نــداء قـومـي مخلـص /  بقلــم ابلحــد افــرام

 

                           

أيها الإخوة الأعزاء أبعث إليكم وإلى كل من تجري في عروقه دماء كلدانية نقية وإلى من يعتز بقوميته الكلدانية نداءً قوميا متمنيا أن يكون له وقعا لدى كل من يطلع عليه فيعطيه أذنا صاغية ويصبح حافزا قويا لديه للعمل وزخما للكفاح من أجل وجوده وهويته الكلدانية ، فينتفض من مكانه وينظر حواليه بعيون شاخصة ليرى ما يحدث في محيطه في الشأن الكلداني ، ويفكر في مستقبل العمل القومي الكلداني بعمق وبجدية تامة ويقدر ما ستؤول إليه الأمور في المستقبل القريب بشأن مصير الكلدان . هذه الأمة العريقة التي على كل أصيل من أبنائها الإعتزاز والإفتخار بها، والعمل من أجل حماية وجودها وإعادة أمجادها ، وأي تريث أو تراجع تلكؤفي العمل من قبل الأصلاء من أبنائها لا يخدم مصلحتها . هنا لا أقصد بالعمل الكتابة التقليدية والتراشق بالكلمات والطعن بهذا وذاك كما في السابق وإنما العمل الفعلي من أجل قضيتنا . ومن يعرف حقيقة الكلدان بحق سيعرف منجزات هذه الأمة ، العلمية والسياسية والإدارية والإجتماعية والتاريخية فيمجدها ويفتخر بها . لننظر الى أبناء الأمم المحيطة بنا والتي لم يكن لها تاريخا في عمق العصور ولا منجزات مبينة على مر الدهور، كيف يفتخرون بأمتهم وبوجودها ويحاولون الإعلاء من شأن قومياتهم من خلال خلق تاريخ مصطنع لها وتنسيب منجزات الأمم الأخرى إليها ويضحون بالدم والمال والحياة من أجلها  أما الكلدان فهم أمة عريقة وقديمة قدم تاريخ بلاد النهرين وليست بدعة أو إختراع من قبل البابا أوجيانوس الرابع في عام 1445 كما يعتقد بعض السذجة وجهلة التاريخ ، وهنا نكتفي بصلاة الشهداء التي كتبها ماروثا الميافرقيني في القرن الرابع الميلادي الموجودة في كتاب الحوذرا للصلوات الطقسية لدحض إدعاءات الجهلة حول تسمية الشعب المسيحي التابع للكنيسة المشرقية ، ومن يريد أن يعرف الكلدان عليه مطالعة صفحات التاريخ لكبار المؤرخين المستقلين وليس الشوفينيين ، عليه أن يقرأ كتاب ( علوم الكلدانيين ) لماركريت روثن الذي حرف الأب الدكتور يوسف حبي رحمه الله عنوانه لدى ترجمته له إلى ( علوم البابليين ) وعندما إنتقدته على ذلك قال لي ( إنما فعلت ذلك لأن تسمية البابليين هي الأشمل حسب إعتقادي )،وليقرأ كتابَي (التنبيه والإشراف )و(مروج الذهب ) لإبن المسعودي وحكمة الكلدانيين للدكتور حسن فاضل ومؤلفات الدكتورة حياة إبراهيم المختصة في تاريخ الكلدان وعشرات المصادر غيرها ، ليقرأ تاريخ الأكديين والأموريين والآراميين والآشوريين ليعرف حقيقة إنتمائهم العرقي، وما التسميات التي نُعِتوا بها سوى تسميات موقعية جغرافية كسكنة المناطق المرتفعة أو الغربية أو دينية كما بالنسبة للآشوريين ، وليعرف إلى أية أمة ينتسب النبط والصابئة المندائيين والأرمان، وليعرف لماذا وصف الإمبراطور سرجون الأكدي مؤسس أول إمبراطورية في تاريخ بلاد النهرين إمبراطوريته بإمبراطورية الكلدان العظيمة ، ليعرف من صنع أول بطارية جافة في التاريخ ، ومن إخترع الساعة الرملية والساعة الشمسية ، ليعرف من أسس علم الفلك والعلوم الهندسية ومن رسم أول خارطة للعالم تشمل القارات الخمسة المهمة ، وولكي يعرف من قسم الزمن إلى سنين فأشهرفأسابيع فأيام ومن ثم قسم الأيام إلى ساعات والساعات الى دقائق فثواني بدقة متناهية لا تختلف عن دقة الزمن الحالي إلا بنسبة واحد من العشرة آلاف من الثانية ، وليعرف بأن الكلدان كانوا أحد الشعوب السبعة التي إنبثقت منها بقية الشعوب وفق إستنتاجات علماء الإجتماع في السابق ومن يقرأ التاريخ العام وتاريخ الكنيسة سيعرف بأنه لم يبق هناك مسيحيون عرب قطعا حيث أسلموا، ومن لم يسلم قتل ولدي مصادر عديدة تثبت ذلك. فهل أيها الإخوة أمة كهذه تُترَكُ طي النسيان وتحت رحمة الزمن وكيد الخونة والعملاء ؟ ألا تستحق منا العمل الجاد من أجل بقائها حية شامخة بين الأمم ؟ ألا تستحق أن يبذل أحفادها الأصلاء ما في وسعهم للنهوض بها وإعادتها إلى سابق أمجادها بدلا من تناسيها ؟ وهل يليق بالأصيل أن ينسى أصله؟ وحاشا للأصيل من الكلدان فعل ذلك ،لأن من نكر أصله لا أصل له . كيف لنا فعل ذلك ونحن احفاد أفخر الأصول البشرية ؟ألم يكن أبونا إبراهيم أبو الأنبياء والرسل من صلب الكلدان ؟. أيها الأعزاء إنني أوجه إليكم هذا النداء لتواصلوا المسيرة وفق نهج جديد وأسس نتفق عليها ، فالشجرة التي زرعت قبل ربع قرن من الزمن يجب أن تُسقى وتُخدم لأن زارعيها سيأتي يوم وهنهم ومن ثم إنطفاء شمعة حياتهم لا محال ، فهذه سنة الحياة وليس من المنطق أن يربط مصير العمل القومي ونهاية الأمة بنهاية العاملين الأوائل ، لذا علينا أن نعمل ما حُيينا ونُرَسِخ وجودنا الكلداني ونحافظ على هويتنا القومية وتسليمها الى الجيل الذي يلينا أمانة في أعناقه . فما يُخلد الإنسان هو عمله وفعله ونتاجه ومنجزاته ، وليس الجاه والمال والملك التي يتركها . والأيام المقبلة حابلة بالمفاجأة قد لا تكون سارة بالنسبة لنا ونحن في هذا السبات العميق . الحياة لا تنحصر في الأكل والشرب والنوم والعمل من أجل الترفه فقط بل هناك أموراخرى في حياتنا لها أهمية كبرى علينا إيلائها الإهتمام اللازم ومنها الحفاظ  على أصلنا وهويتنا القومية والعمل الجاد للنهوض بأمتنا بعقلانية رشيدة بعيدا عن التطرف ، وبعكسه سينطبق علينا قول الشاعر الذي خانتني ذاكرتي في ذكر نصه لدى كتابة هذا النداء فأضطر لذكر معناه (مَثَلُ المرء الذي ينكر أصله كمثل لقيطٍ يفتش عن نسب ) . أيها الأفاضل ان الأيام تمضي سريعة والأنداد كثيرون ، بينما العاملون الحقيقيون من أجل القضية قليلون والعملاء بين صفوفنا من المحسوبين على الكلدان في تزايد بزيادة المغريات المادية والمعنوية ، وهم السباقون في حفر الرموس لأبناء أمتهم لا بل من أجل طمسها قبل أسيادهم . إن الزمن لا يسير في فلكنا إن بقينا على هذا الهوان والضعف ، علينا التحرك وتشخيص نقاط ضعفنا ومعالجتها مهما كلفنا الأمر،علينا أيضا أن نشخص العميل والخائن المحسوب على أمتنا والذي يعمل بيننا ونَبذِهِ ومقاطعته والإعلان عنه ، فمن لا يخجل من أصله ليس حَريا بنا أن نخجل منه ، في الوقت الذي نرى فيه وللأسف الشديد رئاسة كنيستنا التي تحمل تسميتنا القومية تقف بالضد من المسالة القومية والغالبية العظمى من السادة المطارنة الكرام ورؤساء الأبرشيات في هذه المرحلة لهم مواقف مناوئة تجاه القضية الكلدانية ويساهمون في إندثارها، حالهم حال الكثير من الكهنة الكتاب الذين حاولوا ويحاولون طمس كل ما هو كلداني من خلال كتاباتهم ويساهمون من خلال ذلك محو وجودنا وتسميتنا وتحريف الحقائق بخصوص الكلدان ، وموقف غبطة أبينا البطريك السامي الإحترام زاد هؤلاء زخما . ترى إذا كان لرؤساء كنيستنا الكاثوليكية الكلدانية مواقف كهذه والكثير من العلمانيين المحسوبين على الكلدان يجلسون في أحضان الأعداء ويخونون قوميتهم بدوافع مادية ومعنوية ، فما حاجتنا إلى الأعداء من خارج صفوفنا ؟ نحن أكدنا مرارا بأننا لا نريد زج رؤساء الكنيسة في ما نحن بصدده كما ولا نريدهم أن يتقدموا المسيرات ويحملوا الراية ، ولا أن يدخلوا الأحزاب ، إنما نريدهم فقط عدم الوقوف في طريقنا القومي ولا محاربة من يؤازرنا من الكنسيين ، وأن يغيروا نظرتهم إلى العاملين في الخط القومي وكأنهم يمارسون الإلحاد ، عليهم مساندتنا ولو جزئيا وليس بمستوى مساندة رؤساء الكنائس الأخرى للعاملين في المجال القومي الخاص بهم ويعتزون بقوميتهم إعتزازا كبيرا، في حين ينكر سادتنا لا بل يستنكفوا من حمل التسمية الكلدانية ذاتها ، وإن خلق مبررات غير صحيحة وبعيدة عن الواقع ووتنسيبها الى الأحبار العظام من أجل إتخاذ مواقف مناوئة للكلدان هي من الأمور المرفوضة وهي عكس توجيهات السدة الماربطرسية تماما وعكس ما يدعون به ، والتوجيهات الباباوية تركز على الكاثوليكية كعقيدة دينية اما تسميات الشعوب المتكثلكة العرقية فلم يمنعها أي من الأحبار العظام  حتى على المستوى الكنسي . إن مواقف كهذه إن إستمرت قد تنعكس سلبا على العاملين في الخط القومي من الكاثوليكية نفسها سيما وهناك كنائس جديدة وجهات تنهش في جسد الكاثوليكية في بلدنا والبلدان الأخرى وتستقطب المئات من شبابنا وشاباتنا ، وكان على الرؤساء الكنسيين أن يمدوا أياديهم للكلدان القوميين للتعاون معا حتى في هذا المجال وليس في المجال القومي فقط . عليه وتحت ظل هذه الظروف أعود لأقول : على الكلداني الأصيل المفتخر بقوميته أن يكون جريئا وقويا لمواجهة أنداد الكلدان من أية جبهة كانوا سيما الذين يرتكبون الخيانة بحق قوميتهم وهم يقبعون تحت ظل الراية الكلدانية ، هؤلاء الذين يبيعون أنفسهم ومبادئهم من أجل مكاسب مالية أو معنوية ، ومن يبيع قوميته من أجل ذلك يبيع كل القيم الأخرى التي يعتز بها الشرفاء . إن السكوت عن هؤلاء العملاء والخونة يعتبر ضعفا ، فأضعف الإيمان هو الإعلان عنهم ومقاطعتهم للحد من مؤازرة الآخرين لهم طالما تمادوا في غيهم ، لأنهم يبذلون ما في وسعهم نيابة عن أسيادهم لطمس الكلدانية وخلق العثرات في طريق العاملين في المجال القومي . ألم يوقع هؤلاء على طلب رُفِع إلى البرلمان العراقي لحذف التسمية القومية الكلدانية وتثبيت التسمية القوسقزحية القطارية مكانها والتي تخالف التاريخ والمنطق والحقيقة ؟. أيها الأعزاء إن الكفاح من أجل قضية لا طعم أو لذة له إذا لم تكن هناك تضحيات وعقبات في الطريق كما وإنه لا يتحقق دون عمل جاد ، والتراجع بسبب وجود العثرات ليس شيمة المكافحين وحملة الراية، فعلينا المواصلة وعندما يجد الآخرون قوتنا وكثرتنا وحماسنا وإندفاعنا سوف يغيروا مواقفهم تجاهنا لا محال ، وما أنجز لحد الآن من المنجزات في المجال القومي رغم محدوديته لم يأت بسهولة ولا في يوم أو يومين ، لذا فلا خيار أمامنا إن كنا نعتبر أنفسنا مخلصين لقوميتنا إلا مواصلة المسيرة ودعم العاملين الصادقين في هذا المجال سيما في الوطن بكل الوسائل ليتمكنوا من إداء الدور المطلوب منهم والمسنود إليهم ورفدهم بكل مقومات العمل . على القومي الكلداني أن يكون سراجا منيرا في موقعه ينشر الثقافة القومية والهدف من التمسك بالكلدانية والفائدة منها والضرر الذي سيلحق بنا في حال إندثار تسميتنا القومية . بعد مرور ربع قرن من العمل القومي ،علينا أن نجدد روح العمل ونهجه ونضع الخطط اللازمة لإنجاحه ونساند القائمين عليه وليس الطعن فيهم ، ومن يطعن من المحسوبين على الكلدان بالعاملين المخلصين عليه أن ينزل إلى ساحة العمل ويمارس دوره بالفعل إن كان كلدانيا بحق بدلا من توجيه الإنتقادات اللاذعة والطعن عبر وسائل الأنترنيت فحتى الضعفاء والأنداد يمكنهم فعل ذلك . وأؤكد ثانية بأنه ليس من الممكن أن ننجح في مسعانا دون تقديم التضحيات المختلفة ، وعلى الإخوة في بلدان المهجر أن ينسقوا مع العاملين في الداخل وفق سياقات يتم الإتفاق عليها ، وعليهم القبول بالعمل كلجان وفروع لوحدة موحدة النهج والفكر للعمل القومي بعيدا عن القروية والعشائرية تجنبا من التشتت والإنقسام الهـدام الـذي لطالما عانينا منه في الفترات السابقة ، علينا سد الثغرات وردم الفجوات والتكاتف تحت الراية الكلدانية لكي لا يستغل الأعداء أية فجوة أو ثغرة لإختراق صفوفنا . والكلمة الأخيرة التي أود التأكيد عليها أيها الأعزاء وهي حقيقة لا يمكن لأحد أن ينكرها (نحن الكلدان لو كان لدينا شيئا من الإندفاع للعمل القومي وتمتعنا بالشعور القومي ولوكان لنا الإستعداد ولو جزئيا للتضحية في هذا المجال لحققنا ما نصبو إليه بسهولة ، فعلى سبيل المثال لو قدم كل كلداني نصف دولار تبرعا للعمل القومي ولو كان لنا الحس القومي لتحملنا جهد التوجه الى مراكز الإقتراع للإدلاء بأصواتنا للقائمة الكلدانية التي نختارها وعندئذ لما فازت اية قائمة أخرى حتى لو تعددت القوائم الكلدانية ، ولكن أبنا أمتنا بسبب ضعف المشاعر القومية مع شديد الأسف ولامبالاتهم في هذا المجال دعاهم إلى عدم تكليف انفسهم بذلك إلا قلة قليلة لا توازي نسبة واحد من كل خمسة آلاف ناخب وهؤلاء أيضا إنقسموا في التصويت بين القوائم فكانت النتائج سلبية ، بينما كانت نسبة المشاركين من اخوتنا الآخرين في الوطن 100% وفي الخارج قرابة 70% إلا في البلدان البعيدة عن المراكز الإنتخابية . وليكن معلوما لدينا  فوز كلداني مخلص في الإنتخابات لا يعني فوزه كشخص ، بل يعني فوز قوميتنا ويكون وراء الفوز البرلماني مكاسب أخرى كمناصب وزارية ودبلوماسية وإدارية ومكاسب إضافية من شأنها تذليل مشاكلنا . لا شك أن ضعف الإندفاع من عامة الكلدان يؤدي الى إنهيار عزيمة العاملين في الداخل مهما كانت شدة عزمهم. كما وأطلب من ابناء أمتنا المهتمين في الشأن السياسي في بلدان المهجرالإنخراط في الأحزاب الكبيرة في البلدان التي هاجروا إليها وبذل الجهود اللازمة لتقدمهم فيها والترشيح إلى المجالس المحلية والفدرالية فيها وعندئذ ستكون هناك ظهيرة قوية في الخارج للكلدان في الوطن الأم كما يفعل الآخرون . إن دعم العاملين في الوطن ومساندتهم له أهميته فهناك الدستور الذي يضمن وجودنا القومي ويصون هويتنا ، وهناك الجذر الذي يغذي شجرة وجودنا مهما بلغ العدد . فالعمل في الستورات أو إمتلاكها ومحطات الوقود والمطاعم ولم الأموال في الخارج لا يجدينا نفعا على الصعيد القومي وإنما على الصعيد الفردي إذا لم نستغل تلك القدرات من أجل الصالح القومي العام ولو جزئيا ، ونحن هنا لسنا ضد الكفاح والعمل من أجل توفير متطلبات الحياة، بل نشجع أبنا أمتنا للعمل الجاد والمثابرة في هذا المجال ايضا لأن ذلك يعطي ديمومة البقاء ويبعد أبناء أمتنا عن المآسي والمعاناة والمشاكل ولكن المقصود هو إعطاء كل جانب من الحياة حقه . وأخيرا أرجو من الإخوة الأعزاء بعد الإطلاع على ما ورد أعلاه من طروحات وأفكار تقديم المزيد من مقترحاتهم وأفكارهم لبلورتها من أجل تبنيها لبلوغ المرام المنشود ودمتم بألف خير

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *