ألالسنة ألاربعة / اللسان المنضبط الجزء الاول / بقلم الشماس سمير يوسف كاكوز

سفر الامثال يذكر ويصف لنا النماذج الاربعة للالسنة وكيفية الاقتداء بهذه النماذج يوجد أدلة وأيات كثيرة تصف لنا عن نماذج الالسنة التي تتلكم بالصدق وعن الالسنة التي لا تتكلم بالصدق 

الكثير منا يفكرون قليلاً قبل الاجابة والتكلم والرد على الاخرين كي لا يعطوا كلام غير لائق أو يفضلون الصمت على التكلم فيقدمون لنا أفضل نصيحة حكيمة هذا هو اللسان المنضبط والادلة من هذه الايات وردت في سفر الامثال منها 

( الحكماء يصونون المعرفة وكلام الأحمق هلاك قريب ) 

( سفر الامثال 10 : 14 )

الرجل الحكيم نجده يخزن في قلبه حكمة يستفيد منها وقت الاحتياج ويخرجها من قلبه ما ينفه سامعيه ويستفيد منها هو شخصياً عكس الغبي نجده يحمل في قلبه كلمات باطلة وعندما يخرجها من قلبه يسبب المشاكل له وللاخرين فيكون هلاكه قريب ومصيبة وشيكة 

( كثرة الكلام لا تخلو من الخطأ ومن ضبط شفتيه فهو عاقل ) 

( سفر الامثال 10 : 19 )

( ناقص الفهم يهين الآخرين أما الفهيم فيلزم الصمت الساعي بالنميمة يفشي السر والأمين القلب يكتمه ) 

( سفر الامثال 11 : 12 – 13 ) 

الصمت يبتعد عن إهانة الآخرين وعن الافتراء عليهم

( كدر الأحمق يعرف في الحال وهوان الرجل الذكي يحيطه الكتمان )

( سفر الامثال 12 : 16 ) 

الكثير منا يشتموننا ونحن بدورنا نرد الشيمة عليه ولكن هل هذا هو الحل لا أبداً الحل هو أن لا نزيد المشكلة أكثر تعقيداً فما علين ألا تهدئة أعصابنا ونجواب المقابل بهدوء وبدون استعجال على مهل لان رد فعلنا سوف ياتي بالايجابيات ونتائج جيدة

( من يضبط فمه يحفظ حياته ومن تثرثر شفتاه يهلك ) 

( سفر الامثال 13 : 3 ) 

ضبط اللسان وحفظه دليل وعلامة حكمة الانسان واللسان فيه الحياة والموت وفي بعض المرات كلماتنا قد تقتلنا وتهلكنا وهذا ما أكده لنا الرسول يعقوب في رسالته أن اللسان عضو صغير لكن فعاليته شديدة الاصحاح الثالث أذن فما عليك أن تبدا بضبط نفسك من لسانك بعدها تتمكن أن تسيطر وتضبط جسدك كله وألا كانت النتيجة الهلاك

( الجواب الرقيق يصرف الغضب والكلمة الموجعة تثير السخط ) 

( سفر الامثال 15 : 1 ) 

الجواب الرقيق اللين هو أفضل اختيار للانسان المحاولة صعبة لكن الهدف منها هو السلام والمحبة كان جواب وتصرفه مع رجال أفرايم التصرف الجيد والحسن

( سأل بنو أفرايم جدعون لماذا فعلت بنا هكذا ولم تدعنا حين خرجت لقتال المديانيين ؟ وخاصموه خصاما شديدا فقال لهم ما فعلت بالنسبة إلى ما فعلتم أنتم ؟ أما بقايا أفرايم من العنب أفضل من قطاف أبـيعزر؟ إلى أيديكم دفع الله قائدي المديانيين عوريب وزيب فماذا أمكنني أن أفعل أحسن مما أنتم فعلتم ؟ فسكن غضبهم عنه حين قال لهم هذا الكلام ) 

( سفر القضاة 8 : 1 – 3 ) 

كان جواب جدعون مهدئاً للغضب وحكيما 

( صلاح اللسان شجرة حياة واعوجاجه هلاك للروح ) 

( سفر الامثال 15 : 4 )

اللسان يشبه مثل الشجرة الطيبة التي تعطي ثمار جيدة لكن في حالة أن مال عن الطريق الصحيح وخاصة في شهادة الزور والافتراء والكلام داخل الجماعة معناه الهلاك

( قلب الصديق يتروى في الجواب وفم الشرير يفيض بالمساوئ ) 

( سفر الامثال 15 : 28 ) 

الرجل الصالح نجده يفكر قبل الجواب والرد على الاخرين لانه يريد أن ينطق بكلمات لا تؤثر وتجرح الاخرين لكن عكس ذلك نجد الشرير لا يبالي ولا تهمه النتائج أن كانت سيئة  وعليه لا تكون مثل هذا الرجل الغير صالح يصب أفكاره دون مبالاة بل خطط بتفكير وبعناية قدر الامكان

( قلب الحكيم يرشد فمه ويزيد كلامه علما ) 

( سفر الامثال 16 : 23 )

( صاحب المعرفة يضبط كلامه وصاحب الفهم وقور الروح يصمت البليد فتحسبه حكيما ومن ضم شفتيه تحسبه فهيما ) 

( سفر الامثال 17 : 27 – 28 )

الصمت والتفكير يجعلوك شبيهاً بمن هم أحكم من ناحية ما وحتى عندما تتكلم يكون لديك شيء مهم لتقوله والصمت هو أفضل سياسة حتى أم لم يكن لديك ما يستوجب التحدث فيه أو ما تقوله 

( كلام الإنسان مياه عميقة وينبوع الحكمة نهر فائض ) 

( سفر الامثال 18 : 4 ) 

كلام الانسان الجيد مثل الينبوع والحكمة وكالبحار العميقة التي فيها الحياة

( من رد جوابا مقنعا لسائله جدير بتقبيل الشفتين ) 

( سفر الامثال 24 : 26 )

( من تداخل بتهمة لا تعنيه كمن يمسك كلبا عابرا بأذنيه ) 

( سفر الامثال 26 : 17 )

جذب أذن كلب أسهل طريقة لجعله يعضك والتدخل في الخصومات أقرب طريق للتعرض للأذى ففي الكثير من المرات ينقلب المتخاصمان على من يتدخل بينهما فالأفضل الابتعاد عن الخصومات التي لا شأن لك بها وإذا كان لابد من تدخلك فانتظر حتى يكف المتخاصمان عن النزاع وتهدأ الحالة نوعاً وعندئذ قد يمكنك مساعدتهما لتسوية خلافاتهما وإصلاح علاقتهما

الحكيم سبق أن نصح بأن لا ندخل في خصومات حتى إذا كانت تخصنا فبالأولى لا ندخل في خصومات لا تخصنا ولا تعنينا فالتدخل في مشاحنات الناس قد يأتي علينا بالمشاكل وهذا ما حدث مع موسى مرتين في مصر ولكن إن كان يمكن أن نصنع سلامًا فلنصنع

( يا إخوتي يجب أن لا يكثر فيكم المعلمون فأنتم تعرفون أي دينونة نلقاها نحن المعلمين وما أكثر ما نخطئ جميعا وإذا كان أحد لا يخطئ في كلامه فهو كامل قدير على ضبط جسده كله خذوا الخيل مثلا فحين نضع اللجام في أفواهها لتطاوعنا نقودها بجميع جسدها والسفن على ضخامتها وشدة الرياح التي تدفعها،تقودها دفة صغيرة حيث يشاء الربان وهكذا اللسان فهو عضو صغير ولكن ما يفاخر به كبير أنظروا ما أصغر النار التي تحرق غابة كبيرة واللسان نار وهو بين أعضاء الجسد عالم من الشرور ينجس الجسد بكامله ويحرق مجرى الطبيعة كلها بنار هي من نار جهنم ويمكن للإنسان أن يسيطر على الوحوش والطيور والزحافات والأسماك وأما اللسان فلا يمكن لإنسان أن يسيطر عليه فهو شر لا ضابط له ممتلئ بالسم المميت به نبارك ربنا وأبانا وبه نلعن الناس المخلوقين على صورة الله فمن فم واحد تخرج البركة واللعنة وهذا يجب أن لا يكون يا إخوتي أيفيض النبع بالماء العذب والمالح من عين واحدة ؟ أتثمر التينة يا إخوتي زيتونا أو الكرمة تينا ؟ وكذلك النبع المالح لا يخرج ماء عذبا ) 

( رسالة القديس يعقوب الاصحاح الثالث )

والمجد لله دائما 

الشماس

سمير يوسف كاكوز

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *