نحو عاشوراء – نقي – يليق بنهضة الحسين الكبرى

 

 في كتابه – حضارة الأسلام – ذكر المستشرق الأمريكي من أصل ألماني- غوستاف غونيبام- بأن واقعة كربلاء ذات أهمية كونية,فلقد أثرت الصورة المحزنة لمقتل الحسين, الرجل النبيل الشجاع في المسلمين , تأثيراً لم تبلغه أية شخصية مسلمة أخرى.!! وأن الكتب المؤلفة في مقتل الحسين تعبر عن عواطف وأنفعالات طالما خبرتها بنفس العنف أجيال من الناس قبل ذلك بقرون عديدة.ومن كلمات الفقيه المجدد السيد محمد حسين فضل الله- كي لاتصبح عاشوراء مجرد زمن يتحرك فيه الجهاد , لابد أن يكون الجهاد الذي نمارسه بحجم فكر الأمام الحسين-عليه السلام-بحجم تطلعاته ووعيه لدوره وأخلاصه لربه وبحجم الأهداف الكبيره التي التي يستهدفها للحياة,كذلك لابد لنا أن نعيش في أنفسنا وفي حياتنا أجواء أولئك الشهداء, لابد أن نعيش هذه الروح المخلصة لله سبحانه,فكربلاء ليس فيها شئ للذات أو لفئة أو لأطار معين ,كربلاء كلها لله سبحانه وتعالى . كان النبي أبراهيم -عليه السلام -رائد مسيرة التوحيد الآلهي – أني وجهت للذي فطر السموات والأرض ….. الأنعام -79-,وهكذا توارث هذه المسيرة الخالدة النبي محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – ومن بعدة آل بيته الأبراروالصحابة الأخيار, فالأمام الحسين الذي نشأ في رعاية الرسول الكريم وفي حضن فاطمة الزهراء ونهل من علم والده أمير المؤمنين ,أختار الطريق الصحيح في أصلاح الأمة وتصدر المعارضه ضد الحكم الوراثي الأموي, وأننا كمسلمين أذ نستذكر أحداث نهضة الحسين الكبرى بالعمل والأجتهاد والتقوى وتحمل المسؤؤلية في أستلهام الدروس والأفكار وحمل رسالة التوحيد الآلهي وأتمام مسيرة الحسين العظيمة بطريق الأيمان الواضح والعاطفة الصادقة – قال الرسول محمد -ص– لاتمسهما النار أبداً, عين بكت من خشية الله , وعين باتت تحرس في سبيل الله — مع رفض الأفكار الدخيلة الخاطئة, والأبتعاد عن الفتن والأحقاد التي ينشرها أعداء الأسلام والأنسانية من المتشددين الوهابيين , وخاصة أستهداف أتباع نبي الرحمة من مذهب آل البيت -عليهم السلام- في العشرة الأولى من محرم..؟ يؤسفنا ماتسخره قنوات فضائية وعشرات المواقع الألكترونية والمنتديات من أتهامات وأكاذيب بدواعي تصيد الأخطاء بعيداً عن الأنصاف حيث نتابع بأهتمام ترديد الكلام القاسي الملئ بالأخطاء التأريخية والدينية ممزوجاً بالهجوم والسباب والتخوين والتكفير…..الخ ؟ قال تعالى — أن الله لايغيرما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم — صدق الله العظيم فالوهابية تتصدر قائمة الأفكار المنحرفة الضالة التي تدعو الى الفتنة والأقتتال والتشدد والعصبية وهم سبب مضاف لمآسي الأمة المليئة بالنكسات والخبايا والهزائم أنهم لايحترمون القواعد العامة للعلاقة مع الخالق ومع البشر الآخرين.!! وسبحانه من لايخلو من الأخطاء… لكن التكفير ودعم الأرهاب أسوء وأرذل الأخطاء بدع عاشوراء عن مجموعة الفتاوي لأبن تيمية – 25-165-166 كان مقتل الحسين يوم عاشوراء من شهر المحرم ,أنقسم الناس الى طائفتين ,طائفة تتخذ يوم عاشوراء يوم قاتم وحزن ونياحة وتظهر فيه شعار الجاهلية من لطم الخدود ,وشق الجيوب, والتعزي بعزاء الجاهلية وأنشاد قصائد للحزن ,ورواية الأخبار التي فيها كذب كثير , والصدق فيها ليس ألا تجديد الحزن والتعصب وأثارة الشحناء والحرب, وألقاء الفتن بين أهل الأسلام, والتوسل بذلك الى سب السابقين الأولين .؟ وشر هؤلاء وضررهم على أهل الأسلام ,وطائفة أخرى من الجهال تمذهبت بمذهب أهل السنة , قصدوا غيظ الطائفة الأولى , وقابلوا الفاسد بالفاسد ,والكذب بالكذب ,والبدعة بالبدعة , فوضعوا الأحاديث في فضائل عاشوراء والأحاديث في شعائر الفرح والسرور في عاشوراء –الموضوعات من الأحاديث المرفوعات 2-567 – والطائفتان مبتدعتان خارجتان عن السنة ,ونحن براء من الفريقين .!!! ولم يرد ذلك في أحاديث صحيحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يفعله الناس في يوم عاشوراء من الكحل والاغتسال والحناء والمصافحة وطبخ الحبوب وأظهار السرور وغير ذلك ….؟ ولم يرد عن الصحابة ولا أستحب ذلك أحد من أئمة المسلمين .!! ولا روى عن أهل الكتب المعتمدة في ذلك شيئاً ,ولايعرف شئ من هذه الأحاديث على عهد القرون الفاضله عن الفرح أيام عاشوراء. – مجموع الفتاوي-أبن تيمية-25-160-161 وحديث التوسعة على الأهل – من وسع على عياله وأهله يوم عاشوراء, أوسع عليه سائر سنته – قال فيه العلماء -أنه حديث واهي وضعيف – بل أنه أفتراء وكذب..؟ وأحتج -المعترضين – بأن مايفعله بعض الشيعة في عاشوراء من ضرب الصدور ولطم الخدود ,وضرب السلاسل على الأكتاف ,وشج الرؤؤس بالسيوف وأراقة الدماء محدث لا أصل له في الأسلام .؟- فأن هذه أمور منكرة نهى عنها النبي -ص- كما أنه لم يشرع لأمته أن تصنع شيئاً من ذلك أو قريبا منه, لموت عظيم , أو فقد شهيد مهما كان قدره ومنزلته , وقد أستشهد في حياته -ص- عدد من كبار أصحابه الذين حزن لفقدهم منهم الحمزة بن عبدالمطلب عم الرسول و زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبدالله بن رواحة ,فلم يفعل شيئاً مما يفعله هؤلاء, ولو كان خيراً لسبقنا اليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- وذكروا قولاً للنبي محمد -ص- عن أبن مسعود -رض– ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية — فهذه الأعمال المنكرة التي يعملها الشيعة في عاشوراء لا أصل لها في الأسلام ,لم يعملها النبي -ص- ولا أحد من أصحابة ,ولاعملها أحد من أصحابه لوفاته أو لوفاة غيره ,مع أن المصاب بمحمد النبي أعظم من موت الحسين -ع- وأن الأحتفال بهذا اليوم بدعة ,كما أن جعله قاتماً بدعة كذلك, ونكتفي بهذا القدر من – منهاج السنة-.؟ دعوة تفكروتدبر أننا أذ ندعو مراجع الشيعة الكرام الى منع وتحريم الطقوس العشوائية العبثية .!! التي يتصيد من خلالها الأخطاء أعداء الأنسانية و الأسلام وأعداء مذهب آل البيت وتكون محل أحراج أمام العقلاء من كافة البشر ومن مؤسسات حقوق الأنسان , وقد سبقني الكثير من المثقفين للتنبيه الى بشاعة مايرتكبه البعض -القليل- من أستخدام آلات التطبير أو أي أدوات جارحة في ما يسمى الزنجيل ,لماتشكله هذه الظواهر غير الطبيعية -رغم قلتها – ورفضها من العقلاء – من خطورة هذه الأفكار الوافدة من شعوب أخرى ولتأثيرها على سمعة العراق وتأريخه الأسلامي المجيد بعنوان -الحزن على الحسين – وبدلاً من ذلك أضفاء صفات محببة للنفوس في عاشوراء الحسين يفتخر بها عامة المسلمين تجسد الصدق والوفاء للدين ورفض الظلم والأنحراف بتجمعات يسودها التعاون والألفة والتماسك الأنساني تكون تخليداً رائعاً يليق برمز عظيم من رجال المنهج التوحيدي والتجديد الفكري في الأسلام………. لعل الله يرحمنا… وأترك لكم التبصر والتفكر والتأمل قال تعالى – ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط …….. النساء135 —————————————————————————– صادق الصافي-النرويج

 sadikalsafy@yahoo.com

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *