أحقا !! المشاركة الوطنية ، توفقت في تغييب 60% من شعب العراق؟؟

لا يغيب على اي متتبع ومتعايش للوضع العراقي ، الجرائم التي ارتكبت بحق شعبنا العراقي المسالم ، الذي عانى الحروب والمآسي والويلات والكوارث ، الاجتماعية والثقافية والاقتصادية ، وهدم مؤسسات الدولة قبل التغيير وما بعده ، تلك المخلفات الكثيرة والكبيرة المدمرة لشعبنا ووطننا العراقي ، لعقود من الزمن الغابر ، في ظل الدكتاتوريات المتعاقبة ، منذ تأسيس الدولة العراقية ولحد اللحظة ، من قتل وتغييب وحروب واغتيال وتعذيب وسجون وهجرة وتهجير قصري ارهابي ، ادت جميعها الى الزيادة الحاصلة في نسبة الاناث على الرجال ، بالاضافة الى زيادة الانوثة اصلا ، بعددها في الظروف الاعتيادية ، والتي ناتجها في المجتمع العراقي للولاداة ، لتكون 100 ذكور ، يقابلها 104 أناث ، وهي محصلة لواقع بيولوجي انساني عراقي.
بعد مخاض عسير لتشكيل الحكومة التنفيذية ، بمدة قاربت عشرة شهور ، بواقع 42 حقيبة وزارية ، من دون مراعاة تمثيل المرأة ، لهذه التشكيلة العقيمة لولادة قيصرية غير اعتيادية،ومساومات واتفاقيات وتدخلات خارجية اقليمية ودولية ، المراة تعتبر مرتبة اولى للمكون العراقي ، كونها تحتل ما يقارب 60% من القوى العددية للمجتمع عموما ، وللاسباب المدرجة أعلاه. هذا يعني اجحاف وقصور رؤية وخلل واضح ودقيق ومشخص لابسط متتبع ومتعايش ، مع واقع مؤلم وأليم للعراق وشعبه ، رغم صراحة الدستور العراقي ، في فقراته الواضحة ، حول انصاف المرأة العراقية ، بضمان حقها الكامل في نسبة 25% ، لتمثيلها في مؤسسات الدولة ، بدأّ بالبرلمان والسلطات التنفيذية والرئاسية والقضائية ، وفي كافة مجالات الحياة العامة ، لتحتل النسبة نفسها كاقل تقدير لحقوقها المسلوبة ، في ظل الاستبداد الجائر والخراب والدمار والمعاناة والارهاب المنظم والسائب ، بعيدا عن سلطة القانون ، والتي دفعت المرأة القسط الاكبر من حياتها في ظل الظروف القاهرة ، التي تحملها ويتحملها المجتمع العراقي ، لانها الام والاخت والبنت ، ومربية اطفال واجيال حالية ولاحقة ، وبأعتقادي يخطأ من يقول انها نصف المجتمع ، كونها هي الاكثرية في عددها ، أضافة لصبرها وتعلمها ووثقافتها قراراتها الصائبة والعقلانية المسالمة ، أثر من الرجال في كثير من الامور ، كونها تحملت وعانت وتعاني الكثير ، مما زادها الخبرة العالية في أدارة الامور ، انصافا للمجتمع الذكوري واحتراما لأنوثتها ومعرفتها الكاملة بمعاناتها وظروفها المعقدة والصعبة ، في مجتمع منحدر من البداوة والعشائرية ، واخيرا فلسفة أسلمة المجتمع ، بتسييس الدين وفتاواه المقيتة ضد المرأة تحديدا ، والتي لا يمكن استيعاب امورها ، بغيابها من صنع القرار التي تراه منصفا لها ولاخيها الرجل.
مما يؤسف له اقرار الكتل بالذنب الواضح والمخجل حقا ، بما فيه رئيس سلطتهم التنفيذية ، الحاصلة على موافقة البرلمان المخجل هو الآخر ، وللاسف الشديد والمخزي ، تشكل نسبة النساء فيه 25% ، والذي تلقت مباركة سيدهم الاميركي ، ودول عديدة اخرى رجعية ومتخلفة مثلهم ، من دون مراعاة قيم واخلاق قيّمة لمجتمع عريق عراقي أصيل ، الذي كانت المرأة حاضرة حتى في اقصى الاستبداد ، وحاليا هم يغطون انفسهم ، بعباءة الحرية واللبرالية ومزج العلمانية وحتى البناء الديمقراطي  والوطني ، وانهم بعيدين كل البعد عن تنفيذ شعاراتهم ، الرنانة والمكحلة بالسواد لتزيد اعماء الاعمى ، لتختار الموت والدمار لشعبنا المسكين المغيب ، ومسلوب الارادة ، في ظل سيدهم الاجنبي والمحلي ، بعيدا عن مصالح الشعب والوطن ، وبعيدا عن مواكبة العصر العالمي ، من تقدم ورقي فكري وعلمي وثقافي وادبي واجتماعي واقتصادي وسياسي خدمة للمجتمع ، والدليل واضح للعيان ، بعيدا عن روح الوطنية والمواطنة ، لمعالجة اوضاع الشعب المتطلع للحرية والديمقراطية ، وتغييب واقصاء لكل من هو نظيف في العمل ، وتحويل البياض الناصع الى عتمة قاتلة سوداء ، لكي لا يكون للضوء وجوده ، ليضيء الطريق للناس ، لكن هيهات فالمثل يقول (ان شعب العراق متفتح باللبن ) وانا اقول ( شعب العراق غمس جسده في التيزاب ، وهو يبصر ولا يرضى بالذل ولا المهانة) يا حكوماتنا المتعاقبة ، الغارقة بالفساد والمفسدين وأزدواجيي المنطق ، وسراق ومبتزين للشعب والوطن .. غياب العنصر النسائي من التشكيلة الحكومية ، يعني تغييب مقصود ومدروس متعمد سلفا لتغييب 60% من شعب العراق والتي تمثله المرأة العراقية.
ليس غريبا تخلفهم الكبير ، ورجعيتهم الواضحة ، وسرقاتهم المبتكرة ، وتبنيهم ثقافة ذكورية اسلاموية ، طائفية شمولية ، ومحسوبية ومنسوبية وعشائرية متخلفة ، مع ابتزاز الشعب ، تنفيذا لسياسة مصالح واتفاقيات مبيتة ، تقاسمية مصالحية طائفية مقيتة ، بعيدا عن بناء مؤسسات دولة فاعلة مدنية عصرية ، تعطي كل ذي حق حقه بالتمام والكمال بلا غالب ولا مغلوب ، وللاسف الشديد قيام قسم مجالس المحافظات ومنها بغداد ، باصدار قرارات مجحفة ، بحق الانسان وكرامته وحريته ، لاسلمة المجتمع رغم تعدده الديني والاثني ، ومحاربة الادب والفن والمسرح والتمثيل ، والسياحة العامة والاستثمار الذي يدر للبلد الربح الكبير وتطوره الحضاري ، وبلدنا تعم فيه السياحة في كل ارجائه وفسحة ارضه ، ليتم تحويله الى طالبان افغانستان قردهانية ، وقم متخلفة وصومال متناحرة ممزقة ، ورياض ثانية داعمة للارهاب المنظم ، وفتاوى ازهرية وصدرية ويعقوبية ، قاتلة للجديد المتطور لحركة الانسان العالمي عامة ، وللمرأة المغيبة ذات السلعة المرغوبة جنسيا لهؤلاء المتخلفين ، بلا دين ولا انصاف شرعا واخلاقا ، والدين والانصاف بعيدا ، عن هؤلاء الاقزام المصلحيين المتطفلين مزوري الدين والتاريخ معا  .
اننا ندعو المرأة لحضورها الكامل ، بانتزاع حقوقها المسلوبة ، وحماية نفسها بنفسها ، من دون منّة عليها ، كوننا نؤمن قطعا بان الحقوق تنتزع أنتزاعا بعيدا عن المنح  .. ولا يمكن لاحد ما ، ان يحصل على حقوقه المسلوبة ، من دون نضال دؤوب وبعناد ، وتواصل يفرض على المبتزين والسراق ، والا ماذا يعني تغييب الغالبية من مجتمعنا العراقي ؟؟ المتمثل بالمرأة العراقية . وعليه المرأة ملزمة بالتعاون والتآزر ، مع أخيها الرجل الخيّر المؤمن والفاعل حقا ، الى جانب حقوق المرأة والرجل معا ، من جميع النواحي الحياتية ، لتزج بنفسها في النضال مع قوى شعبنا الوطنية الديمقراطية الحقيقية ، العلمانية الليبرالية ، المثقفة العاملة في منظمات المجتمع المدني ، وحقوق الانسان والنبات والحيوان ، ضد المخلفات والتخلفات الذكورية الصرفة ، بعيدا عن اسلمة المجتمع ، محاولين وجادين لتغييب اصوله التاريخية والاجتماعية ، لجميع القوميات والاديان باختلاف انواعها ، مهام المرأة ، الاعتماد على ذاتها العفيفة الصادقة النزيهة بحيوية ، والتعاون الجاد مع الخيرين ، من شعبنا المغيب والمسلوب الارادة ، ومبتز لحقوقه المحقة الكاملة ، يتطلب منها بناء جيل ، عفيف مستوعب حقوقه ، متعلم ومثقف وطنيا ، متفانيا من اجل الانصاف والعدالة الاجتماعية ، في الحياة الانسانية الجديدة ، متفاهم لواقعه الاقتصادي المتردي ، من قبل فئات ظالّة ، ظّلت طريقها ، والتفت على شعبها بعيدا ، عن خدمته وطنيا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا ، متشبثة بمصالحها وغاياتها الانانية الساقطة ، بعيدا عن حب الوطن والشعب ، نهبت حقوقه وشلت قدرته وسرقت ممتلكاته النفطية ، سائرة بنهجها المدان ، بلا امن ولا امان ولا استقرار ، بل هجرة وتهجير وقتل ودمار.
ناصر عجمايا
ملبورن | استراليا
26\12\10

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *