نعم التأشورعار…وشكراً لزوعا

          

هل نَظل ندور في حلقة مفرغة مع المتأشورين من أبناء الكلدان؟والى متى ذلك وقد تسائل عميدهم هل التأشورعار؟، ونحن نقول له بملء الفم نعم نعم إن التأشورعار وشنار يا أخي لكل من يتجه بإتجاهه كالإستعراب والتكريد والتفريس وغيرها من إنتحال قوميات الغير وإن كانت مسيحية!،ولنفرق بين الآشورية والتأشور،فالأولى تسمية إرتضتها القبائل التيارية في تركيا بعد أن دغدغ مشاعرها القس البريطاني ويكرام الثعلب الداهية بإيجاد وطن لهم على أنقاض الإمبراطورية العثمانية(الرجل المريض) وهو بالحقيقة يريد ضرب الخاصرة الجنوبية لتلك الدولة من الداخل وتأليب رعاياها من التياريين عليها لإشتراك قوات بلاده(بريطانيا العظمى آنذاك) في الحرب العالمية الأولى ضد العثمانيين، وهذا خيارهم وهم إرتضَّوا به حيث كانت لهم مرجعياتهم الدينية والدنيوية ممثلة بالباطريارك شمعون رحمه الله.                   

   أما المتأشورون.. فأمرهم عجيب غريب كما قال أحد الإخوة،فأنتم من آباء كلدان وأمهات كلدانيات أباً عن جْدْ الى الجْد الأخير،تولدون كلداناً وتتقبلون سر العماد كلدانياً ويتقبل أبنائكم التناول الأول كلدانياً وتتزوجون كلدانياً ثم بعد عمر طويل  وحسب مشيئة الله وعند الوفاة يصلى عليكم كلدانياً ايضاً وتقبرون (بَعيدٌ البَلاءْ) بمقابر الكلدان ثم تقولون أنكم متأشورون!،بالله عليكم هل هذا منطق سليم  ومتوازن؟.

   أليس هذا تنصلاً من ارثكم وتأريخكم؟،اليس هذا إنكاراً ومسخاً لهويتكم؟،اليس هذا إزدواجاً في المفاهيم والقيم لديكم وتشويه صورتكم أمام أنفسكم أولاً ثم أمام عوائلكم وابناء شعبكم؟،ألا تؤرق هذه الحالة الشاذة عواطفكم ومشاعركم أبداً؟،طبعاً إذا تناسى المرء نفسه وتنكر لأصله وقوميته فالمشاعر والأحاسيس تكون حينها في إجازة مفتوحة لضياع البوصلة وإتجاهاتها…

ويحدثنا السيد المسيح…(فَمَاذْا يَنْتَفِع الإنْسْانْ لَوْ رَبِحَ العْالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ).                               

 ثم تتدعون أنكم أمة واحدة،حسناً ماهو أسم هذه الأمة؟،وتقولون انكم قومية واحدة،وحسناً أخرى ماهوأسم قوميتكم العتيدة الجديدة؟،لماذا اللف والدوران على انفسكم وعلى أبناء شعبنا؟.وأين مصداقيتكم أيها الإخوة؟.

  ونأتي الآن الى الزوعا(الحركة الديمقراطية الآشورية) ونعيد تساؤلنا المطروح في مقال سابق عن النظام الداخلي لحركتكم (زوعا) وما هي أهدافها

 ومن أجل أي شيء تناضل؟،لنصفق لكم بأيادينا إذا كانت أهداف حركتكم وطنية عراقية حقيقية!.ونصر على معرفة نظامكم الداخلي وإعلانه على الملأ لأن النظام الداخلي لكل حزب أو حركة هو جوهر وجودها ومحرك أفكارها،هل نحن نطلب المستحيل أم هو حق يجب على شعبنا الإطلاع عليه؟،ثم سنتناقش بعدها معكم بكل طروحات وأفكار حركتكم.

   ماذا إستفاد شعبنا من الزوعا وهي في الحكم والبرلمان منذ أكثر من سبع سنوات وماذا قدمت لشعبنا المسيحي المضطهد من (أخوانه) في المواطنة وانتم تمثلوننا حسب زعمكم في الحكومة المركزية وبرلمانها وفي حكومة إقليم كوردستان وبرلمانها ايضا؟؟.                                      

   نعم شكراً لزوعا فإن نصف الشعب المسيحي مُهجر من أرض آبائه وأجداده والنصف الآخر بين مطرقة الإرهاب والقتل والتفجير والتهجير وبين سندان البطالة وقطع الأرزاق والاعناق!.

  نعم شكراً لزوعا فلم يقتل لحد الآن إلا أسقفاً كلدانياً واحداً وذبح وقتل ثلاثة كهنة وستة شمامسة وبضع مئات من الشعب الاعزل المسالم!.

   نعم شكراً لزوعا فالكنائس التي فجرت في الموصل وبغداد هي كنائس في بلاد بعيدة في الهند والسند ومجاهل أفريقيا لايهمكم أمرها!.

  نعم شكراً لزوعا فمقراتكم في الموصل بحماية النجيفي أما الشعب هناك فمصيره معروض في سوق النخاسة بين أنياب الذئاب البشرية!.

   نعم شكراً لزوعا وشبابنا الجامعي لايستطيع الوصول الى كلياته ومعاهده في الموصل الحدباء،بل تُفجر مركباته ويستشهد بعضه ويجرح ويُعَوَق ويُرَوَعْ من بقيَّ منهم على قيد الحياة!.

   شكراً لزوعا ولاتمثيل يُذكرللمسيحيين في الجيش العراقي الجديد أو في القوى الأمنية الأخرى!.

     شكراً لزوعا ولقناتها قناة آشور! التي تُروِج لبعض الأفكار الإسلامية الجنوبية وبرامجها شاهدة حية على ذلك!.

     هذه بعض مكاسب ونضالات زوعا بلا حسد وهي تقود بعض المتأشورين الى مجاهل لايُعرف مداها، أما النضال الذي قامت به في ثمانينات القرن الماضي وتقديمها لأربعة شهداء أعدمهم الطاغية مع تقديرنا ومحبتنا لكل شهداء العراق إلا أن شهداء زوعا الشباب ذهبوا مع الأسف ضحية للأفكارالحالمة السابقة دون النظر الى الواقع المرير المُحاصِر لكل الفئات العْرقية العراقية بدأً من الشيعة في الجنوب رغم تفوقهم العددي الساحق الى الأكراد في الشمال رغم كثرتهم النسبية وتحصنهم في الجبال المنيعة فكيف ستكون قسوة النظام على بعض عشرات من الآثوريين؟!.

   لقد تنبهت الكنيسة الكلدانية وأعيان الكلدان ووجهائهم منذ القدم للمعادلة المُختلة بعقلانية حكيمة فنحن(الكلدان) رغم اكثريتنا المسيحية إلا أننا اقلية عرقية دينية صغيرة جداً(3% سابقاً) بالقياس الى عموم الشعب العراقي ذي الغالبية الإسلامية بكل أسمائها من عرب وكرد وتركمان فإذا كانت المواجهة مع الدولة بكل عنفوانها وجبروتها وقسوتها ووحشيتها في تعاملها مع أبنائها المتمردين من المسلمين فكيف سنتوقع تعاملها مع المتمردين المسيحيين؟!.

اليست حكمة بطاركة الكنيسة الكلدانية ووجهائها هي التي حفظت الشعب المسيحي في مختلف العهود وجنبته المحن وخاصةً منذ بداية الحكم الوطني في مطلع القرن الماضي، بينما نلاحظ أن التعصب والتزمت الآثوري وعدم إحتساب موازين القوى التي تميل بشكل رهيب الى الطرف الآخر ما هو إلا إنتحار جماعي يراد به تصفية الوجود المسيحي من أرض الآباء والأجداد سواءاً بحسن نية أم تعمداً!!.

إن مصير شعبنا المسيحي لايقبل التأويل ولا يقبل المغامرة ونحن نعيش في بحر طاغٍ إسلامي أصولي متطرف جداً يُفرِخْ إنشطارياً وأميبياً كل يوم بل كل ساعة مجاميع من المُهوسين بالقتل والذبح والتمرد والعصيان على القوانين الوضعية والطبيعية!.

   أبهذه السياسة الحكيمة جداً سَتقود الزوعا والمتأشورين  سفينة شعبنا المسيحي المتهالكة الممزقة صواريها الى بر الأمان؟!، أم بقراءة الوقائع على الأرض بكل تَروٍ وتعقل لحماية المتبقي من شعبنا الجريح؟.

 يكفي أن زوعا وضعت يدها في يَدْ المُحتل وأحدهم كان بريطانيا وكان ذلك خطأً قاتلاً يشابه الخطأ الذي إقترفه الآثوريين التياريين بتحالفهم مع البريطانيين ضد الدولة العثمانية كما أسلفنا أعلاه (لاحظ تكرار الإصرار على الخطأ مرتين الأولى في بداية القرن العشرين والثانية في بداية القرن الواحد والعشرين! هل هي صدفة بريئة أم إصرار على وضع الرؤوس في الرمال وعدم تقييم المسيرة الدموية المأساوية والإستفادة من الدروس المؤلمة السابقة؟!)…إن التأريخ يُعيد نفسه وشعبنا المسيحي وجزئه الأكبر من الكلدان يدفعون ثمناً غالياً جداً لنوايا الزوعا والمتأشورين وإن(التأريخ) لن يرحم الذين لايتعظون من أخطائهم الماضية خاصةً إذا كان مصير شعب برمته على كف عفريت بأيادي غير حكيمة وغير مسؤولة…                                              

                     مؤيد هيلو…1/9/2010  

                

You may also like...

1 Response

  1. اشور العراقي says:

    اخي الفاضل انت تعترف بنفسك ان تسمية الكلدان دينية وليست قومية من حيث سر الاعتراف واتقاليد الزواج المسيحية للكلدان وليس علي الطريقة البابلية بل المسحية اي الدينية كيف تثبت لي أنكم من بابل وجميع إخواننا الكلدان في سهل نينوي مع العلم نينوي هي عاصمة الامبراطورية الآشورية وانتم تقولون نحن من بابل بهذا تعترفون نحن. من احسن لكم واسكنكم في مناطقيه وأكرم لكم حتي بهذا لا تعترفون أنا لا يهمني كنت كلداني او هندي او آشوري فلكل حسب اعماله يدان جميع الشعوب الصغيرة تتوحد عندما تري الخطر قادم ما عدا نحن ما السبب ؟هل يستطيع مار دلي التنازل لأي حزب سياسي لكي يقود الكلدان للوحدة مع الجميع .اخي مار دلي اكثر ما يهمه الكرسي وان تكون عبد مطيع لا تسال بل نفذ وعلي الآشوريين ان حق يريد الوحدة تحييد تأثير الكنيسة المتمثلة بمار دنخا او مار إدي وجميع محبي الكراسي .اما بخصوص التياريين فهم ليسو بحاجة لتتكلم عنهم فهم لحد اليوم معرفون بشجاعتهم وحفظ كرامتهم .سؤالي اين القيادة الكلدانية السياسية المعترف بها من الكلدان لا يوجد / مار دلي فقط موجود انتم تعترفون بأنفسكم. أنكم مذهب وليس قومية 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *