أنفخ عليها تنجلي… وستنجلي

 

الزمن يسير والإنسان يعيش بطريقة أعجازية، صعوبة بعد محنة، مشكلة تتبعها أزمة، قلق يليه خوف، تعب يخلّف أرهاق… والعجلة في حراك ومن يلحق بها في عراك، ومن يقف دون أن يجد لنفسهِ مكان في هذا الفُلك… حتمًا سينجلي… ينتهي!

فأي حياة تلك التي أن سرنا معها نتألم وإن وقفنا سحقتنا؟ والإنسان فيها ميت قبل أوانه! من الذي يعيش هانئًا مُستريحًا، راضيًا قنوعًا؟!

بالتأكيد لا يتحقق ذلك حتى في عالم والت ديزني Walt Disney ومعها قصص الخيال الرومانسي!

وفي خضم عراقيل السنين وأحداثها، نجد أنفسنا نتحرك ونخطط للغد ونأكل ونشرب ونتمسك بهذه الحياة وكأنها أعطتنا الكثير الذي يجعلنا نتشبّث بها ولا نريد أن نفارقها!! فهل نحن دُمىّ تحركنا أصابع خفية، أم نحن في قطار يأخذنا إلى حيث لا ندري؟! وجدنا في هذه الحياة دون إرادتنا، نعم… لكن عبثًا أن نكمل فيها دون وعيٍّا.

جميلة هي تلك البساطة التي فيها مفتاح لأقفال كثيرة… أنفخ عليها تنجلي.

كم مرة علق التراب على مادة وأضاع بريقها ولونها، وبنفخة واحدة تتطاير حبات التراب ويعود لها شكلها الطبيعي؟ الإنسان أيضًا، لا يعرف ذاتهِ إلا بعد أن يُزيل الشوائب التي غلّفته، شوائب الحياة المختلفة من: أنانية، عبودية، أحزان، أستغلال، طمع، حب المال، حب السلطة، الشهوات الجنسية، العصبية والتعصب، التشبث بالرأي، الغرور، التكبّر، الـ… قائمة تطول! نفس عميق جدًا، زفير مزلزل يثير إعصار ذهني، وبداية جديدة مع أمل يجعل للحياة معنى.

نكرر العملية كل يوم عند الأزمات والصعوبات والمواقف المؤلمة، ونضع خطة عمل تجعل ذلك الزفير يخرج تلقائيًا عند الحاجة. آلية عمل إنساني تتيح لــ كروموسومات الأمل في الحياة من أن تجدد ذاتها وتجعل للإنسان معنى.

خطة العمل مرهقة بداية الأمر، إنما نتائجها سريعة، ولنبدأ بالألم، فهناك ثلاثة طرق مُتكاملة مُترابطة لتحملهِ، الأولى وهو المشاركة به مع شخص نكون متأكدين من محبتهِ لنا والتي تجعلهُ يُصغي للآخر وليس أن يسمع فقط، أي يتخلىّ عن ذاتهِ ويُصغي لمن أمامهِ وهو يتكلم عن معاناتهِ ولا يقاطعهُ البتة، ولا يفرض عليه الحلول ولا يتفلسف بكلمات قد تؤدي إلى نتيجة عكسية، ومن ثم وهذا الأهم والذي يجب أن يطبّق فعلاً حتى في حالة عدم توفّر الصديق الذي يصغي، على الإنسان أن يفهم بأن من يلتقيه من عامة الناس لا ذنب لهُ بمعاناتك ولهُ من الآلام ما يكفي، لذا عليك أن تبتسم بوجههِ وتكلمهُ بكل طيبة.

وأخيراً، ثقافة الخدمة، أي أن يكون الإنسان فاعلاً في حياة الإنسان الأخر، لأن الإنسان كائن مُشارك وليس وحدوي، ومن لم يجد أمامهُ من يساعده بأبتسامة صادقة، فليذهب ويشارك في عمل طوعي يحقق فيه إنسانيتهِ التي أضاعتها صعوبات الحياة.

هذا الثالوث يجعل الإنسان كائنًا حرًا يستطيع أن يتعامل مع قساوة الحياة بأريحية، ويتحمّل الألم دون جهد يذكر… ثالوث الحياة… مشاركة… علاقة.. خدمة.

هذا بالنسبة للألم… أما بقية الصعوبات فلا حل يليق بها أكثر من ثالوث الحياة نفسه… هكذا ستنجلي جميع الأزمات بنفخةٍ.

زيد ميشو

zaidmisho@gmail.com

 

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *