع والمتواضع متسامح وما أروعها من صفات نتحلى بها .. ونزرعها في أبنائنا ونورثها لأجيالنا ..

 

إخوتي لنكن محبين في كل وقت .. كما أحبنا المخلص له كل المجد .. لأننا بالمحبة نولد كل يوم من جديد .

 

                        وكل عام ونحن أحباء …

 غسان حبيب الصفار

     

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *