مُعَلَّقَةُ زَوْرَقِ الْهَوَى / الشاعر والروائي محسن عبد المعطي محمد عبد ربه
نادي بابل
-
بِمَسْرَحِ قَلْبِي قَدْ سَكَنْتِ حِيَالِيَهْ=وأنْتِ عَلَى الْأَوْتَارِ وَالْعُودِ حَامِيَةْ
-
تَرُودِينَ لَيْلَ الْحُبِّ فِي قَلْبِ خَانَتِي=وَتَسْتَشْرِفِينَ الْعِشْقَ مِنْ قَلْبِ شَادِيَةْ
-
وَتَأْتِينَ فِي عَامِي الْجَدِيدِ بِفَرْحَةٍ=وَتَمْشِينَ فِي الثَّوْبِ الْمُبَرْقَعِ هَانِيَةْ
-
أَطِلِّي عَلَى الْوَادِي بِفَرْحَةِ هَانِئٍ=وَهِلِّي عَلَى قَلْبِي بِأَحْضَانِ غَافِيَةْ
-
يَهِلُّ عَلَيْنَا الْعَامُ فِي فَصْلِ حُبِّنَا=بِأَفْرَاحِ عَامٍ بَعْدَهُ مُتَتَالِيَةْ
-
نَهِيمُ مَعَ الْعُشَّاقِ فِي ثَوْبِ حُبِّنَا=تُنَاجَى قُلُوبٌ وَالْبَشَائِِرُ مَاشِيَةْ
-
أَيَا عَامَنَا الْحَالِي وَدَاعاً نَزُفُّهُ=إِلَيْكَ سَعَتْ إِشْرَاقَةُ الصُّبْحِ زَاهِيَةْ
-
وَقَفْتُ عَلَى الْأَطْلَالِ أَبْكِي بِحُرْقَةٍ=وَجَاوَبَنِي طَلٌّ وَرَبْعٌ وَحَاشِيَةْ
-
أَيَا طَلَلاً بِاللَّهِ جَاوِبْ مَنَاحَتِي=وَمَحْزَنَتِي فَوْقَ الطُّلُولِ الْمُعَادِيَةْ
-
حَبِيبَةُ أَيَّامِي وَمِنْحَةُ خَاطِرِي=تُنَادِي بأَمْرِ اللَّهِ وَالرُّوحُ غَالِيَةْ
-
تُلَبِّي نِدَاءَ الْحُبِّ وَالْعِشْقِ وَالسَّنَا=وَتَصْدَحُ فِي فَصْلِ الرَّبِيعِ كَهَاوِيَةْ
-
أَيَا زَهْرَةَ الْأَلْغَازِ وَالْعِشْقِ وَالْهَوَى=تَعَالَيْ فَمَا فِي الْقَلْبِ عَوْنٌ لِعَادِيَةْ
-
وَمَا فِي جِبَالِ التِّينِ إِثْرٌ لِشوْكَةٍ=عَبَرْنَا مَدَى الْأَشْوَاكِ تَخْتَالُ جَانِيَةْ
-
عُيُونِي تُنَادِي الْقُدْسَ أَشْدُو بِدَوْحِهَا=وَقَلْبِي مَعَ الْأَبْطَالِ تَغْتَالُ طَاغِيَةْ
-
سَلَاماً بَنِي الْأَمْجَادِ رُوحِي فِدَاؤُكُمْ=تُطِيلُونَ بَثَّ الرُّعْبِ فِي قَلْبِ دَاهِيَةْ
-
وَمَا أَنَا بِالنَّائِي عَنِ الْقُدْسِ أَصْبَحَتْ=مَلَاذِي إِلَى الرَّحْمَنِ لِلْحَقِّ قَاضِيَةْ
-
نَمِيرُكِ يَسْقِي الْقَلْبَ أَحْلَى عُصَارَةٍ=مِنَ الْحُبِّ وَالْإِخْلَاصِ لِلنَّفْسِ شَافِيَةْ
-
وَمُزْنُكِ فِي كُلِّ اتِّجَاهٍ يَرُومُنِي=وَيَهْوَى وِصَالِي وَالْحَقِيقَةُ بَادِيَةْ
-
أُرِيدُ عُيُونَ الْوَرْدِ تُمْسِي خَرِيطَةً=لِمَعْبَدِنَا الْمَرْقُوبِ فِي كُلِّ نَاحِيَةْ
-
وَتَأْخُذُنَا أَحْزَانُنَا لِمَسَافَةٍ=يُوَلْوِلُ فِيهَا الْوَحْشُ فِي قَلْبِ سَاقِيَةْ
-
فَنُوحِي عَلَى الْإِنْسَانِ فِي كُلِّ دَوْحَةٍ=وَكُبِّي عَلَيْهِ الْجَازَ فِي كُلِّ قَافِيَةْ
-
وَلَا تَخْجَلِي إِنْ فَاتَكِ الْعُرْسُ بَعْدَمَا=تَكَهْرَبَ جَوْفُ النَّاسِ مِنْ فِعْلِ غَاوِيَةْ
-
طَغَى دَهْرُنَا وَاسْتَوَتْ شَطَحَاتُهُ=وَفَجَّعَنَا وَقْتَ الْغِنَاءِ لِرَاوِيَةْ
-
مِنَ الْيَاسَمِينِ الْعَذْبِ قَدْ فَاضَ عِطْرُهُ=كَمِسْكٍ وَأَطْيَابٍ يُقَابِلْنَ غَانِيَةْ
-
لَقَدْ ضَاقَتِ الدُّنْيَا بِتَدْبِيرِ أَهْلِهَا=وَلَمْ نَعْدِمِ الْأَوْغَادَ يَرْمُقْنَ رَانِيَةْ
-
رَحِيلٌ وَلُقْيَا فِي مَتَاهَاتِ عُمْرِنَا=وَشَوْقٌ لِأَحْبَابٍ تَمَطَّعْنَ عَالِيَهْ
-
وَتَأْخُذُنَا الْأَحْلَامُ وَالْحُبُّ وَالْهَوَى=إِلَى حَيْثُ نَرْسٌو أَخْتَلِي بِمَجَالِيَهْ
-
خَلِيْلَيَّ زَادَ الْحِمْلُ مَهْلاً فَخَلِّيَا =حُمُولِي وَأَسْفَارِي اسْتَوَتْ لِإِلَهِيَهْ
-
سَأَمْضِي عَلَى دَرْبِي وَحُبِّي مُصَطَّبٌ=وَأُغْنِيَةُ الْأَقْدَارِ تَعْلُو قُبَالِيَهْ
-
إِلَى جَنَّةِ الْعُشَّاقِ فِي فَصْلِ حُبِّهِمْ=يَهِمْنَ بِأَشْوَاقِ الْحَلَالِ لِمَالِيَهْ
-
فَلَا أَحَدٌ قَدْ هَامَ مِنْ فَرْطِ عِشْقِهِ=وَلَا أَحَدٌ قَدْ حَلَّ يَوْماً مَكَانِيَهْ
-
تُقَاتِلُنَا الْأَشْبَاحُ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ=وَنَمْشِي عَلَى النِّيرَانِ فِي الْقَحْطِ هَارِيَةْ
-
نُجَامِلُ فِي الدُّنْيَا وَقَدْ طَالَ لَيْلُنَا=وَلَا أَحَدٌ يَمْشِي عَلَى جُرْحِ رَابِيَةْ
-
وَنَمْشِي بِلَادَ اللَّهِ فِي قَلْبِ سَاجِرٍ=إِلَى الْعِشْقِ وَالْأَحْلَامِ فِي حِسِّ نَادِيَةْ
-
يُصِيبُ الْهَوَى قَلْبَ الْمُحِبِّ بِحُرْقَةٍ=وَيَهْوِي بِهِ فِي اللَّيْلِ عَمْداً بِهَاوِيَةْ
-
وَمَا لِأَمِيرِ الرَّكْبِ إِلَّا دُعَامَةٌ=يَحُطُّ بِهَا فِي الْقَلْبِ هَيْفَاءَ سَارِيَةْ
-
أُحِبُّكِ وَالْحُبُّ الشَّفِيفُ مُؤَذِّنٌ=يُنَادِي عِبَادَ اللَّهِ هِلٌّوا حَوَالِيَهْ
-
أُحِبُّكِ وَالْإِخْلَاصُ دِينِي وَمَذْهَبِي=وَلَوْ خَالَفَ الرَّكْبَ الْمُقَدَّسَ طَاغِيَةْ
-
أُحِبُّكِ يَا هَيْفَاءُ كَالْمَاءِ وَالْهَوَا=وَمَا كُنْتِ يَوْماً لِلْحَقِيقَةِ نَافِيَةْ
-
أُحِبُّكِ حُبَّ الْكَوْنِ يُزْهَى بِوَرْدَةٍ=وَأَطْيَابُهَا مَالَتْ عَلَى الْجُرْحِ آسِيَةْ
-
أُحِبُّكِ زَهْراً فِي رُبُوعِ حَيَاتِنَا=وَكِسْرَةَ خُبْزٍ فِي الْمَحَطَّةِ رَاسِيَةْ
-
أُحِبُّكِ فِي وَجْهِ الْجَلِيدِ وِسَادَةً=أَتَتْ لِخَرِيفِي وََمْضَةً مُتَنَاهِيَةْ
-
أُحِبُّكِ فِي الطُّوفَانِ رَمْزاً لِقَشَّةٍ=تُزِيلُ عَثَارِي فِي غَيَاهِبِ آلِيَهْ
-
مَشَاهِدُ حُزْنٍ فِي ضِيَاعٍ بِغُرْبَةٍ=تَوَسَّدَتِ الْأَحْجَارَ وَالرُّمْحَ عَارِيَةْ
-
مَرَارَةُ حُزْنٍ فِي اخْتِرَاقٍ مُبَرْمَجٍ=يَشُلُّ يَدَ الرُّبَّانِ وَالفُلْكُ لَاهِيَةْ
-
فِنَاءَاتُ حُزْنٍ قَدْ أَتَتْهَا بِمَكْرِهَا= ثَعَالِبُ مِنْ غَابِ الذِّئَاب الْمُرَابِيَةْ
-
أُحِبُّكِ تَخْتَالِينَ دَوْماً بِرِفْقَتِي=تَوَدِّينَ لَوْ يَأْتِي الْوِصَالُ طَوَاعِيَةْ
-
أُحِبُّكِ وَالتَّشْبِيبُ يَأْتِي مِنَ الْهَوَى=وَحُبُّ فِي شَرْعِ الْمُتَيَّمِ عَافِيَةْ
-
تَتُوقِينَ لِلُّقْيَا وَرَبِّي مُقَدِّرٌ=لِقَاءَ وَلِيفٍ وَالْحَنَاجِرُ صَاغِيَةْ
-
أُشَوَّقُ وَالْأَرْدَافُ تُوحِي لِمُقْلَتِي=فَتَرْتَجِفُ الْأَوْصَالُ بِالنَّبْضِ شَاهِيَةْ
-
أَأَلْقَاكِ يَا حُبِّي عَلَى زَوْرَقِ الْهَوَى=وَيَغْمُرُكِ الْقَلْبُ الْمُؤَجَّجُ هَاوِيَةْ
-
رِسَائِلُكِ الْغَرَّاءُ لَاقَتْ قَرِيحَتِي=بِوَحْيٍ وَإِلْهَامٍ يُزَكِّي قَوَافِيَهْ
-
لِأَنَّكِ يَا عُمْرِي تُدَاوِينَ قُرْحَتِي=فَتَنْتَعِشُ الْأَوْصَالُ بِالشِّعْرِ زَاهِيَةْ
-
أَذُوبُ بِوَصْلٍ مِنْكِ يُثْرِي مَلَاحِمِي=تُغَنِّي طُيُورُ الْحُبِّ فِيهَا مُنَاجِيَةْ
-
أَنَا الْحُبُّ حُبِّي وَالْوِصَالُ شَرِيعَتِي=أُتَوَّجُ بِالْأَمْجَادِ مِنْ قَلْبِ غَانِيَةْ
-
وَحَسْبِي بِحَارُ النَّبْضِ تَشْدُو لِمُقْلَتِي=غِنَاءً بَهِيّاً هَلَّ يَطْرُقُ بَابِيَةْ