هل لبّى المؤتمر الكلداني طموحات الكلدان ؟

” إرضاء الناس غاية لا تُدرك ”

مما لا شك فيه أن اي تجمع أو أتفاق على مبادئ معينة هو بحد ذاته مكسب كبير  ، ومجرد التفكير في عقد مؤتمر، اي مؤتمر كان هو مسؤولية كبيرة ، فما بالك لو كان التفكير بالمؤتمر على مستوى أمة ؟ كيف يمكن أن يكون حال كل الإخوة الذين ساهموا في التفكير في عقد المؤتمر الكلداني العام ، أية مسؤولية وقعت على عاتقهم ؟ كيف ناموا ليلتهم أو كل ليلة ؟ كيف كانت أعصابهم ؟ هل تنرفزوا ؟ هل فقدوا السيطرة على أعصابهم في لحظةٍ ما ؟ هل أستفز أحدهم ؟ هل فقد أحدهم أعصابه وترك الإجتماع  ؟ هل أنسحب أحدهم ؟ وماذا كانت الحالة في مثل هذه التصرفات ؟ وهل هي حالة صحية أعتيادية ؟ هل تعرض أحدهم لضغوطات نفسية نتيجة التفكير بعقد المؤتمر وكيف سيكون الحال ؟ وهل سيتم تلبية الدعوة أم لا ؟ وكيف سيكون حجم المشاركات ؟ مَنْ سيحضر ومَن سيغيب ، ومن سيكون ضدنا ؟ ما هي الأقلام التي سوف يشحذها اصحابها للكتابة ضد عقد المؤتمر  ؟وهل عرف الجميع بمثل هذه الضغوطات ؟ أسئلة كثيرة وأكثر من كثيرة دارت ببالي وأنا أفكر بحالة الإخوان الذين تعاهدوا على التضحية بكل شئ في سبيل عقد المؤتمر أو على الأقل مناقشة فكرة عقد المؤتمر .
ذكرنا في مقالٍ سابق ن أنه عند وصولنا إلى سان دييگو ، شاهدنا الموقف عن كَثَب، هناك حالة غير أعتيادية ، فالكل منشغل، الكل يعمل ، ألتقينا سيادة المطران مار سرهد يوسب جمو الذي كان يودع أحدهم ليستقبل الآخر ، يناقش هذا ويوجه ذاك ويستمع إلى الأخ ألاخر ، ويستقبل الأخ القادم من بلاد بعيدة، يصغي لي،ومن ثم يأخذ وقتاً قليلاً ليؤدي واجباً دينياً معيناً، بعدها يعود لنتحاور حول جملة نقاط، يبارك ويسند كل فعل أو عمل يؤدي إلى لم الشمل . نترك سيادته منشغلاً بأمور كثيرة ومتعددة ، وعلى هذا الحال نشاهد الأب نوئيل الراهب ، الذي كان يتنقل كنحلة بين الغرف ، يتابع بعض أعمال ونشاطات المركز الثقافي ، تجولنا معه في أروقة المركز الثقافي الكلداني ، التقينا من خلاله بالأخ نصرت دمان


 والأخت نوال الكاتب وكان لقاءاً حاراً ، أخذنا إلى ستوديو تلفزيون كلدو ، وإلى موقع كلدايا دوت نت، وتعرفنا على طبيعة عمل الموقع والجنود المجهولين الذين يديمون الموقع ،
 

 
نعود لنقول ” ان إرضاء الناس غاية لا تدرك ” فهل أن هذا التجمع الذي أطلقنا عليه ” المؤتمر الكلداني العام ” أرضى جميع الكلدان في كل أنحاء المعمورة ؟ بالتأكيد لا ، ولا يمكن لأي مؤتمر مهما كان حجم الدعم ونوع التسهيلات أن يلبي طموحات جميع الكلدان، فالكلدان أكبر من أن يحتويهم مؤتمر واحد أو أول مؤتمر ، وبما أنه لا يمكن لأي عمل أن يكون متكاملاً من أول خطوة ، هكذا كان مؤتمرنا ، أو لنقُل بأن مؤتمرنا ليس بشاذ عن هذه النظرية ، فهو حاله كحال بقية المؤتمرات ، يمكن أن يتطور بالمؤتمر الثاني ، ويزيد من حجم المشاركة ، ولكننا لا ننسى بأن المؤتمر كان نقلة نوعية في مسيرة النضال الكلدانية ، ولا بد أن يكون الركيزة الأساسية للمؤتمرات القادمة ، ولا بد أن توضع المقررات والتوصيات التي أتى بها المؤتمر موضع الدراسة والبحث والتنفيذ، وعلى منظمات شعبنا الكلداني ، والتي لم يسعفها الحظ وأن شاركت في أعمال المؤتمر أن تدرس بجدية تلك القرارات والتوصيات وتعلن رأيها بصراحة ووضوح، وأن تشارك في تشكيلة المحليات التي سوف تؤسّس لديمومة العمل النضالي الكلداني على جميع الأصعدة وفي كل الدول التي يتواجد فيها الكلدان .
المؤتمر الكلداني العام حقق نجاحاً باهراً ، فعلى الأقل تمكن المؤتمر من جذب نظر القيادة الأمريكية والتي تبين من حجم المشاركة الفعلية في المؤتمر وحضورهم جلسة المؤتمر واللقاء المسائي مع المؤتمرين وإصغائهم وإجابتهم على أسئلة الإخوة المؤتمرين ، تم لفت نظر القيادة الأمريكية إلى أنم هناك شعباً تاريخياً أصيلاً في العراق أسمه الشعب الكلداني ، وهو شريحة كبيرة في المجتمع العراقي ، وإن هذا الشعب مغيّب ومظلوم ومُحارب ، ومُحجّم على الأقل من قبل الأمريكان أنفسهم بدليل إبعادهم عن المشاركة الجادة والفاعلة في التمثيل القومي في البرلمان أو برلمان الأقليم .
لقد نجح المؤتمر الكلداني العام ، وأحد اسباب نجاحاته المتعددة هو الأستجابة السريعة من قبل المنظمات القومية الكلدانية المشاركة في المؤتمر، إلى جانب كل شخصية قومية كلدانية أستجابت للدعوة متحملة نفقات السفر وغيرها .
ولكن هل يحق للبعض أن يضع المؤتمر الكلداني على طاولة التشريح ؟
أقولها بملئ الفم كلا وألف كلا ، لأن المؤتمر على الأقل أعاد ثقة المواطن الكلداني بقياداته ، تلك القيادات التي رفضت المساومة والمتاجرة بالأهداف القومية على حساب المصلحة الشخصية ، نعم وبنفس المنطق، ومن نفس المفهوم تم ابعاد بعض من تلك التنظيمات التي جعلت من الأسم الكلداني تجارة يزيدون بها دولاراتهم وعلى حساب مبادئ أمتهم ، نعم نقول أنتهى زمن الخفاء، كما أنتهى زمن اللعب على الحبال ، ونحن اليوم في عصر المكاشفة وفي عصر سقوط الأقنعة، وسيشهد شعبنا الكلداني سقوط الكثير من الأقنعة والمقنعين وسينكشفون على حقيقتهم ، وحينذاك سيعرفون بأن المؤتمر الكلداني هو مؤتمر عصر النهضة الكلدانية ، وان المؤتمر الكلداني هو حجر الأساس لأي عمل تنظيمي يخدم أمتنا وشعبنا ويحقق أهدافهم ويلبي طموحاتهم .

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *