أميركا – وليس إسرائيل – الوحيدة القادرة على تدمير مفاعلات إيران


 


مايكل هايدن

دعا مدير سابق لوكالة الاستخبارات الأميركية «سي آي ايه» إسرائيل للامتناع حاليا عن المبادرة بضرب مفاعلات إيران النووية. وهذا لأن الجهة الوحيدة التي تملك القدرة الحقيقية على تدميرها هي الولايات المتحدة… وحتى هذه الأخيرة لن تجد الأمر سهلاً.

صلاح أحمد/ Elaph

في لقاء حصري مع أقدم الصحف الإسرائيلية «هآريتس» تناقلته الصحافة البريطانية، قال مايكل هايدن الذي أدار وكالة الاستخبارات الأميركية «سي آي ايه» حتى العام 2009، إن الولايات المتحدة هي الوحيدة التي تملك المقدرة الحقيقية على شن هجمات ناحجة لتدمير المنشآت النووية الإيرانية. ويبدو أن هذا التصريح جاء من باب إثناء إسرائيل عن محاولة القيام بأي هجوم من جانبها حتى وإن نفد صبرها.

ويقول هايدن إن الولايات المتحدة – وليس إسرائيل – هي القادرة على التعامل مع كم هائل من التعقيدات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. ومن هذه مواقع الأسلحة ومخزونات الصواريخ وجمع ما يكفي من معلومات لضمان اكتمال صورة الهدف الكلي والوسيلة الفضلى للقضاء عليه بأكمله.

ويضيف هايدن قوله: «لا أشكك شخصيا في المقدرة الإسرائيلية على التخطيط والتنفيذ. لكن قواعد الفيزياء والهندسة تحدثنا بأن المشروع الإيراني تحديدا يمثل تحديا صعبا أمام أي هجوم يستهدفه». وعلى هذا الأساس، يقول، فإن إنجاز المهمة بنجاح «لا يمكن أن يتم بضربة واحدة قاضية وإنما يستلزم سلسلة منها قد تطول. ولذا فإن الولايات المتحدة هي المؤهلة لهذه العملية لأن مواردها أكبر كثيرا تلك المتاحة لإسرائيل».

يذكر أن العقوبات الدولية التي فرضتها الأمم المتحدة على طهران أخفقت تماما في إثنائها عن المضي قدما في برنامجها النووي الذي تقول إنه لأغراض سلمية ويقول الغرب وإسرائيل إنه مسعى واضح لامتلاك القنبلة الذرية. ومن هذا المنطلق ظل المراقبون يتوقعون هجوما إسرائيليا (المستهدفة رئيسيا من قبل إيران) بغرض تدمير مفاعلاتها.

 

قاعدة العُديد الأميركية الجوية في قطر

على أن هايدن يقول إن إسرائيل لا تملك في الوقت الحالي خيارا غير التحلي بالصبر. وقدم عددا من الأسباب منها أن هناك عددا غير محدد من الأهداف الإيرانية التي لا يُعلم مكانها بالضبط إلى الآن. وهذه – إضافة الى تلك المعروفة – تتطلب تكرار ضربها بشكل لا يتوفر لإسرائيل وإنما للسلاح الجوي الأميركي فقط.

وحتى في حال نجاح ضرب الأهداف النووية، يقول هايدن، فإن هذا لن يشكل غير «نكسة» ستتعافى منها إيران ثم تعود الى برنامجها نفسه. بل انها ستسعى بشكل مفتوح هذه المرة للشيء الذي تريد إسرائيل والولايات المتحدة منعها من الحصول عليه وهو القنبلة.

ويمضي هايدن قائلا: «ربما كان صحيحا أن مايسمى «نافذة الحوار» تغلق شيئا قشيئا ولكن بسرعة أكبر من المؤمّل، فلا يزال هناك متسع من الوقت أمام الجميع لأن القرار الحاسم بشأن برنامج إيران النووي لن يتخذ قبل حلول العام 2013 وربما 2014».

يذكر أن حديث هايدن مع «هآريتس» يأتي بعد يومين من تصريح الرئيس الأميركي باراك اوباما بأن بلاده ستجنح نحو «وسائل أقل عنفا» من أجل إقناع طهران بأن بلاده لا تنوي شرّا محدقا بها في الوقت الحالي فلا تندفع نحو عمل طائش.

لكن «نيويورك تايمز» أوردت أن واشنطن ستتخذ عدة إجراءات تهدف لردع إيران عن المبادرة بالهجوم (على إسرائيل). وتشمل هذه تشديد العقوبات على النفط الإيراني، واستغلال الولايات المتحدة قاعدتها في قطر لنشر أنظمة مضادة للصواريخ في المنطقة، وتكثيف مناوراتها البحرية بغرض إيصال رسالة واضحة مفادها أن أسطولها لن يقف مكتوف اليدين أمام أي تحرك إيراني.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *