أخي نامق جـرجـيس : إنّ الشابَّ ضياء ﭙـطـرس شابٌ

بقـلم أخي نامق ناظم جـرجـيس لِمَ الإستغـراب ؟
إنَّ السيد ضياء ﭙـطـرس شاب متحـمّس يمشي منـدفعاً بعـنـفـوان الشباب ، يقـول يتـكلم يصرّح يقـرأ ويكـتب كأي فـرد من بـين مجاميع الشباب المتباهـين بقـدراتهم الذاتية ، فـيهـرول بسرعة قـبل أن يسبقه غـيره … وكأنه في ميدان السباق كي يحـرز النـصر ، إنه عـصر السرعة ، يرفع أكـياس الغـلة لوحـده في البـيادر تـفاخـراً دون الإستعانة بغـيره ، عـنده حاسبته الإلكـترونية تـنجـز له حـساباته بسرعة البرق دون تـدخـل العـقـل ، إنها فـعلاً روحه الشبابـية تـنـقـصها الخـبرة وهـذه ليست عـلته الرئيسية ، بل إن عـلته هي غـياب القـناعة عـنده في ضرورة إستـشارة غـيره الأكـبر منه من ذوي الخـبرة . إنه يشعـر بالعـيـب في الإستـفـسار عـن أمور الحـياة من المحـنـكـين الذين عـجـنـتهم التجارب وصقـلتهم المحـن ، إنه لم يتـوصَّـل بعـد إلى الفـرق بـين سـلوك الشاب وتصـرّف الكـهـل في المعـركة ! فالشاب يعـبّىء خـزان بنـدقـيته ويشرع برمي إطلاقاتها فـوراً وبالجـملة ( صَـلي ) بإقـدام وبتهـوّر دون أي تحَـسُّـبٍ فـيستـهلك جـل عـتاده بسرعة فـتـفـرغ مخازنه وهـو في ساحة المعـركة ويصبح معَـرّضاً للكـمش ، في حـين أن الكـهـل يعـبّىء خـزان بنـدقـيته برزانته المعـهودة ثم ينـصت ويراقـب وينـتـظر ويرصد ويركـّـز مستـخـدماً خـبرته من إخـفاقات ونجاحات في الحـياة فإذا تـتـطلـّـبتْ الحالة الرميَ ! عـندئـذ يقـرر الرميَ بالمفـرد أولاً وبتـركـيز ! كي لا يخـسر كـل إطلاقاته في وقـت قـصير ، ولا يرمي صلياً إلاّ إذا تـتـطـلب الأمر فـيدوم العـتاد عـنده لزمن طـويل . إن أخـينا ضياء لا يعـرف ولا يمـيِّـز الفـرق بـين هذين المقاتلـَـين ولا يقـبل أن يتعـلم لأنه عـيـب عـلى ( شباب هـذا الزمان ) أن يستـفـيد من خـبرة شـيّاب الماضي من الزمان . 
من جانب آخـر وفي 6 آيار 2011 كان قـد نـُشِـر خـبر بعـنـوان بعـنـوان – المجـلس القـومي الكـلداني ، يطالب بتجـنيد المسيحـيين في القوات الامنية لحماية مناطقهما – قال فـيه السيد ضياء : إن تشكـيلَ قـوة عـسكرية تابعة للجـيش أو
الشرطة العـراقـية يتـكون أفرادها من المسيحـيين أمرٌ ضروري لحماية مناطق وأماكن عـبادة المسيحـيين ، وأنّ الأجهزة الأمنية العـراقـية فشلتْ في تأمين الحماية المسيحـيين وأكـَّـد أن القوات العـراقـية ومنها أجهزة وزارة الداخـلية لم تستـطع حماية مناطقـنا ، وأن مهمة قـواته التي يطالب بها تـنحـصر في حـماية المسيحـيـين فـقـط ( الرابط المرفـق ) ….
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,503429.0.html 

فـكان لنا ردٌ عـليه في 7 آيار بعـنوان (( ضياء ﭙـطرس وقـواته المسيحـية المجـنـَّـدة )) قـلنا له عـلى الرابط :
http://www.kaldaya.net/2011/Articles/05_May2011/10_May07_MichaelCipi.html
 ( حـقاً قالوا إن دماء الشباب حارة تـغـلي بسرعة ، إنهم يرَون ما هـو أمام أقـدامهم فـقـط ، ليس لديهم بُعـدُ نـظر كافٍ ، يتخـذون القـرارات بسرعة دون تمحـيص ودراسة لأنهم قـليلو الخـبرة ، ونـقـول للسيد ضياء : إذا كانـت الدولة بفـيالق جـيشها وفـصائل شـرطـتها وأجهـزة أمنها وإستخـباراتها ، وحِـرص وتكاتف شعـبها عاجـزة عـن حـماية أماكن عـبادة المسيحـيّـين ، الشـريحة المسالمة من أبناء الشعـب ! كـيف سيكـون بإمكان كم نـفـر ، وقـل كم ألف مسيحي لا يؤمنون بالقـتل ، أن يؤدّوا عـملاً أمنياً داخـلياً يتـطـلب قـتالاً بـين الإخـوة ، ذلك العـمل الذي لم تستطع قـوة الدولة المكـرّسة أصلاً لحـماية المواطنين القـيامَ به ؟ ثم ألا تـفـكـِّـر قـليلاً ، كـيف ستـتـحـمَّـل شخـصياً مسؤولية كهذه ؟ حـين تـصبح هـذه المجاميع المسيحـية سهلة الإستهداف وبدون ناظور في عـصر كاتمات الصوت ؟ ولو كـنتَ أنتَ أحد أولئك الأمنيّـين الحُـرّاس وإقـتـرب منك رجل ذو سترة فـضفاضة ، فما الذي ستعـمله سواءاً إستـوقـفـتــَه أم لا ؟ وإذا تـطـلـّبَ الأمر وأنت قـتـلتـَه ( الله لا يجعـل ) هل ستبقى حـضرتك في عـنكاوا ( و إحـنا ولــْـد الـﮔـْـرَيَّة واحـد يعـرف أخــَـيَّة ) أم ستـطلب اللجـوء إلى أميركا أو أستراليا أو غـيرها وحجـتك المنطقـية بـيديك ؟ ) إنـتهى

واليوم يطالب السيد ضياء بحـماية دولية قائلاً : (( بأن تكـون هـناك قـوى دولية أو من هـيئة الأمم المتحدة أو من أية جهة كانت )) !!! طـيب هـناك جـهات وجـهات فـهـل يقـبل بجـميعها أياً كانـت ؟ ونحـن بدورنا نطالبه بالإجابة عـلى أسئلة كـثيرة منها : مَن خـوَله بمطلب كـهـذا ، أيّ من أبناء شعـبنا كـلـَّـفه بهـذا الأمر ؟ هـل إجـتمع بجـماهـير شعـبنا ؟ هـل إستـشار قادتـنا ؟ وكـبار السن ؟ هـل ناقـش الأمر مع مَن هم حـريصون عـلى دماء أبنائـنا ؟ هـل فـكـّـر وتساءل مع نـفـسه أين ستـتجـحـفـل قـوات حـمايته الدولية ؟ في ألقـوش أم في البصرة ، في عـنكاوا أم في الأنبار ، في كاني بلاﭬـي أم في بغـداد ؟ وما عـدد أفـرادها الذي يكـفي لحـماية شـعـبنا ؟
والسؤال الأهم لشخـصه الكـريم : إذا جاءت قـوات الحـماية الدولية وحـمـتْ المسيحـيّـين ! طـيـب ماذا سيعـمل هـو ؟ ماذا سيكـون مصير مقـر تـنـظيمه التابع ؟ وما الذي سيخـطب ويقـول من بعـد ذلك ؟ وأين سيسافـر ؟ ومَن يدفع له التكاليف ؟ نحـن نـتـوقع أن سوف تـنـتـفي الحاجة إليه وإلى تـنـظيمه وهـذا يعـني أنه سيغـلق مقـره ويتـوقـف جـريان راتبه وهـذه خـسارة له ! فـليراجع حـساباته بعـقـله وليس بحاسبته وليخـبرنا بنـتيجـته .
وقـبل المغادرة نسأل السيد ضياء : هـل صحـيح إنك معـتـز بكـلدانيتك كـقـومية أم كإسم عابر ؟ إن كان إعـتـزازك كـقـومية ّ نسألك مرة ثانية : أية قـومية ؟ هـل تلك التي ينـكـرها أو بالأحـرى يجـهـلها السيد يونادم كـنا ؟ وإلاّ ! يجـب عـليك أن : إما ( 1 ) تـوضح لِـ كـنـّـا مَن هـم الكـلدان أو ( 2 ) تـنـسحـب من التحالف المريـب معه ، وإن لم تـقـبل بأحـد هـذين الحـلـّـين تكـون أنـت متآمـر معـهم ضد الكـلدان .
وكان السيد داود برنو قـد كـتب بتأريخ 21 / 5 / 2010 مقالاً بعـنوان ( تشكـيل قـوة مسلحة هي الضمان الوحـيد لحـماية شعـبنا من الإرهاب ) http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,415029.0.html فـكان جـوابنا له في 26 / 5 / 2010 http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,416248.0.html  (( إن ثـقافة إمتلاك السلاح ليست آيـديولوجـية كل الفـئات ، كما أنّ إستخـدامه للوقاية ودرء المَخاطر ليس من ممارسات  كل الجـماعات ، فالشعـوب الواعـية تعـرف أنّ العـنف يولد العـنف ، والإنـتقام يدفع إلى الإنـتقام ، والشر يشجّع الشرير عـنـد الأزمات )) .
لكـنه بتأريخ 19 / 9 / 2010 كـتب مقالاً عـن ( زيارة الـﭙطرك مار دنخا الرابع إلى إيران وأبعادها السياسية )   http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,443164.0.html يُـطالبنا فـيه بمغازلة ومصادقة إيران للحـفاظ عـلى كـيان شعـبنا في العـراق ! ثم يضيف ويقـول : (( وإن المشروع الأيراني الجديد في العراق لا بُدً وأن يأخذ بنظر الأعتبار حـقوق هـؤلاء المسيحيين المسالمين المظلومين وبكافة تسمياتهم القومية, لأن ثورة الإمام الخميني جاءت لنصرة  الشعـوب المظلومة والمسحوقة في جميع أنحاء العالم بغض النظر عن دينهم وقوميتهم, ولنا أمل كبير بأن تلاميذ الأمام  الراحل آية الله العظمى الخميني الذين في سدة الحكم الآن سوف يسلكون نهجه ويعملون على تحقيق أهدافه )) . إذن من كـلام السيد داود برنو نستـنـتج أن المرحـوم الخـميني وتلامذته في ( قـم ) جاؤوا نـصرة للكـلدان ومعـهم الآثوريّـين وكـذلك السريان !
أنا لستُ متأكـِّـداً إنْ كان كـتابنا يعـون ماذا يكـتـبون ! أو هـل يعـيدون قـراءة ما كـتبوه قـبل النشر . إنهم يتـخـبطون دون دراية ودراسة وتمحـيص ، فـيطـلقـون التصريحات والإقـتراحات والفـذلكات فـتبتـلي الأمة .

You may also like...