أزمة لحل .. كل أزمة !!

                                             
لا تستغرب .. ولا تندهش .. إذ أننا كلما تقدمنا خطوة الى الأمام .. رجعنا عشرة أو أكثر الى الوراء ! وهذا هو حالنا دائما ..

لماذا في العراق فقط ؟ أزمات .. كل شيء أزمة حتى باتت الحياة نفسها أزمة ! أزمات سياسية وأزمات كهرباء وأزمات وقود وأزمات حكومية وأزمات ديمقراطية وأزمات دستورية .. وأزمات بطالة .. وأزمات أمنية .. وأزمات فساد وأزمات تزوير .. وألخ ……. من الأزمات ,

والعجيب عندنا أنك كلما حاولت أن تحل أزمة .. هذا إذا عرفت سببها وشخصت حلها تتبعها أزمات .. وكلما حاولت أن تتخطى أزمة تظهر لك من حيث لا تعلم أزمات غير متوقعة ولا تخطر لك على بال !!

فمثلا أزمة الكهرباء في العراق .. أزمة غنية عن التعريف ولعقدين أو أكثر , وحينما تطرح الحلول للقضاء على الأزمة .. تصبح الأزمة أزمة وزير ! ثم أزمة عقود وهمية .. ثم أزمة فساد ونهب وهكذا تتفرع الأزمة الى أزمات وتفرخ وتتكاثر وتكبر الأزمات في جو الأزمات والظروف الملائمة لأستمرار وبقاء الأزمة أطول أزمة ممكنة !!

ثم هناك أزمات السياسة والسياسيين .. وهذه ( حدث ولا حرج ) حيث أن سياسيونا المخضرمون والمدافعون عن مصلحة الوطن وحقوق المواطن ! وإحقاق الحق للكل والتضحية في سبيله .. وتقديس الواجب .. لا همّ لهم سوى إثارة الأزمات .. وتصنيعها وفق أحدث الطرق المبتكرة وتعميمها وحسب مصلحة كل واحد منهم , وما يتطلبه الظرف والحال وحجم الأزمة وطولها وعرضها وتأثيرها وردود الأفعال عليها وهكذا ..

ولأن حياتنا ومستقبلنا ومنذ عقود مرهونة بالأزمات وما تجره كل أزمة وتنتجه , أصبح لزاما ً علينا ودون أستثناء أن نتعايش ونخطط ونتكيف مع الأزمات لأن واقعنا أزمة والخروج منه أزمة أخرى وكل له أزماته ……………..

أمثلة أخرى على أن الأزمات عندنا تنتج أزمات .. حيث كان إنعقاد المؤتمر الوطني لحل الأزمة المتصاعدة بين السياسيين وأختلافاتهم المشروعة وغير المشروعة .. إذ أن الكل بات يعلم أن ليس هناك من يفكر بالوطن ومستقبل البلد أو مصلحة المواطن !! أصبح أنعقاد المؤتمر وصيغة عقده والكيفية والمكان والزمان أزمة أخرى .. أي أن الأزمة أنتجت أزمة والأثنتان صارت أربعا ً ……………….

مؤتمر القمة العربية الذي عقد مؤخرا ً في بغداد عقد لطرح عدد من الأزمات .. لكنه خلق أزمات لم تكن على بال أحد ! أزمات في العلاقات بين المؤتمرين وأزمات مليارات مهدورة وأزمات أختلافات وتراشقات …………..

أزمة نائب الرئيس العراقي .. وما تلا بعدها من أزمات بين الأطراف السياسية ككل ولا زال .. أزمة العلاقات بين العديد من دول الجوار .. أزمة العلاقات بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة أقليم كردستان .. ناهيك عن الكثير من الأزمات التي تفرعت وستتفرع نتيجة ما يحدث وعلى كل المستويات وفي كل المجالات ..

والمضحك والعجيب في الأمر , أن الأزمة تخُلق في دقائق .. والحلول تأخذ ما تأخذه لشهور أو سنين .. ولو أستمرينا بالحديث عن الأزمات وما وراءها للزمنا لذلك عشرات الصفحات في بلد أصبح كل ما فيه أزمات من أصغر الأشياء الى أكبرها !

وكأن الحال كانت تنقصه الأزمات لتظهر لنا أزمة من نوع خاص , لا ندري كيف أستحدثت أو أختلقت ! لكنها بالتأكيد نتيجة أزمات أخرى .. ألا وهي أزمة سحب الثقة من الحكومة الحالية , وهذه بحد ذاتها أزمة ليست ككل الأزمات لما لها من صدى وتأثير على السياسة الداخلية وحال البلد وحياة المواطنين بشكل عام ..

ما أكثر الأزمات في بلد يخرج من أزمة ليدخل في أخرى .. والله أعلم ما وراء هذه الأزمات من أزمات ؟؟

        8 / 6 / 2012 / كندا

You may also like...