نهج البارزاني الخالد والاخوة العربية الكوردية / بقلم عصمت رجب

ربما نستطيع ان نصف نموذج العلاقة الثنائية الراسخة بين المكون العربي والكوردي في مدينة الموصل بأنه استراتيجي على مدار العقود الماضية فهذا ليس شأنا من قبيل المبالغة، وعندما نصفها بأنها علاقة أخوية فهذا ليس تعبيرا مسكونا بالعواطف، لان هذه العلاقة شهدت الكثير من الروافد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتي جعلتها اشد تماسكا مع مرور السنوات، بل انها تزداد قوة وثباتا في أوقات الازمات والتحديات وكما كان يطلق عليها البارزاني الخالد الاخوة العربية الكوردية ولم يقول يوما العلاقة بين العرب والكورد .

الكل يعلم بأن كوردستان هي الأكثر دعما للاقتصاد والاستقرار في الموصل، وأن عمق الاخوة العربية الكوردية في الموصل لا يقتصر فقط على القيادات السياسية بل أيضا على الشعب العربي في الموصل والذي ينظر إلى كوردستان كعمق استراتيجي كبير له ، كما يراه ايضا مكانا آمنا للاستثمار والتعاون ويؤمن بقدرة اقليم كوردستان على البناء والتنمية في الموصل اذا استقرت الاوضاع في المحافظة انشاء الله .

بعد عودة قائمة نينوى المتاخية الى احضان مجلس محافظة نينوى واسترجاع العلاقات الاخوية مع المحافظة بشخص محافظها السيد اثيل النجيفي وضعت مصلحة كوردستان والموصل على رأس سلم الأولويات السياسية والاقتصادية وعملوا معا على التنسيق لتجاوز كافة العقبات التي قد تعترض تطور المحافظة، ولو كان القسم المعارض من اعضاء مجلس المحافظة، متعاونين لأقرار المشاريع التي ترسلها محافظة نينوى بالاتفاق مع الاقليم لكان وضع الموصل مختلفا كليا عن ما هو حاليا وتتمكن المحافظة من تجاوز التحديات، ولتميزت محافظة نينوى بالتكامل على الصعيد السياسي والاقتصادي حيث السعي المشترك لتجاوز التحديات التي تواجهها المحافظة من خلال استخدام القيم والإمكانات البشرية والاقتصادية الموجودة لدى الاقليم والمحافظة على حد سواء . وقد اكدنا مرارا وفي اكثر من محفل ولقاء ، بأن ما تقدمه كوردستان للمحافظة “يأتي في إطار الواجب”، “فالمصير المشترك هو الفيصل في روابط الأخوة ” واليوم نعيد القول بأن الأسس الحقيقية للعلاقة الاخوية بين الاقليم ومحافظة نينوى تأتي من خلال ان ما يؤثر فيكم يؤثر بنا، لذلك تأتي مواقفنا استجابة لهذه الرؤية الثابتة”

في الختام إن هذا العمق الاستراتيجي الذي يوفره اقليم كوردستان ومن خلال دعمه المستمر سواء عن طريق المساعدات المالية للمناطق المتنازع عليها او تقديم الخدمات ومحاولة تعزيز حركة الاستثمار يساعد في نهوض المحافظة ويعتبر النموذج الأهم للعلاقة بين المحافظة والاقليم في المنطقة والتي نأمل أن يتم تتويجها بعد الانتخابات القادمة لمجلس محافظة نينوى بكل ما تحمله تلك النقلة النوعية من تعزيز للعمل المشترك والتكامل ما بين الثروات الاقتصادية والبشرية وتقوية الموارد المشتركة انشاء الله .

والله من وراء القصد

بقلم عصمت رجب

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *