نداء من المجلس القومي في الدانمارك

السيد رئيس أقليم كردستان الأستاذ مسعود البرزاني المحترم

السادة أعضاء قيادة وحكومة أقليم كردستان المحترمين

نداء من المجلس القومي الكلداني فرع الدنمارك

 

مما لا شك فيه أن الحركة الكردية خاضت نضالاً مريراً لعشرات السنين ، قدّمت خلال هذه المسيرة قوافل من الشهداء ، وتدمير المئات من القرى وتشتيت آلاف أخرى من أبنائها، واستشهاد ألاف أخرى وسُجِنَ مَنْ سُجِن وعُذِّبَ مَنْ عُذِّب وتشرد القسم الآخر وهُدمت دورهم، وتشتت شمل العوائل بعد أن كانت ساكنة آمنة، فمنهم مَن قضى نحبه ومنهم مَنْ ينتظر وما بدّلوا، بل بقوا أوفياء للمسيرة النضالية التي بدأها وقادها الرجال الأشداء من الكرد، كل ذلك وجذوة النضال لم تخمد ولم تنطفئ ، بل بقيت وهاّجة مشتعلة من أجل تحقيق الأهداف والمبادئ للأمة الكردية، هدفكم الأسمى تحقيق الحياة الحرة الكريمة ليس لكردستان فقط بل للعراق أجمع،

أيها الرجال الأشداء ، يا مَنْ خبرتم سوح النضال والقتال ، يا من شَحَّ عليكم الخبز والماء ، يا من افترشتم الأرض والتحفتم السماء ، كنتم ترون في النضال غاية أسمى من لقمة الخبز، لقد تعرض شعبكم للفناء، تحملتم جور الحكومات ، وظلم وأستبداد القادة ، وأنتقادات شعبكم وأبناء أمتكم، ولكنكم كنتم أصلب من الصخر، فأستمريتم في النضال ، ناديتم في ذلك الضمير الإنساني قبل العالمي، طرقتم أبواب الدول المساندة للسلام العالمي، صرختم بوجه الظلم والطغيان، عسى أن توجه دول العالم نظرها صوب مأساتكم، ويستمع الضمير الإنساني إلى معاناة شعبكم وأبناء أمتكم، ويرفع الحيف والظلم الذي لحقكم في بلدكم، فعشتم غرباء مهجرين في وطنكم،

إلى أن تغير الحال وعم الهدوء في الأحوال ، وسبحان مغير الأحوال ، بعد سنين عجاف طِوال، أصبحتم أنتم صاحب الأمر ، وصرتم أنتم مَن يناشدكم الشعب والمواطن إذا ما ضامه الضيم، أو ألمَّتْ به نائبة أو غُبِنَت حقوقه.

أيها القادة الكرام

هل كنتم ستوافقون لو طَلَبت منكم دول العالم أجمع بالتوحد مع العرب والتركمان على الأقل دينياً فكلكم مسلمين، هل كنتم توافقون على تسميتكم بالمسلمين لكي يمنحوا لكم حقوقكم ؟ ألف كلا

هل طالبوكم بذلك من أجل توحيد صيغة الخطاب أو من أجل أن يعرف العالم مع من يتكلم ؟ كلا كلا كلا ….

هل كنتم ستوافقون لو طلب منكم الضمير الإنساني وقِوى الأستكبار العالمي أن تبحثوا لكم عن أسمٍ قومي يوحدكم لكي يتمكنوا من منحكم جزءاً من حقوقكم ؟؟؟ كلا

ألم تتقاتلا فيما بينكم ( الحزبان الكرديان )  وأنتم الأكراد لا عرب بينكم ولا تركمان ولا غيرهم من الكلدان أو السريان، وسالت دماء كردية كثيرة، وأصبح العراق مقسماً إلى ثلاثة أقسام، حكومة في أربيل وحكومة في السليمانية وحكومة في بغداد ؟؟؟ لماذا تطالبوننا بالتوحد !!!!!

ألم يستمر القتال فيما بينكم إلى أن جاء اليوم الذي زالت فيه تلك الغيمة السوداء التي كانت تغطي كردستان أرضاً وسماء ؟وعاد الحب والوئام بين الجميع، وتم لم الشمل بعد طول فراق، وعاد الأخوة وتلاحَمَ الشعب مرة ثانية وما زال ، وأنتم ابناء الشعب الواحد والقومية الواحدة والدين الواحد .

إننا اليوم بأسم المجلس القومي الكلداني وجماهيره نناشدكم بأسم ذلك النضال الذي خضتموه، بأسم تلك الدماء التي سالت وروت أرض العراق سواء في كردستان أو في العراق كله، والتي تشهد لها كل ذرة تراب من أرض كردستان، إننا نناشدكم بأن يكون ميزانكم واحداً ، ترون الجميع في صفٍ واحدٍ، وإن حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل . نطالب سيادتكم أيها القادة بأن : ـــ

1 – تمنحوا الكلدان حقوقهم أسوةً بالعرب والتركمان والإيزيدية، وتعتبرونهم شركاء لكم في الأقليم ، فنحن نرفض تسميتنا بالتسمية الدينية، نحن كلدان وسريان وأرمن وآثوريين، الدين لله والوطن للجميع ، وما التسمية الدينية إلا لبث التفرقة والتناحر بين أبناء الشعب الواحد ، فالتسمية الدينية تسمية عامة لا تجمع شمل الأحبة، فما علاقتي كمسيحي مع المسيحي في اليابان أو في الهند؟ وما الذي يربطني به ؟ ما هي القواسم المشتركة التي نلتقي بها ؟ بينما المسلم العراقي تربطني به أكثر من رابطة، منها رابطة اللغة والوطن والمصالح المشتركة والعيش المشترك والمصير المشترك ووحدة التراب ووحدة التعايش اليومي ، ورابطة العمل وغيرها الكثير الكثير الذي لا يجب أن يغيب عن بالنا ، وكذلك بالنسبة للمسلم نفس المقياس يقاس .

في الوقت الذي خطت أكثر الدول المتقدمة خطوات كبيرة وكثيرة إلى الأمام في موضوع شطب حقل الديانة من الهويات الشخصية والأحوال المدنية وشهادات الجنسية وغير ذلك من الوثائق الرسمية في البلاد بما يرضي الله والعباد . وهناك في العراق اصوات تتعالى من أجل إلغاء حقل الديانة من جميع الأوراق والشهادات والوثائق الرسمية ، لكون الدين خيار شخصي لا يمكن أن يقاس عليه درجة إخلاص المواطن أو وفاءه أو مسألة بناء الوطن، فالوطن لا يبنيه المسلم السنّي فقط، ولا الكلداني المسيحي فقط، ولا الصابئي فقط ، بل بالتكاتف والتعاون والتآزر بين جميع فئات الشعب يمكن أن يُبنى الوطن، فالكثير من الكفاءات كانت من المسيحيين وأخرى مثلها من الصابئة وغيرها من المسلمين السنة أو الشيعة أو غيرهم لذلك نقول آن الأوان لكي نتجاوز هذه الشكليات، ونعتبرها من خصوصيات المواطن لا يجوز الخوض في ضمارها أو أعتبارها مق ياس المواطنة أو درجة قياس الكفاءة أو الإخلاص للوطن .

2 – نرفض رفضاً قاطعاً دمج أسمنا القومي مع أسماء قومية أخرى بحجة الدين الواحد، فكما أسلفنا ترفضون رفضاً قاطعا حقوقكم إن كانت تحت مسمى( العرب الكرد التركمان) كذلك نحن، عندما يأبى المناضل أمراً سيئاً له ، كذلك يجب عليه أن لا يلبسه لغيرهِ، أو أن يطالب به غيره أو يفرضه على غيره ، فالكلدان في غابر الأزمان وفي العراق بالذات وهذا هو موطنهم الأصلي كانوا أمبراطورية عظيمة ذات شأن حكمت هذه البلاد ردحاً من الزمان، بنت فيه حضارة وعلوم وتاريخ وتراث قل مثيله بين حضارات العالم، والمؤرخون الوطنيون يعتبرون حكم السلالة الكلدانية قبل الميلاد آخر حُكُم وطني حَكَم العراق ، وشواهد على ذلك كثيرة ومتعددة تذكرها المصادر التاريخية، وسيادتكم سيد العارفين،وأعْرَفُ مِنّا جميعا بمجريات التاريخ القديم لهذه المنطقة، وكيف أن الكلدان حقيقة تاريخية معروفة .

3 – يعتبر الكلدان القومية الأكبر في الأقليم بعد الأكراد، فهم أكثر عدداُ من التركمان واليزيدية والأرمن والصابئة والآثوريين ، لذلك يجب أن تخصص لهم مقاعد في برلمان الأقليم بحسب ما يوازي ثقلهم السكاني في الأقليم، كما نطالب أن يكون لهم تواجد حقيقي في مؤسسات الأقليم الأمنية والحكومية بما يوازي كثافتهم السكانية، وأن يتم أعتبارهم شركاء في الأقليم وليسوا بمواطنين من الدرجة الثانية ، كما ان الأكراد شركاء في الوطن العراقي .

4 – نتمنى أن يتم تعميم تسميتنا القومية ” الكلدانية ” وان لا يطالبنا القادة الكرد بدمج تسميتنا أو التخلي عنها أو البحث عن تسمية أخرى توحدنا مع الأرمن والسريان والآثوريينن فلكل تراثه وتاريخه وحضارته ووجوده، لا نلغي اياً منهم ولا نطالبهم بالأندماج معنا، فكما نحن لنا حقوقنا كذلك هم، لذلك نحن كلدان وسنبقى كلدان فقط ، إسوةً بالتركمان وغيرهم وذلك من منطق التأريخ المعبر عنه بفكر راق مستوعب لتاريخ هذه الأمة ، فأمم العالم تفتخر بتاريخ وأمجاد وأبتكارات الكلدان في مجال الطب والرياضيات والقانون الأجتماعي والهندسة والفلك حتى أطلقوا عليهم أصحاب العِلْمَ المُقَدس .

5 – نرفض التسمية القطارية الثلاثية المبتكرة الهجينة التي فرضها المستعمر، ونفذها نفر ضئيل مُنحوا المال والقوة والدعم والإسناد، ويريدون فرضها بالقوة على أبناء شعبنا الصامد الذي لا حول له ولا قوة سوى الأنصياع لرأي القوة الغاشمة ، وإلا قُطعت عنه الأرزاق، ولو أستمر لقطعوا الأعناق أيضاً .

كل كلداني شريف غيور يرفض هذه التسمية المصطنعة الذليلة ، ومن يوافق عليها فهو ليس من الكلدان، ولا تهمه مصلحة الكلدان وتاريخ الكلدان، فكم كان من الأكراد يعملون ضد المسار النضالي الكردي، ويداهنون الحكومة المركزية من أجل منصب زائل أو جاه وقتي أو حفنة مال ؟ فكذلك من الكلدان ، والكلدان ليسوا بحالة غريبة عن الأكراد ، فكل يبحث عما ينقصه، فمنهم من يبحث عن المال ومنهم عن الجاه والقوة والسلطة، والقليلين يبحثون عن أهداف أمتهم ويستمرون في المسيرة النضالية على أمل أن يروا ذلك اليوم الذي تتحقق فيه آمال وأهداف أمتهم التي ناضلوا من أجلها ، وقلة هم الذين يسيرون في مسيرة النضال التقدمية، هذه المسيرة الطويلة التي يتساقط منها هؤلاء النفعيون ، وسيادتكم الأعرف منا جميعا بمرارة طرق النضال وألام المسيرة وما تكلفه من ثمن باهض.

فهل يشهد الكلدان نهضتهم الجديدة على أيديكم وفي عهدكم وزمانكم ؟ نأمل ذلك .

نأمل أن تلقى رسالتنا هذه آذاناً صاغية من لدن سيادتكم ويتحقق ما نصبوا إليه نحن الكلدان ، ومن الله التوفيق .

 

نزار ملاخا/ ممثل المجلس القومي الكلداني / الدنمارك

‏الجمعة‏، 14‏ كانون الثاني‏، 2011

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *