أعتذر لطموحات شعب كوردستان!! ولكن أين يكمن الحل؟

 

كثر حديث قادتكم يا شعبنا الكوردستاني المظلوم والدامي والساكب للدموع والمؤلم للآلام المتواصلة، والمقتول بأسلحة فتاكة ومتعددة ومتنوعة بما فيها السلاح الكيمياوي، ناهيكم عن دمار وخراب القوى والقصبات الكوردستانية كاملة لمختلف مكونات وقوميات الشعب الكوردستاني، من خلال معاناتكم عبر الزمن الأستبدادي المتواصل لعقود لا بل لقرون من الزمن العاصف، بسبب التعنصر القومي من جهة والأستغلال المستمر من جهة أخرى، الأول عامل خارجي مرادف وفارض قسراً جبروته وقوته ودكتاتوريته وفاشستيته عليكم عنوةً وقساوةً ، والثاني هو داخلي ذاتي مارسته النظم العشائرية الظالمة والأغوات المسيطرة لأستغلالكم الدائم معتبرينكم الدرجة الأدنى بالنسبة لهذه الطبقة الجشعة والمستغلة لناسها وشعبها في أوقات السلم المرادف لكم، وأما في أوقات الحرب فحدث ولا حرج، كنتم دائماً وقوداً ومشاريع دم ودموع أمهاتكم الثكالى لأولاد الخائبة، ناهيكم عن دمار وحرق للآلاف من قراكم ومدنكم المستباحة ظلماً وهجراً ودماراً، من قبل الأغوات المستفادين من أستغلالكم أن كانوا في خنادق الكفاح والنضال الثوري، أم كانوا مع الطرف المعادي العروبي المتخندق لأركاعكم وتذليكم للحفاظ على مصالحهم الذاتية وجبروتهم وقساوتهم على شعبهم الكوردستاني، وهم جميعهم شركاء مطيعين للفاشست الأستبداديين علنية وأحياناً في الخفاء، وللأسف تتكرر المآسي والويلات وتسيل الدماء، والدموع تجري بلا أنقطاع والخاسر الأكبر هم أنتم الفقراء دافعين الثمن الغالي ليس مالياً فحسب بل بشرياً ونفسياً ومالياً، الذي لا يمكن لأحد كان من يكون حساب تلك الخسائر الجمة التي لا تعوض مطلقاً.

الأستقلال:

جميع الشعوب تواقة للأستقلال والحرية والعيش بكرامة أنسانية ومستقبل أفضل متطور وعامر وهو حق لابد منه، ولكن السؤال يفرض نفسه ضمن الواقع العملي ..كيف ؟ومتى؟وما هي السبل الكفيلة بذلك؟؟.

من وجهة نظري وتفكيري وأجتهادي الخاص، لابد من قول الحقيقة على أرض الواقع مهما كانت النتائج، فالتطرف دائماً نتائجه سلبية على المتطرف نفسه أضافة للقضية ذاتها وبرمتها، والتصريحات وفق النوايا الخاصة لطموح ذاتي سلطوي غير شعبي مدروس ومبرمج، مرده علقم مؤذي قاتل لم يأتي بنتيجة أيجابية مطلقاً بل نتائجه سلبية لا محالة، والتجارب التاريخية أثبتت صحة ما نقوله أيها الشعب العراقي المظلوم بكافة مكوناته القومية والأثنية.

أستقلال الشعب الكوردستاني مهمة مطلوبة ولابد منها وفق مبدأ حق تقرير المصير لجميع الشعوب قاطبة، والكوردستاني بجميع مكوناته القومية والأثنية هو المعني بذلك . كونه خليط من الكرد والعرب والكلدان والتركمان والأثوريين ولربما السريان والأزيديين والشبك والكاكائيين وغيرهم. ولكن متى؟ وأين؟ وكيف؟.

هل الشعب الكوردستاني توصل الى قرار شعبي مسؤول ضمن الواقع المزري الذي يمر به ذاتياً؟ ، وهل تحرر من عبودية الأغوات المسيطرة على صنع القرار الذاتي لها دون غيرها من أجل مصالحها هي وليس الشعب الكوردستاني؟؟؟.!!!. ومن خلال تواجد هذا الشعب المبعثر في أركان وزوايا دول عنصرية ودكتاتورية وهمجية وسلطات فاشية لا تؤمن بالأنسان وحريته وتحرره، وهنا الشعب الكوردستاني واقع بين تيارين داخلي ظالم وخارجي جواري أظلم، فالعدو من أمامكم والنيران تشتعل حواليكم والبحر من ورائكم فأين المفر؟. الزعيم والقائد المصري جمال عبد الناصر خسر حرب الخامس من حزيران عام 1967 بسبب تطرفه الساذج، لتربح أسرائيل وتتحكم بالعرب كيفما أرادت وخطتت وبرمجت، بسبب مقولته الشهيرة (علينا أن نلقي اليهود بالبحر)، وفعلها صدام والقذافي وغيرهما وفق نهجهم المتطرف والثرثرة الفارغة  لينتهوا الى مزبلة التاريخ، فخدموا أعداء شعوبهم ودمروا دولهم والنتيجة (الحرية المباحة وصولاً للفوضى الخلاقة) فتحكم الغرب الرأسمالي بمصير دول المنطقة وشعوبها المظلومة الخاوية والجالسة على الحديدة، نتيجة الأفعال المشينة للغرب وعلى رأسها أمريكا.

احتدم النقاش والجدل لدرجة الاتهام بخصوص ما أعلن عنه رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، عن عزمه إجراء استفتاء لتقرير استقلال كوردستان. وقد تزامن ذلك مع أعمال حفر لخنادق تنفذها شركات أمريكية وفرنسية على طول الخط من ربيعة وحتى حدود ايران من شرق العراق. وكانت ردود الفعل الأكبر قد وردت من القوى الشيعية الأسلامية السياسية التي طالبت رئيس الوزراء حيدر العبادي بتوضيح موقفه، واعتبرت أن سكوت الحكومة الاتحادية على ذلك مرفوض، كما عبر عن ذلك إحدى قيادات بما يسمى كتلة دولة القانون (دولة الفافون) التي يرأسها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي

حكومة إقليم كردستان نفت من أن حفر الخندق هدفه ترسيم الحدود بين الأقليم والمركز، كما جاء على لسان أمين عام وزارة البيشمركة الفريق جبار الياور، مؤكداً أن حفر الخنادق لا علاقة له بحدود الإقليم أو بالجغرافية السياسية وفق مادة الدستور 140، أو المشاكل الموجودة والعالقة بين الإقليم والحكومة الأتحادية، بل الخندق هو لحماية أقليم كردستان من هجمات داعش المستمرة.

ونتيخة الخلافات المستمرة والمتواصلة بين حكومتي الأتحادية والأقليم لما يقارب 13 عاماً، فقدت الثقة بين الطرفين أحترماً لمصالحهما الذاتية بعيداً عن حب الوطن وروح المواطنة في عموم العراق والأقليم جزء منه.

ومن خلال قرائتنا للواقع المزري الدامي والمعقد جداً من جميع النواحي الحياتية، فلا حلول موضوعية وحتى الترقيعية لمعالجة الأمور بدقة وموضوعية بين الطرفين مطلقاً ، والسبب هو أصطفاف كل طرف مع أجنداته الخاصة به داخلياً وخارجياً، وكل واحد يراعى نواياه ومصاله الخاصة دون العامة، وهذه كارثة وطنية وأنسانية حقيقية نتيجتها معاناة الأنسان العراقي كاملاً بكل مكوناته القومية والأثنية، وهي خسارة واضحة ومعلومة للجميع وبلا نتائج لمعاجة حقيقية في الأفق القريب والبعيد على حد سواء.

فلا حقوق للأنسان العراقي ولا علاج للواقع المتردي مطلقاً، في غياب الدولة المدنية الديمقراطية التي تعي الحقوق الأنسانية بغض النظر عن القومية والدين واللون والمعتقد والخ، والكل سواسياً أمام القانون والنظام المنصف للشعب يؤمن  حقوقه الكاملة في الحياة، ويترتب عليه واجباته تجاه وطنه غير منقوصة وفقاً للقانون العادل والمنصف للجميع.

(فلا حقوق قومية في غياب الدولة المدنية الديمقراطية)

منصور عجمايا

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *