يسوع المسيح في المزامير / الجزء الاول / بقلم الشماس  سمير يوسف كاكوز   

سفر المزامير أشار الى المسيح في عدة مزامير توصف أحداثاً من حياة يسوع وموته وكذلك وردت الكثير من أقوال واقتباسات المسيح نفسه من سفر المزامير
لاحظ اكثرية اليهود والمسيحيون سفر المزامير يسلط الضوء على انه المسيح الموعود والسبب هو انه لا بد المسيح سوف ياتي من نسل وسلالة الملك داود
نذكر المزامير التي اشارة الى المسيح وتمت في العهد الجديد
( المسيح هو ابن الله )
( إني أخبر من جهة قضاء الرب قال لي أنت ابني أنا اليوم ولدتك )
مزمور 2 : 7
( إن الله قد أكمل هذا لنا نحن أولادهم إذ أقام يسوع كما هو مكتوب أيضا في المزمور الثاني أنت ابني أنا اليوم ولدتك )
سفر اعمال الرسل 13 : 33
قيامة يسوع هي جلوسه عن يمين الآب وهكذا تمتّعت بشرّيته بامتيازات ابن الله
( فكان أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث اسما أعظم من أسمائهم لأنه لمن من الملائكة قال قط أنت ابني أنا اليوم ولدتك ؟ وأيضا أنا أكون له أبا وهو يكون لي ابنا )
رسالة العبرانيين 1 : 4 – 5
( كذلك المسيح أيضا لم يمجد نفسه ليصير رئيس كهنة بل الذي قال له أنت ابني أنا اليوم ولدتك )
رسالة العبرانيين 5 : 5
من اختار المسيح ؟ الآب نفسه وكهنوته كان بحسب رتبة ملكيصادق لا بحسب رتبة هرون
كان الاعتقاد في العالم القديم علاقة الملك الكبير بالملك الصغير وبمعنى أخر سيد أو عبد أو أب وابن فكون داود الملك هو عبد
( اذهب وقل لعبدي داود هكذا قال الرب أأنت تبني لي بيتا لسكناي)
سفر صموئيل الثاني 7 : 5
المسيح لا يمكننا أن نراه ونحن ما زلنا في الجسد الابن تجسد ليعلن لنا من هو الله أعلن لنا محبة الآب لنا ورأينا في صليبه المحبة والعدل والتواضع والوداعة في حياته وعرفنا إرادة الآب بحياته وتعاليمه يسوع المسيح كان يشفي الأمراض كان يعلن أن إرادة الآب من نحونا هي الشفاء الكامل نفسا وجسدا وروحا
( أنا أكون له أبا وهو يكون لي ابنا إن تعوج أؤدبه بقضيب الناس وبضربات بني آدم )
سفر صموئيل الثاني 7 : 14
لذك يقول ولدتك صرت لك أباك أي والدك فهذا المعنى والكلام يتم اختيار وتسميته مسيحاً
قال لي أنت ابني أنا اليوم ولدتك هذه الآية أعلنت لنا ميلاد الرب الجسدي والروحي فهذه الاية تثبت أن للمسيح اسمًا أعظم من الملائكة بكونه ابن الله الوحيد لا بالتبني بل له نفس طبيعة الآب وبتجسده حصلنا نحن على البنوة لنصبح ابناء الله
( المسيح يقوم من بين الاموات )
( الرب أمامي كل حين وعن يميني فلا أتزعزع فيفرح قلبي ويبتهج كبدي ويستريح جسدي في أمان لا تتركني في عالم الأموات يا الله لئلا يرى تقيك الفساد )
مزمور 16 : 8 – 10
الذي وجد الله عن يمينه أي مصدر قوته يتهلل ويفرح فالله حي وبالتالي لن يترك عبيده يموتون للأبد، لذلك فرح المسيح بأن عمله الكفاري وفداءه أعطيا حياة وقيامة لجسده أي كنيسته وقيامته أعطتنا الرجاء لأنك لن تترك نفسي في الهاوية لن تدع تقيك يرى فسادًا هي نبوة واضحة عن قيامة المسيح إذ لم يكن الموت قادرًا أن يمسكه للأبد
( فارتعبن ونكسن وجوههن نحو الأرض فقال لهن الرجلان لماذا تطلبن الحي بين الأموات ؟ ما هو هنا بل قام أذكرن كلامه لكن وهو في الجليل حين قال يجب أن يسلم ابن الإنسان إلى أيدي الخاطئين ويصلب وفي اليوم الثـالث يقوم )
أنجيل لوقا 24 : 5 – 7
من له الإيمان الحي هو من يجد الرب أمامه في كل حين يشعر أنه في حضرته فلا يخطئ هذا الإيمان الحي يكون الله قوته فاليمين لا تعني مكاناً ما وإنما هي تشير قوة الله اذاً المسيح جلس عن يمين الآب أنه صار بناسوته له نفس مجد الآب والذي هو نفس مجد لاهوت الابن الاله الآب حفظ المسيح من كل محاولات قتله الى وقت الصليب
الملك داود اكتشف سر الفرح والسعادة بالرغم من الصعاب والشدائد لكن السعادة الخارجية تكون وقتية اما الفرح الدائم والداخلي ومبني على ثقة ووجود الله نجد به الخلاص من الشدائد والصعاب فالنتامل بالفرح مع المسيح ونبني حياتنا على الله لا على البشر وحياتنا
قال داود بكل ثقة إن الله لن يترك أحباءه في الهاوية أو بين الأموات كثيرون من الناس يهابون الموت لأنهم لا يستطيعون السيطرة عليه ولا فهمه
لكننا كمؤمنين يمكن أن يكون لنا اليقين بأن الله لن ينسانا بعد أن نموت فسيقيمنا للحياة مرة أخرى لنحيا معه إلى الأبد وهذا يجلب الأمن الحقيقي
( المسيح سيصلب )
مزمور الثاني والعشرون
إلهي إلهي لماذا تركتني
لكبير المغنين دعاء الصباح
مزمور لداود
1 : إلهي إلهي لماذا تركتني وامتنعت عن نجدتي وسماع أنيني؟
2 : في النهار أدعو فلا تجيب وفي الليل فلا تحرك ساكنا
3 : وأنت القدوس على عرشك يهلل لك بنو إسرائيل
4 : عليك توكل آباؤنا عليك توكلوا فنجوا
5 : إليك صرخوا فأنقذتهم وعليك اعتمدوا فما خابوا
6 : أنا دودة لا إنسان يعيرني البشر وينبذني الشعب
7 : كل من يراني يستهزئ بي يقلب شفتيه ويهز رأسه
8 : ويقول توكل على الرب فلينجه وينقذه إن كان يرضى عنه
9 : أنت أخرجتني من الرحم وطمأنتني على ثدي أمي
10 : فأنا من الرحم محسوب عليك ومن بطن أمي أنت إلهي
11 : اقترب الضيق ولا نصير لي فلا تتباعد عني
12 : أشداء كثيرون يطوقونني كثيران باشان يحيطون بي
13 : فاغرين أفواههم علي كأسد مفترس مزمجر
14 : كالماء سالت قواي وتفككت جميع عظامي صار قلبي مثل الشمع يذوب في داخل صدري
15 : يبست كالخزف قوتي ولساني لصق بحلقي وإلى تراب الموت أنزلتني
16 : الكلاب يحيطون بي زمرة من الأشرار يحاصرونني أوثقوا يدي ورجلي
17 : ومن الهزال أعد عظامي وهم ينظرون ويتفرسون في
18 : يقتسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون
19 : وأنت يا رب لا تتباعد يا إلهي أسرع إلى نجدتي
20 : أنقذني من السيف يا رب ومن أيدي هؤلاء الكلاب
21 : خلصني من أفواه الأسود ومن قرون بقر الوحش أعني
22 : سأخبر باسمك إخوتي وبين الجماعة أهلل لك
إلهي إلهي لماذا تركتني المسيح يسأل هذا السؤال لماذا تركتني أيها الآب لهذه الآلام لنجيب نحن لأجل خطايانا ولمحبته لنا
( ونحو الساعة الثالثة صرخ يسوع بصوت عظيم إيلي إيلي لما شبقتاني ؟ أي إلهي إلهي لماذا تركتني ؟ )
أنجيل متى 27 : 46
صلاة المؤمن في الالم والعذاب يرف الشكر الى الله من أجل خلاصه وصرخة ألهي ألهي دلالة على عمق الالم فصرخة يسوع على الصليب تتمة لصرخة البار المتالم هذا المزمور هو اعلان عن آلام المسيح واهتداء الامم  والرب يسوع المسيح اقتبس هذه الآية وهو معلق على الصليب حاملاً عبء خطايانا ولم تكن هذه شكوى بل كانت التماساً من الله
عندما يحتقرنا الآخرون ويهزأون بنا فإنهم يعاملوننا كأقل وكانه لا نفهم اي شيء وهم احس منا لكن لا ننسى الرجاء والنصرة اللذين وعدنا بهما الله
المسيح هو قداسة الله التي لا تقبل الخطية لكن يجب أن يسدد بالكامل ثمن الخطية لذلك حمل هو خطايانا وقوله إلهي إلهي يشير أنه يتكلم نيابة عن البشرية التي يحمل هو العقاب الذي كانت تستحقه
الهي في النهار أدعو فلا تستجيب في الليل أدعو فلا هدوء لي المسيح صلى ليلاً في البستان حتى تعبر عنه هذه الكأس وصلي نهاراً وهو على الصليب ولكن كانت إرادة الآب أن يشرب الكأس حتى النهاية
( سيقترع الجنود على ثياب المسيح )
( يقتسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون )
مزمور 22 : 18
( فصلبوه واقترعوا على ثيابه واقتسموها )
أنجيل متى 27 : 35
من أعظم الإهانات لكرامة الإنسان أن تسلبه كل شيء حتى ثيابه وتتركه عارياً
هذا ما عاناه الرب يسوع في اتضاعه على الصليب ولن يعرف غالبيتنا أبداً مدى العار والمعاناة عندما يصبح الإنسان مفلساً عارياً في مكان عام
أغلبنا يشعرون أحياناً بأنهم عراة عندما تُكتشف خطيتهم سواء كانت سرية أو شبه سرية ففي مثل هذه الظروف يلزم أن نصرخ الى الرب لا تتباعد عني ياقوتي أسرع إلى نجدتي يقتسمون ثيابي هذا ما كان يحدث لمن يُحكم عليه بالموت في كلام عن يسوع قبل أن يصلب
( ولما صلب الجنود يسوع أخذوا ثيابه وقسموها أربع حصص لكل جندي حصة وأخذوا قميصه أيضا وكان قطعة واحدة لا خياطة بها منسوجة كلها من أعلى إلى أسفل فقال بعضهم لبعض لا نشق هذا القميص بل نقترع عليه فنرى لمن يكون فتم قول الكتاب تقاسموا ثيابـي وعلى قميصي اقترعوا وهذا ما فعله الجنود )
حسب القانون الروماني يتقاسم الجنود ثياب يسوع نلاحظ العدد أربعة الذي يدلّ على العالم كله ميّز يوحنا بين القميص (لا خياطة فيه) والثياب التي تُلبس فوقه قابل بعضهم بين هذا القميص قميص عظيم الكهنة وتحدّث الآباء عن هذا القميص الذي يرمز إلى وحدة الكنيسة ورأى يوحنا في هذا الحدث تتميمًا لما قال الكتاب
( يسوع المسيح يعطش وهو على الصليب )
( يبست كالخزف قوتي ولساني لصق بحلقي وإلى تراب الموت أنزلتني )
مزمور 22 : 15
( ورأى يسوع أن كل شيء تم فقال أنا عطشان لـيتم الكتاب وكان هناك وعاء مملوء بالخل فغمسوا فيه إسفنجة ووضعوها على الزوفى ورفعوها إلى فمه فلما ذاق يسوع الخل قال تم كل شيء وحنى رأسه وأسلم الروح )
أنجيل يوحنا 19 : 28 – 30
كل شيء تم أي الرسالة التي التي طلبت من يسوع أن يقوم بها وبحسب مشيئة الله الاب قالا أنا عطشان
كلنا نتذكر طلب يسوع من المراة السامرية الاصحاح الرابع ماء ليشرب وهو الذي بنفسه يعطينا ماء الحياة الابدية بحيث لا نعطش أبداً
( جعلوا في طعامي علقما وفي عطشي سقوني خلا )
مزمور 69 : 22
الخلّ هو شراب الفقراء وبالتالي شراب يسوع الغني الذي افتقر من أجلنا لغفران خطايانا
حنى رأسه وسلم الروح ظلّ يسوع سيّد نفسه حتّى النهاية أسلم الروح في معنى أول مات وفي معنى ثانٍ سلّم الروح القدس إلى العالم في موته وسوف يسلّمه إلى كنيسته في ظهوره الفصحيّ
( المسيح يتكلم عن أبيه )
( سأخبر باسمك إخوتي وبين الجماعة أهلل لك )
مزمور 22 : 23
( فيقول سأبشر باسمك إخوتي وأسبحك في الجماعة ويقول أيضا على الله اتكالي وأيضا ها أنا مع الأبناء الذين وهبهم الله لي )
رسالة العبرانيين 2 : 12 – 13
الآية الواردة هنا فتتعلّق بالنجاة المنتظرة وتدلّ على المسيح القائم من الموت وهبهم لي بقيامته صار يسوع بكراً لإخوة كثيرين
والمجد لله دائما
الشماس
سمير يوسف كاكوز

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *