نُقسم المقسم!!! بقلم عصمت رجب

الكورد قومية لهم لغتهم وارضهم الخاصة بهم، كما لهم روابطهم الاجتماعية فيما بينهم ، وتعدادهم ربما يفوق تعداد احدى الدول العربية الكبيرة، لو جمعوا على ارضهم المقسمة بين اربعة دول ، تركيا والعراق وسوريا وايران، وتعتبر ارضهم مركز الشرق الاوسط ، ولم يسجل لها تكوين دولة قومية بعد إسدال الستار على الحرب العالمية الأولى وتفكك الامبراطورية العثمانية ، وقد تمخضت نتائج تلك الحرب على ولادة اكثر من دولة عربية، واليوم على الخارطة اكثر من عشرين دولة عربية الى جانب دولة قومية للاتراك وأخرى للفرس ( ايران )، لكن الكورد قسموا بمعاهدة خبيثة بين اربعة دول، وبدأت كل دولة من هذه الدول الاربعة بمحاولة تغيير هويتهم القومية وطمس معالمهم الى قومية ومعالم الاغلبية في الدولة التي نسبوا اليها، وبدأت ضدهم محاولات تغيير ديموغرافي وممارسات قتل وتهجير وابادات جماعية وانفال وغيرها لكنهم بقوا وتمسكوا بارضهم وهويتهم ولغتهم ، وكان الكورد الشعب الاكثر مظلومية من بين الشعوب التي تجاورهم منذ نهاية الحرب العالمية الاولى الى اليوم ، مع وجود انفتاح شبه رسمي لهم منذ تسعينيات القرن الماضي في كوردستان الجنوبية والتي استطاعت بمساعدة التحالف الدولي الذي تشكل ضد نظام صدام بعد اجتياحه الكويت ، ان تضع لكوردستان الجنوبية حدود ادارية على شكل اقليم داخل العراق والذي كان بادارتين واحدة في مدينة السليمانية والاخرى في اربيل مع حدوث مشاكل داخلية بين الادارتين ، تم حلها بعد عقد اتفاقية استراتيجية بين الحزبين الحاكمين انذاك وتم توحيد الادارة الى ادارة واحدة ادت الى تطور ملحوظ في جميع المجالات  بالاقليم على عكس مايجاوره من شعوب .

لكن في الاونة الاخيرة بدأنا نسمع من قبل بعض الماجورين من الذين لايريدون الخير لكوردستان وشعبها ، نعيق من نوع اخر يطالب ويطبل لأقليم داخل كوردستان (وتقسيم المقسم)!!! ضاربا عرض الحائط كل الانجازات والمكاسب التي تحققت خلال السنوات الماضية ويعيد علينا مآسي تسعينيات القرن الماضي وتفتيت البيت الكوردي وتقسيمه، ربما خدمة لأجندات خارجية لاتريد الخير لكوردستان .

فهل يقف الشعب مكتوف الأيدي وهو يرى ضياع تجربته التاريخية والتي ناضل من اجلها على مدى عقود ووصل الى ما وصل اليه اليوم، والتي كان ثمنها غالياً دفعه الشعب الكوردي برمته في مدنه السليمانية وأربيل ودهوك وكركوك وحلبجة ومدنه الأخرى وقصباته وبلداته وقراه على امتداد كوردستان وقدم الالاف المؤلفة من الشهداء، وهل يقبل الشعب ان تذهب تلك التضحيات الجسيمة ادراج الرياح من اجل حفنة من المنتفعين تبحث عن مصالحها.

وقد قال السيد الرئيس مسعود بارزاني كلام بهذا الخصوص:  من العجيب ان يظهر اشخاص يتحدثون عن اعادة الادارتين في اقليم كوردستان في حين ان فرصة ذهبية سنحت للكورد للصعود نحو القمة وانا متاكد ان هذا الامر مردود عليهم من قبل شعب كوردستان.

وقد اكد السيد الرئيس بان من لايرغب بادارة موحدة فليبحث عن مكان يعيش فيه خارج كوردستان.

بقلم عصمت رجب

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *