يا رب أحفظ كنيستنا

خاهه عَمّا كَلْذايا

كانت الكنيسة الكلدانية، كنيسة الشعب الكلداني، كنيسة ألأغلبية المسيحية في العراق، الكنيسة الأعرق والأقدم، لها ثقلها التاريخي والإيماني والوطني المشرّف، بالإضافة إلى واجبها الديني الرئيسي، ظهر فيها عمالقة على مر الزمان قادوا دفتها بكل جدارة وإقتدار، فدخلوا التاريخ من أوسع ابوابه، كانوا نجوماً لامعة في سماء كنيستنا وأمتنا الكلدانية المجيدة ووطننا العراق، لهؤلاء القادة القدماء بصمات واضحة على المسيرة الدينية والوطنية، لذلك خلدهم التاريخ، وهكذا سارت الكنيسة يتبعها الشعب الكلداني الطيب، الوطني الأصيل، الوفي لتربة العراق العظيم وماؤه وهواؤه، سارت الكنيسة وفي كل مرحلة يستلم الراية قائد جديد بعد أن ينهي القائد السابق دورته ومسؤولياته، ويطمئن وهو يسلم الراية لمن هو قائد فعلاً، وهكذا أستمرت المسيرة إلى حد يومنا هذا، لقد تنحى عن المسيرة قائدها بعد أن أعتلت صحته ونضب عطاؤه، ووهن عظمه، فرأى في نفسه أنه غير قادر على قيادة دفة السفينة ومن الأصلح أن تستلم الدفة دماء جديدة شابة فيها من القوة أن تقود، بعد أن كان ربانها مدة طويلة من الزمن، وقادها وسط بحور شديدة الظلمة والهيجان، لقد حافظ على الكنيسة من الإنشقاق والإنهيار، وبذلك حافظ على أبناء شعبه قدر ما مكنته قوته بالرغم من الدماء التي سُفِكَتْ، والأعراض التي أنتُهِكَتْ، وكان هذا حال العراقيين جميعاً، فُرضت عليهم تلك الظروف القاسية فرضاً، وليس إختياراً، لقد قاد سفينتنا في خضم تلك الهجمات التترية المغولية الحاقدة على الكلدان وعلى العراق موطن الكلدان الأول، ولو أن الهجمة الأكبر والنصيب الأكبر من الأذى ناله الكلدان ونالته كنائس الكلدان ورجال دين الكلدان، وتاريخ الكلدان وتراث الكلدان فكأني بهم ارادوا الإنتقام من هجمات نبوخذ نصر وإنتقاماً من السبي البابلي، لذلك صبّوا جام حقدهم على كل ما هو كلداني، فحاولوا الطعن بالمذهب الكاثوليكي وإعادتنا إلى البدع التي رفضتها الكنيسة الكاثوليكية، ثم حاولوا سلب حقوقنا الوطنية بالتأثير على القِوى في العراق بإبعاد ممثلي الكلدان عن مجلس الحكم والإتيان بأزلامهم ليمثلوا الكلدان وينطقوا بإسم الكلدان، كما حاولوا سلب حقوقنا الوطنية في العراق العظيم، ثم حاولوا محو إسمنا التاريخي الذهبي وذلك بشراء ضمائر عدة اشخاص ليروجوا لتسمية هزيلة هجينة قطارية لا تمت إلى تاريخنا بأية صلة، وأخيراً نراهم اليوم بعد أن فشلوا في كل محاولاتهم، يحاولون اليوم الطعن بلغتنا الكلدانية الأصيلة، فنرى من ارتضى لنفسه أن يبيعها بدراهم معدودات ليغير أسم لغتنا الكلدانية الأصيلة، ويا حسافة أن يكون من بين هؤلاء المغرر بهم شمامسة ورجال متعلمون حاصلون على تعليم جامعي يستغلون شهاداتهم العلمية في الضحك على الأبرياء والبسطاء من عامة الشعب يلقنوهم بأن لغتنا هي ليست الكلدانية، هذه اللغة التي حافظت عليها الكنيسة في أعتى أزمنة الظلم والإستبداد، نراها اليوم وجميع الحراب موجهة إليها، في خضم هذه الهجمات التي شنتها قِوى ودوائر معروفة غاياتها، كانت كنيستنا وقائدها وبمساعدة السادة المطارنة والشعب الأبي المخلص المتكاتف يحمي هذه الثمرة من التمزق والإنهيار، نعم يا سيدي يسوع المسيح “وأبواب الجحيم لن تقوى عليها” اليوم الكنيسة أمام إمتحان إيماني صعب، اليوم كنيستنا تمر في مأزق خطر، ومنعطف أخطر، اليوم تقع المسؤولية كاملة وبالدرجة الأساس على كاهل وعاتق سادتنا المطارنة الأجلاء المحترمين.

كُنْ مَنْ تكون، فاليوم تمشي وغداً مدفون، إذن لنعمل لكل ما يخدم كنيستنا ويحافظ عليها وعلى وحدتها وينقذها من التدهور والتمزق، فنحن لسنا خالدين هنا، ويأتي يوم يجب أن نترك زمام الأمور لنستريح من متاعب هذه الدنيا، إذن مادمنا ضيوف على هذه الأرض ونحن راحلون إن عاجلاً أو آجلاً ولسنا ممن يؤمن بالشعار “جئنا لنبقى” يجب التفكير جدياً بعيداً عن التعصب القبلي والطائفي والسياسي، من هو الأجدر لنختاره ومن هو الأكفأ ليستلم الدفة ويوصل هذه السفينة إلى شاطئ وبر الأمان. اليوم على قادتنا أن يضعوا كل الأمور جانباً ويتجردوا من كل شئ ويلبسوا الإيمان لكي ما الإيمان يرشدهم ويدلهم على القائد الصحيح ويكون إختيارهم صائباً فيقود كنيستنا بما يرضي الله والشعب والوطن وينقذها من مخالب الشياطين التي تتكالب عليها من كل حدب وصوب.

يا رب أحفظ كنيستنا، نعم نصرخ بأعلى صوتنا ونطالب مَنْ بيدهم الأمر أن ينظروا إلى إتجاه واحد فقط، وهو مَنْ الكفوء، الذي يتمكن من قيادة السفينة ويعمل جاهداً للملمة بقايا أشلاء هذا الشعب الذي مزقته الفتن الطائفية والكوارث والمحن والتي ألمّت بالعراق شعباً ووطناً.

كم كلداني يهمه هذا الأمر؟ وكم كلداني أختلى إلى نفسه وصلى من أجل وحدة كنيسته؟ وكم كلداني تناقش بروح المحبة مع رجال دينه عن الصفات التي يجب أن نراها في القائد الديني؟

هل يحق للشعب أن يقول كلمته في القائد المنتخب؟ أنه يجب أن يكون قائدا من طراز خاص، إنه ظرف عصيب وإختيار أصعب، نعم ما علينا إلا أن نردد مع يسوع

“وابواب الجحيم لن تقوى عليه”

 نزار ملاخا

9/1/2013

 

 

 

 

 

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *