نهضة الكلدان أنتصار للآشوريين والسريان / بقلم د. نوري بركة

ونحن على أبواب عرس كلداني جديد في ديترويت، المدينة التي نفتخر بكونها اكبر تجمع كلداني خارج العراق، لابد ان نحي الجهود التي يقوم بها الاخوة في المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد في التحضير لهذا العرس الذي نتمنى ان يكون من اجمل اعراس النهضة الكلدانية.

بهذه المناسبة اود ان اؤكد لأبناء شعبنا الآشوري والسرياني اننا نتمنى لو كانوا معنا جميعا حاضرين ومشاركين مشاركة فعالة في هذا العرس لدعم مسيرة النهضة الكلدانية. فنحن نعتبر أن نهضة الكلدان هي أنتصارآ للآشوريين والسريان.. وأي تفكير او توجه غير ذلك لا يصب في مصلحة شعبنا. يجب ان يعلم الجميع ان الرهان على الغاء الدور الكلداني هو رهان خاسر للأسباب التالية:

1. الكلدان موجودون على ارض الواقع وليس هناك قوة يمكن ان تلغي هذا الوجود. وهم لايحتاجون الى دراسات علمية ولا الى متخصصين لاثبات وجودهم . فبغض النظر عن التاريخ والجغرافية وبغض النظر عن كل ما قيل وما يقال من ان اسم الكلدان وضع قبل 500 عام، فهناك حقيقة واحدة يجب ان يعرفها الجميع ان الكلدان موجودون ولن يذهبوا كما الامريكان موجودون ولن يذهبوا. فالشعب الامريكي لم يكن موجودا قبل 500 سنة. ولكنه اليوم يعتبر من أرقى شعوب العالم ولا احد يستطيع او يسترجي ان يقول ان هذا الشعب غير موجود .

2. هناك حقائق ثابتة وبالارقام من ان عدد الكلدان الذين يصرحون بانهم كلدان يتجاوز ال 300,000 في الولايات المتحدة الامريكية، وبعدد مقارب له او اكثر في بقية أنحاء العالم، هذا ماعدا الموجودين في العراق. هؤلاء كلهم يقرون ويفتخرون بكلدانيتهم ويعلمون اولادهم ان يفتخروا بكلدانيتهم، واليوم اكثر من البارحة وغدا اكثر من اليوم. ولا توجد هناك قوة في الارض تستطيع ان تشتريهم او تلغي اسمهم او تعطيهم اسمآ اخر. فمن يعتقد ان الكلداني الذي يعيش في سان دييكو او ديترويت او غيرها من الاماكن يمكن ان يتحول بقدرة قادر الى آشوري، هو واهم ويعيش في الخيال.

3. هناك المئات من المؤسسات الكلدانية الاجتماعية والثقافية والخيرية والرياضية المنتشرة في جميع أنحاء العالم كلها تعمل بأسم الكلدان ولها دور مساند واساسي للحفاظ على الهوية الكلدانية وزرع روح الحب والتعاون بين ابناء شعبنا وألحفاظ عليهم. يدير هذه المؤسسات نشطاء كلدان يتبرعون بوقتهم ومالهم للقيام بهدف نبيل لخدمة ابناء شعبهم. لا احد يستطيع ان يثني هؤلاء من القيام بدورهم وليس هناك قوة في الارض قادرة ان تلغي أسمهم او تعطيهم إسمآ اخر.

4. هناك العشرات من الكنائس الكلدانية المنتشرة في جميع أنحاء العالم تعلم أبناءها الطقس الكلداني واللغة الكلدانية والثقافة الكلدانية وتحفزهم على الاهتمام بهذا الارث العظيم الذي يضيف نكهة خاصة لإيمانهم المسيحي الكاثوليكي وهويتهم الكلدانية. يدير هذه الكنائس مطارنة وقساوسة وراهبات وشمامسة وأخويات ومتطوعين كلدان، لا يمكن باي حال من الأحوال الغاء إسمهم وإرثهم التاريخي.

5. كل من يراهن على نظرية القومية الواحدة تحت شعار “كلنا آشوريون وإن لم ننتم”. عليه ان يراجع نفسه ويأخذ بنظر الاعتبار ان مسيرة النهضة القومية الكلدانية مستمرة وسوف لن تتوقف وطالما هناك مؤسسات آشورية تراهن على إسقاط الهوية الكلدانية، في المقابل سوف يكون هناك مؤسسات كلدانية تعمل على اسقاط النظرية الآشورية المتعصبة وبالنتيجة سوف نقضي بقية عمرنا في هذا الصراع العقيم بدلا من ان نوحد جهودنا للدفاع عن حقوقنا.

6. ليس هناك من مخرج سوى العمل المشترك والتنسيق بين مختلف الفعاليات الكلدانية والآشورية والسريانية لكي ينهض الجميع وينجحوا في اداء دورهم للحفاظ على الهوية البتنهرينية. الخطوة الاولى يجب ان تبدأ بتثبيت كافة تسميات شعبنا في الدستور وكما نعتز بها. فالاسم الذي تم فرضه في دستور اقليم كردستان لا يمثل اسم لشعب وانما يمكن ان يكون اسم لمؤسسات تعمل في خدمة ابناء شعبنا الكلداني والآشوري والسرياني بنزاهة وشفافية وحب واحترام للجميع، وليس بالمراوغة وباجندات تخدم ذوي المصالح الخاصة.

في الختام.. النهضة الكلدانية هي نهضة للارتقاء بمكون أساسي من مكونات شعبنا ليكون سندا قويا وداعما لأخيه السرياني والآشوري. أنتصار ونجاح رواد النهضة الكلدانية بمسيرتهم هو أنتصار ونجاح لجميع مكونات أبناء شعبنا.

د. نوري بركة

 

 

 

 

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *