أستيراد رؤساء من اليابان

الحقيقة هي مايثبت أمام أمتحان التجربة.! هكذا وصفها –أنشتاين- ولأن الحقيقة مرة ,كماعبرعنها الأمام علي-عليه السلام- ماترك الحق لي من صديق.! فأنني أحرص على أختيار عباراتي,لا أريد أن أجعل من كلامي سهاماً قاسية,فيكرهني البعض ,ويشمت بنا البعض !

الحقيقة,أننا في قاع الركب الأنساني في التقدم العلمي والصناعي والأجتماعي,أنانيون,نحب مدح الذات والفخر الفارغ.! وأول المجتمعات العبثاوية في الثرثرة ومصادرها المتعددة.! وأِلا لماذا تسبقنا كل المجتمعات والدول الغربية.؟

متى ننظر لأنفسنا؟ أننا مجموع مانفعل ونقول,فهذه حقيقتنا.. لاشكل صورنا وألواننا ومذاهبنا ونهاية أسماء قبائلنا.! أين مجدنا, علمنا وتأريخنا وتراثنا.! لماذا لم نترجم بما نفكر ونصنع بأيدينا مانعتقد.! لماذا يتكلم الكثيرين عنه,ولم يوظف لبناء قاعدة علمية وصناعية وتربوية وأنسانية..نحن بأمس الحاجة اليها اليوم,في بناء حضارتنا؟ أقول ذلك بألم..أين ..قد نؤكد أننا أكثر مجتمعات العالم تخلفاً علمياً وأجتماعياً وسياسياً.! جامعاتنا في أدنى مستوى من التخلف العلمي والتكنلوجي حسب تقييم أفضل 500 جامعة في العالم , بينما نجدعدة جامعات أسرائيلية تتصدرالقائمة.؟ أنتقد كل الأنظمة والحكومات والشعوب العربية بكل معاني القصورواللآمبالات والأهمال والتنبلة.! لفشلها في النهوض والتقدم .. مشكلتنا تطوير العقل ,أننا بحاجة لتغيير جذري للنظر الى الحياة وأدوات الحياة.! الذكاء, العلم,الرغبات والدوافع المقرونة بالصبر والتماسك الأجتماعي هي أسرار النجاح.!

شعب اليابان- البلاد التي تشرق منها الشمس-,هذا الشعب العظيم ,المحب لبلده,يستحق الحياة فعلاً, أمتلك سرالعظمة العلمية والصناعية والأنسانية,ولا وجه للمقارنة مع مجتمعاتنا وحكوماتنا العربية.! ماهوالسركيف سبق اليابانيون الجميع.؟ فالسكان كثيرون 130مليون هم شعب اليابان على 4000 جزيرة في أرض ضيقة مزدحمة بالبشر,كانوا يعتاشون على مواردالمحيطات الصيد واللؤلؤ وقد تعرضت مدن اليابان للتدميروالحرق- هيروشيما و نكازاكي- وعانى البشرمن الأذلال والمهانة والأعدام في الحرب العالمية الثانية 1937-1945,مسح بها الحلفاءالأرض- الأمريكان والأنكليزوالروس و الفرنسيين-,عندما تورطت بمهاجمة الأسطول الأمريكي سنة 1941,لتعزيز نفوذها في المحيط الهادئ ,وأضطرت للأستسلام ووقعت المعاهدة سنة 1945 وبقيت تحت الأحتلال الأمريكي حتى 1952, ثم أستعادت نشاطها وعافيتها ,فالآمال العظيمة تصنع الأشخاص العظماء,و دائماً هناك طريقة أفضل, كما عبر عنها-أديسون-.

لقدأستعان اليابانيون في دول الغرب,فأستدعوا الأنكليز لكي يعلموهم صناعة السكك الحديدية والتلفونات ,لكن اليابانيون فاجئوا العالم عندما كانوا أول من أستخدم اللآسلكي في الحرب 1904, وطلبوا من الأيطاليين أن يعلموهم الرسم والنحت والموسيقى, وأستعانوا بالأمريكان أن يقيموا لهم مدارس وبرامج للتعليم,وطلبوا من الألمان بناء المستشفيات وصناعة الدواء.! كان اليابانيون يرتادون أوربا وأمريكا بحثاً عن تقدم الغرب.! لكي يتقدموا مثل الغرب.. لكنهم تقدموا على الغرب.؟ لقدأكد الشعب الياباني بعبقريته من أبهارالعالم,وغزوالأسواق, وكانوا سبباً في كساد أقتصاد دول وخراب شركات منافسة, يصعب وجود أنسان في العالم يمتلك السلوك والضبط الياباني,شعب يستحق الأحترام فعندما حدثت مأساة الزلزال و التسونامي أهتم القوي بمساعدة الضعيف,وخفضت المطاعم أسعارها,وبث الأعلام و التلفزيون تقارير هادئة,وأشترى الناس مايحتاجونه ليومهم فقط.! حتى يستطيع الآخرين الحصول على شئ,لافوضى ولا أرتباك..فقط التفاهم.! لقد بقى خمسون عاملاً في المفاعل النووي المحطم مضحين بأنفسهم لكي يضخوا المياة فيه خوفاً من أنفجاره..ياترى بماذا يكافأ هؤلاء المضحين.؟

نتساءل أين نحن –العرب- وأين هم .؟ وكيف السبيل الى ثورة حقيقية والنهوض في حضارة راقية.! كل شئ ممكن..بالأرادة الحقيقية والعلم والتحليل الذكي والقرار الصائب والصبر والصمت..تنجح الثورة , وتنبى الأوطان, فمن أمتلك الدوافع والرغبات لاأحد يستطيع أيقافه.؟

أم هناك حكمة قديمة تتحكم فينا –

عندما سأل الممكن المستحيل –أين تقيم.! فأجابه في أحلام العاجز.؟

You may also like...