هناك علاقة بين يونادم كنا وإعدام طارق عزيز ?

هل هناك علاقة بين يونادم كنا وإعدام طارق عزيز
نزار ملاخا / ناشط قومي كلداني

أكره شيئين وهما : ـــ
تسمية ممثل للمسيحيين في مجلس الحكم أو مجلس النواب أو المحافل الرسمية العراقية بسبب عنصرية هذه التسمية .
وأكره تسميتنا بالمسيحيين في مواقع الدولة الرسمية بسبب شعورنا بأنها تمييز ديني ، وأحب تسميتنا بالكلدان أو السريان أو الآشوريين ، وكل يعتز بتسميته،
السؤال الذي يشغل بالي دائماً : ــ لماذا يرفض الكردي أو يحلو له تسميته بالكردي ( تسمية قومية ) لكي يتميز عن التركماني والعربي مع العلم أنهم جميعاً مسلمين ، ولماذا نحن الكلدان أو السريان أو الآشوريين يميزوننا عن المكونات القومية العراقية ويطلقون علينا التسمية الدينية ؟ أطلب من كل سياسي عراقي يدعي أنه مثقف وأنه فعلا سياسي وأنه قائد أن يميز ما بين التسميتين الدينية والقومية ، فإن كان هناك تجمعاً للمسلمين من الأفضل أن يكون بالمقابل تجمعا دينياً آخر يطلق عليه المسيحيين ن وإن حضر العرب في محفلٍ ما فمن الأفضل أن يدعوأ إخوتهم الكلدان إلى ذلك، وإن حضر الأكراد عرساً فأتمنى أن تكون الدعوة موجهة لللآشوري والسرياني والكلداني ، لا أن تكون موجهة للمسيحي ، لكي نشعر بأننا ابتعدنا عن البودقة الدينية في التعاملات الوطنية ، فلا علاقة للوطن بالدين، كما لا علاقة للقومية بالدين ، وكل ما يأتي خلاف ذلك هراء،كانت هذ مقدمة للدخول إلى صلب الموضوع .
بالأمس القريب كان طارق عزيز يدعى بالسيد أو يلقب بالأستاذ، وكان الكثيرين من رجال الدولة الحاليين لا يجرؤون أن يذكروا طارق عزيز هكذا أو حتى الوصول إليه، وكانت الكثير من دول العالم ومن صحف دولية تسمي السيد طارق عزيز ب ( باني سياسة العراق الخارجية ) وتلقبه ب ( هيكل السياسية العراقية ) وغيرها من الأفاظ الطنانة والألقاب الرنانة ، ولكن من منطلق لكل زمانٍ دولة ورجال ،وسقط نظام الحكم في العراق وبسقوطه سقطت هيبة العراق الدولية وسقط العراق متمثلاً بكافة مؤسساته العسكرية والأمنية والأستخباراتية ومن جراء ذلك حل ما حل بالمسيحيين بشكل خاص وبالعراقيين بشكل عام من ظلم وتهجير وتشريد وخطف وأعتداء على شرف ، وتفجير كنائس وخطف كهنة وقتل أبرياء لم يقاوموا السلطة ولا الميليشيات ولا المتطرفين الدينيين، وآخرها خطف فتاة مسيحية من المعهد التقني وأسمها روبيلا عزيز ، وهذه الممارسات جميعها لم تكن موجودة في العراق قبل السقوط أي قبل عام 2003 ،
اليوم وبعد التغيير الذي قاده الأمريكان في العراق ينشدون فيه الديمقراطية والحرية حسب زعمهم ، أنهار العراق وسقطت ابوابه وأصبح مسرحاً للجريمة المنظمة تنتقم منه الدول خير أنتقام، ويتناوب على سرقته لصوص أذكياء، يدخل فيه ويخرج منه كل من هب ودب من دون رقيب أو حسيب، نقول بعد هذا التغيير الذي لم يكن الأستاذ يونادم كنا سبباً في حدوثه لا من قريب ولا من بعيد، فمعروف أن السيد كنا وحرسه وقوته نقطة في بحر قياساً إلى قوة الأمريكان التي أحتلت العراق تساندها قوات دولية أخرى .
ولكن لماذا يطالب السيد يونادم كنا بإعدام طارق عزيز ؟؟؟
هناك جملة أمور يجب ربطها مع بعضها للوصول إلى قناعة بذلك : ـــ
1 – نعم نقول أن طارق عزيز كان مسيحياً شئنا أم ابينا وهذه هي حقيقة معروفة وثابتة ولا تحتاج إلى دليل أو برهان، ولكن مدى تقرب طارق عزيز إلى ربّه ودينه وكنائسه فهذه مسألة نسبية تعتمد على شخصية وغيمان الشخص نفسه، وليس طارق عزيز استثناءاً بل هناك الملايين من المسيحيين لم يشاهدوا وجه كاهن أو يتحدثوا إليه أو يدخلوا كنيسة لعدة عشرات من السنين ، فهل نحكم من موقعنا الشخصي على أن جميع هؤلاء البشر ليسوا مسيحيين ؟ ومن يشتري حكمنا هذا بفلس واحد ؟
2 – سواء كان طارق عزيز كلدانياً او لم يكن ، فسبب صعوده في سلم السلطة وتبوؤه مناصب كبيرة فيها لم يكن من خلال ترشيح الكلدان له، او لكونه نائب عن المنطقة الكلدانية ، كلا مطلقاً ، فصعوده كان بسبب أنتماؤه للحزب ونضاله من أجل ذلك الحزب، كذلك كان الشهيد توما توماس ، وغيره من السياسيين الأممين الذين لا يعترفون اساساً بالتمايز القومي أو الطبقي ، فهل نعيب على الشهيد توما ونسأله ماذا فعل لقوميته ؟ إذن ما هو موقفه وموقعه في الحزب الشيوعي الذي ناضل من أجله ودفع ثمناً باهضاً جداً سواء من الناحية المادية أو المعيشية أو حتى تقديم أولاده شهداء من أجل هذا المبدأ الذي آمن به وناضل من أجله ، فهل نسأل الشهيد توما ماذا فعل للمسيحيين ؟ أو ما هي إنجازاته للكلدان ؟ سؤال غريب جداً لا معنى له .
3- لم يكن طارق عزيز وزير الإعلام العراقي الوحيد في عهد صدام ، ولكنه كان المسيحي الوحيد في عهد صدام وصل إلى قيادة الحزب والدولة، لقد كان السيد محمد سعيد الصحاف وزيراً للإعلام قبل أحتلال الأمريكان للعراق، ولكنه لم يُعامل مثلما عومل طارق عزيز، فمحمد سعيد الصحاف كان وزيرا للثقافة واإعلام وقد نقل بطائرة خاصة إلى الإمارات يرافقه مذيع إماراتي ومنحت له الجنسية وكذلك عائلته، وكل ذلك والصحاف معزز مكرّم، لم يمسه سوء، ولم يجرؤا أحد على أن يذكره مطلقاً، ما الذي تغير في الموقف؟
ألم يكن الصحاف جزءاً من النظام العراقي والبعثي السابق ؟ حاله كحال طارق عزيز لا بل أقوى . ألم يكن الصحاف في السلطة عند حدوث المقابر الجماعيةوالضربة الكيمياوية وإعدام التجار وقضية بلد وقمع الشيعة وأضطهاد الأكراد ؟ الم يكن عضواً في قيادة البعث القطرية وعضو مجلس قيادة الثورة ؟ أليس الآن حراً طليقاً يعيش مع أسرته يذهب للطبيب وقت ما يشاء ويأكل وينام حسب رغبته بدون حرس ولا سجان ولا سجن ولا تهديد أو موت بطئ ؟ لماذا لم يطالب السيد يونادم كنا بإعدامه ؟ ولماذا لم يقل عنه بأن يديه ملوثة بدماء العراقيين ؟ ولماذا لا يقول السيد كنا بأن الصحاف جزء من النظام العراقي السابق ؟ ولماذا لا يدعوا إلى محاكمته وسجنه والمطالبة بإنزال أقصى العقوبات بهن ولماذا لا يطالب الإمارات العربية المتحدة بتسليمه للسلطة العراقية لينال محاكمة عادلة ؟ لماذا ؟؟؟؟ أتعرفون لماذا ؟ لأنه ليس كلداني وليس مسيحي ، لذلك لا يجرؤ أحد أن يذكره بسوء .
لنترك السيد الصحاف ينعم بمعيشته في الإمارات والسيد عزيز يتنعم في سجنه ويموت موته البطئ وننتقل إلى الدكتور ناجي صبري الحديثي ، ألم يكن وزير خارجية العراق خلفاً للسيد طارق عزيز ؟ ألم يكن عضوا في قيادة حزب العراق وجزء من السلطة العراقية ؟ الم يهرب من العراق ويلتجئ في إحدى الدول العربية ، وبنفس القياس الذي تقيسون به لطارق عزيز نقول لماذا هؤلاء الناس يتم تبرئتهم مع العلم أن موقفهم في السلطة العراقية آنذاك كان أقوى من موقف طارق عزيز نسبة إلى الصفة العشائرية والدينية والمذهبية التي كانوا يتمتعون بها ، لماذا لم يتمكن السيد يونادم كنا من توجيه أصابع الأتهام لهم بينما وجّهها لطارق عزيز؟
طارق عزيز يبلغ الآن الرابعة والسبعين من العمر وسواء أُعدم أم أطلق سراحه فهو لم يعد قادراً على فعل أي شئ ولم يعد ينفع أحداً بشئ وحتى المعلومات والأسرار التي كانت بذهنه فإن ايم السجن ذهبت بها ، وما عاد يتذكر أو يذكر شيئاً ، وهذا حسب ما قاله المحامي ، فهو يعاني من أمراض متعددة ومختلفة وكثيرة ،
ليس لدي أكثر مما قاله بعض الأخوة الكتاب في هذا المضمار ، ولكنني أقول للسيد يونادك كنا هناك الكثير من الآثوريين كانوا أعضاء قيادة فرقة وشعبه في الحزب ، لماذا لا تطالب بتقديمهم للعدالة العراقية ؟
تذكر القول ” وإيديك إن طالت فلا تغترر بهما ,,,,, فإن يد الزمان منهن أطول
سيدي الأستاذ يونادك كنا ، تعلمنا من السياسة مثلاً يقول : لو دامت لغيرك لما وصلت إليك .
وهنيئاً بالمطالبة بإعدام طارق عزيز ، فبإعدامه سيتحول العراق من دولة تحت ظل الإرهاب والأستعمار إلى دولة تقدمية ديمقراطية ليس فيها خطف ولا قاتل ولا مقتول ولا من يدعي بالعراق دولة إسلامية ، ولا من يقول ” ما زالت الموصل تحت سلطة الدولة الإسلامية ” ولا فيها أمراء ولا خطف فتيات مسيحيات وتفجير كنائس وقتل كهنة وتهديد مسيحيين وتهجيرهم، وإلا لماذا دعوة المسيحيين إلى كردستان لينعوا بالأمن والأمان ؟؟؟؟
‏الجمعة‏، 17‏ كانون الأول‏، 2010

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *