وأخـيراً صار الكـلـدان في نـظـر النـوفـلي ( ماذا ) ؟

إنـتـظـرتُ بفارغ الصـبـر ردّ الأسـتاذ مسعـود هـرمـز النـوفـلي ، فإنه وإنْ كان الأخـير زمانه لكـنه أتى بما لم تسـتـطِعه الأوائل ، جاء بإخـتـراع جـديـد يفـيـد الآثاريّـين والمؤرخـين ويفـيـدنا جـميعاً وعـليه يستـحـق التـكـريم . فـنـحـن كـُـنا ( رايحـين بالغـلط ) ، إذن المسألة لم تـكـن إضـطـهاداً أربعـينياً ولا تسعـينياً ولا في زمن القـرن الرابع ولا العاشـر ، ولا مسيحـيّـين  ولا هـم يـحـزنـون ، وإنما كانـت تـشبـيهاً لِما حـدث في زمن نـبوخـذنـصّـر ، وإحـياءاً لذكـرى اليهـود المسبـيّـين وإلهـهـم يـهـوه ، وذكـرى شَـدْرَخ وميشَـخ وعـبدَ نـَغـو وسراويلهم والنار ، وفـرحانين بـدليل ( يـطـﮔــّون أصْـبُع ، ومَن يـدري ! ممكـن يـدَبّـﭽـون ) . وعـليه فإن الشاعـر الذي نـظــَّم القـصيـدة أخـطأ بكـلمة – سـيـف ، فـلم يكـن القـتل به بل كان حـرقاً بالنار –  فالقـضية هي قـضية أتــّون ونار ، فـكان عـليه أن يقـول (( نــْـﭙـَـق ﭙـوﮔـدانا دْ نـثـقــَـطــْـلون سـهـذيه كـينيه بْـيَـذ نــــــــورا )) بعـد أن أهـمل موضوع الإضطهاد بالسيف ووضـَعـَه عـلى الرف فـتـذكــَّـرَ سبي بابل لليـهـود ، وربـط هـذه بتـلك بحـبل متين وقـفـل ، أما المتـفـرجّـون فـيا عـيني عـليهم ، فـقـد كانـوا وثـنيّـين ونـحـن نائـمون لا نـعـرف . يقـول الأستاذ مسعـود النـوفـلي : ” لاحـظ يا أخي الأعـجاب خلاّهُم يدقـون الأصبعـتين وما أحلى التمثيل ، وهـو نوع من الأعـتراف والأقـرار بوجـود الله وقـوته الذي كان مرفوضاً عـندهم ويعـبدون بدلهُ الأوثان والأصنام !! ” . لم تـعـد الفـصحى مـجـدية للنـوفـلي إزاء إعـجاب الوثـنـيّـين ، مما جـعـله يغـيّـر الموجة إلى الكـتابة بالعامّية ، والأصبع الواحـد صار أصبعـتــَين ( وخـلاَهُم يـدقـون ) ، إذن من الآن فـصاعـداً حـينما نـتـعـجّـب بالله في الكـنيسة ( نـْد ﮒ أصبعـتين ، بـقــَتْ عـلينا ؟ ) . الوثـنـيّـون واثـقـون من أنّ إله اليـهـود الذي لا يُـرى سـيخـلــَّصُـهم من النار ولـذلك تـعـجّـبوا ، ولكـنهم بقـوا عـلى تشبُّـثِـهم بأصنامهم الصمّاء ، يا أخي مسـعـود مِن أين لك هـذا ؟ ومع مَن تـتـكـلــّم ؟ حـدّثْ العاقـل بما لا يُـعـقـل فإن صدَّق لا عـقـل له . إذا كانـت المسألة مسألة يـهـود وسَـبْـيــِهم ، ما الذي حـرق قـلب الشاعـر المسيحي في القـرن الرابع فـتـذكــَّـرَهم ؟ هـل تـرك الموضوع الرئيسي الذي يـنـدى له الجـبـين ويعـتـصر القـلب ألماً والدماء الزكـية تــُسـفـك من أجـل الإيمان بالمسيح وهـو يعـيش الحـدث و المشـهـد ، فـتـذكــَّـرَ أحـفاد قـتــَـلة المسيح ، واليهـود المسبـيّـين قـبل زمن طـويل وطـويل فتـألــّمَ لهـم ؟ يا مسـعـود : أنـتَ وين وطـنـبورة وين ؟ وشـكـراً لك فـقـد أفـحَـمْـتــَـنا بتـفـسير الضمير المتـصل ( هـون : بأنه يفـيـد الجـمع ، وتسألنا هـل تـمّ تـوضيح القـصـد أم لا ؟ ) ، شـكـراً لك مرة أخـرى فـقـد كـنا نـعـتـبـر ( هـون = هُـنا ، باللهـجة اللبنانية أو السورية !! ) .  
عـزيـزي مسـعـود ، أجـب عـن أسـئـلتي التالية :
أين صورة غـلاف الكـتاب الذي تـرجـمه المرحـوم الأب يوحـنان ﭽـولاغ ؟
أين ترجـمة ( ﭙارق لــْهـون ) ؟ هـل هي ((بْـخـيليه ح كــْديشيل ِ موثا )) ؟ إرجـع إلى التـرجـمة المزعـومة في كـتابـكَ ولا تـتـرجـمها لي الآن ، إنـتـبه !! .
أين طارت كـلمة ( رَب ) ، وأين تـرجـمتها ؟ لا تـتـرجـمها لي الآن بل أرنـيها في التـرجـمة المزعـومة ؟
إذا كانـت كـلمة كـلـدان تـعـني وثـنيّـين فـلماذا جـماعـتـك يقـولون أنهم سَـحَـرة ؟ وإذا كانـوا سَـحَـرة فـلماذا لم تــُـتــَـرجَـم – خـَـرّاشـيه – ؟
حاول أنْ تــُـرنــِّم النـشـيـد مع كـلمة ( كـلـذايـيه أو خـَـرّاشـيه ، وليس حَـنـﭙـيه ) ما الذي سـتـلاحـظه من حـيث التـوازن الموسـيـقي ، هـذا إذا كانـت لـديك أذن موسيـقـية !! .
كـما سألتُ أسـئـلة أخـرى وحـضرتــُك لم تـجـبني عـليها وهي :
أين كان الآشوريّـون في تـلك المناسبة المؤلمة ؟
هـل كانـوا قـريـبـين يـتـفـرّجـون بإستـشفاء عـلى مذبحة شـهـداء المسيح ، أم كانـوا عـلى بُـعـد غائـبـين عـن المشـهـد ولا يـدرون ماذا يـجـري في الساحة ؟
أم عَـرفـوا بالأمـر ولم يكـتـرثـوا له عـلى إعـتـبار أنّ الأمـر لا يخـصّـهم ؟
أم كانـوا مخـتـفـين في الكـهـوف ؟
إذا كان الكـلـدان شعـبَـكم كما تـدّعـون ، هـل ذكـَرتم يوماً عـظمة الكـلـدان عَـبر التأريخ في كـتاباتـكم ؟
إذا كان أبناء الكلـدان إخـوانكم كما تـتـظاهـرون هـل كـتبتم يوماً عـن إنجازات الكـلـدانيّـين عَـبر الزمن في مقالاتكم ؟ هـل أعـطى قـلمكم من نـفـسِه قـليلاً ليـخــُط َّ عـلوم الكـلـدان قـبل آلاف من السنين في مناسباتـكم ؟
هـل ذكـَرتـُم يوماً مِن أين أتى أبونا إبراهـيم ، مَن هـو حمورابي ، ما هـو أسد بابل ، ما هي العاصمة بابل ، بوّابة عـشتار ، مَن هـو نبوخـذنـصّر ؟ ما هـو النظام الزمني الستيني ؟ ما هي القـيثارة ؟ مَن إبتـكر العـجـلة ؟ ماذا كانـت مادة البناء في مدينة بابل التي آثارها باقـية إلى اليوم ؟
السيد نـوفـلي :
هـل عـنـدك مشـكـلة مع الكـلـدان ؟
إذا كانـوا موجـودين أم لا ، ماذا يعـنيك مِن أمرهم ؟
هـل سـيـزداد راتـبك أو يـرتـفـع منصبك بإلغاء الكـلـدان ؟
هـل طـلب منـك أحـد أن تـصبح كـلـدانياً ؟
هـل ليس نـومك هـنيئاً الآن ، ولكـن إذا ألغـيَـتْ كـلمة الكـلـدان من القاموس سوف تـنام هـنيئاً مرتاح البال ؟
أكـرّر ، أجـب عـن هـذه الأسـئـلة ولا تـتـهـرّب ، هـل فـهـمتـني الآن أم لا ؟
إن لم تــُجــِبْ عـلى هـذه الأسـئـلة ، فـمن الأفـضل أن لا تـرُدّ عـلى هـذا المقال .
ومع ألف سـلامة

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *