وثائق موقع ويكيليكيس.. للشهرة وكسب المال وليس فيها من جديد…..بقلم// هيثم ملوكا

 

انشغلت وسائل الاعلام العالمية والعربية بالوثائق التي عرضها موقع ويكيليكس والتي تضمنت ملفات دول عديدة كافغانستان والعراق ودول اخرى ..

 والمتتبعين للأحداث السياسية من القراء وعامة الناس سوف لن يستغربوا أو يندهشوا بما نشره هذا الموقع حول الملفات الخاصة بالشأن العراقي…… وبحسب أطلاعاتي على بعض الوثائق المهمة وذات الاهتمام الواسع في المواقع والنشرات والاخبار كملف العراق وافغانستان وفلسطين..بالحقيقة لم أرى اي شئ جديد في اغلب الملفات التي قرأتها… وابسط مثالين على ذلك ماتم نقله في الملف  المصور بالكاميرا فيديو حول مقتل صحفيين في بغداد بواسطة طائرة مروحية أمريكية ويظهر الشريط الحديث الذي دار بين قائد الطائرة وأحد المسؤولين في القاعدة العسكرية وكيفية تلقييه الأمر بالرمي الذي ادى الى مقتل صحفيين ومجموعة من الرجال الملتفين حولهم .حيث نلاحظ هنا انه كل ماقام به الناشر هو سرد هذا الخبر الذي دون على شكل ملف و للحدث بطريقة اكثر تفصيلية دون وجود لأي حدث او معلومات جديدة ، واعتقد بان اكثر القراء وحتى من غير القراء قد اطلع على هذا الخبرعبر وسائل الاعلام المسموعة والمرئيةاو المقروءة .

وليس بالشئ الغريب على العراقيين بانه حدثت الكثير من الانتهاكات من قبل الامريكان في العراق وبعضها شوهدت بالعين المجردة….. وهذا تحصيل حاصل لكل غزو او اجتياح عسكري لأي جيش في أي مكان او زمان.والمثال الاخر الذي هزَ في حينه الشارع العراقي والعالمي هو أستشهاد المطران بولص فرج رحو بعد خطفه من قبل الجماعات الارهابية المسلحة  والحدث في حينه بات معروفا للعراقيين عامة وللمسيحيين خاصة وتقريبا كل تفاصيل الحادث كان واضحا لديهم .

كل ماقام به الموقع هو اعاد سرد الحدث واضافة اسم الشخص الذي اعدم على اساس انه المتهم الاول في عملية قتل المطران..

 المتطلع والقارئ والعارف بدهاليز الاعلام والنشر والمواقع الالكترونية سوف يفهم لماذا قام موقع ويكليكيس بمجهود لفترة طويلة من لملمة تفاصيل الاحداث الساخنة على الساحة العالمية وخصوصا الشرق اوسطية ، والذي سهل لهم هذه المهمة وجود اطراف سياسية او جماعات مسلحة تعمل لحسابها في هذه الملفات والتي هي طرف في الصراع القائم بينها وبين الاطراف الاخرى لهزهزة الوضع السياسي داخل هذه الدولة أو تلك،  وبالتالي حصولها على مكاسب سياسية او معنوية على الاقل ..وبالتاكيد فان الموقع قد حصل على هذه المعلومات التي كانت قد نشرتها وتناقلتها وسائل الاعلام سابقا ، لكن هذه المرة قد حصل عليها من مصادر مقربة اي اطراف ذات الشأن بالموضوع من الاحزاب او التنظيمات المسلحة او الافراد  كما اسلفنا  بعد حصولهم على المال مقابل ذلك وتم سرد الحدث وتدويره على شكل ملفات حسب شهادة الجهة المتفق معها لنقل تفاصيل الحدث.

 المهم هنا ان الشعب العراقي يعلم بالانتهاكات التي حصلت من قبل الاميريكان او بعض  الاطراف السياسية منذ السقوط و بسبب الفوضى وانعدام الامن والقانون ، ونحمد الله بان الغمامة السوداء والنيات الخبيثة التي حيكت سواء من الداخل او الخارج لجعل العراق واحة ومستنقع للأرهاب والفوضى وتصفية حسابات كلها قد فشلت وبرغم كل شئ فأن العراق بدا يتعافى وخيوط الديمقراطية بدأت واضحة للعيان ، وايضا بدأت الكتل المتصارعة من أجل المناصب تفهم بان البقاء في النهاية سيكون للأفضل حتى وان اعتلت كتلة على حساب كتلة اخرى المناصب الاولى في الدولة في هذه المرحلة . الا ان السنيين القادمة ستكشف وتبين للعراقيين هل عمل هذا المسؤول لخدمة العراق وشعبه ام لا.. وحينها سيلفظ الشعب كل مسؤول طائفي او متطرف او انتهازي بحسب الدستور والقانون والديمقراطية التي تفرض بنودها على على كل فرد او مسؤول في الدولة  .

 اذن ماجاء به موقع ويكيليكس لم يكن بكل ملفاته يجدي نفعا او خيرا للعراق وشعبه واذ حصل اي انتهاك او اعتداء بحق المواطنيين العراقيين من قبل هذا المسؤول او ذاك في الفترة السابقة فان الأيام القادمة كم قلنا ستفصل الصالح من الطالح وحينها سيكون  الشعب والدستور والقانون هما  الحكم والرادع القوي .

 وبالتاكيد ايضا ان نعرف  بأن الموقع ومؤسسه جوليان اسانجي (الاسترالي) قد جنى الملايين من الدولارات لنشر هذه الملفات ومن جهات مستفيدة من النشر ، بالأضافة الى الدعاية والشهرة الكبيرة التي حصل عليها الموقع بعد النشر وايضا القنوات الفضائية والصحف لجلب المزيد من المشاهدين والقراء  وهذه كلها بالتأكيد سيكون لها مردودات مالية كبيرة للموقع بعد ذلك.

 hythamluka@yahoo.com.au

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *