مَطَرْ و حَجَرْ في حَيَاةِ البَشَرْ

أِعدادْ وكِتابة صَادق الصَافي

 

تقول الحكمة .. أنهُ ليسَ هُناك شئ دائم في هذا العالم .. ولا حتى مشاكلنا !. وفي مقولة واقعية لشارلي شابلن الذي عاش طفولتة القاسية معدماً فقيراً مشرداً, جسدها في أفلامه الصامته لأنها أصدق تعبير من الكلام.! أنا أحب المشي تحت المطر لأنه لايستطيع أحد أن يرى بكائي .!! هذه الحياة تمضي فينا.. محملة بالأقدار.. مليئة بالأسرار, يحتاج البعض منا لضربة حجر لكي يستفيق و يتنبة من الضرر..وأن قطرة المطر- كما يقال- تحفر في الصخر! فنأخذ من اليوم عبرة ! ومن الأمس خبرة 

 

يروى .. أن أبا ذر نصير الفقراء المعروف بالزهد , كان جالساً بين الصحابة يسألونه ماذا تحب ؟ فقال أحب الجوع والمرض والموت ! قيل.. هذه أشياء لايحبها أحد ! قال..أَنا أِنْ جعت رَقَ قلبيْ ! وأِنْ مَرِضت خَفَ ذنبيْ ! وأِنْ مِت لَقيِت رَبيْ !هذه هي الثقة بالله وأحترام النفس ومسؤؤلية التصرف !.كهؤلاء الرجال يصدق قول الرسول الكريم – أن الأمانة نزلت من السماء في جذور قلوب الرجال 

 

ومِنَ الرِجال الأوفياء سبّاق الى الفضلِ , يحكى أنه جرى بين الحسين بن علي وبين أخيه محمد بن الحنفية – رضي الله عنهما- كلام فأنصرفا متباغضين , فلما وصل محمد الى داره أخذ رقعة وكتب فيها… بسم الله الرحمن الرحيم …. من محمد بن علي بن أبي طالب الى أخيه الحسين, أما بعد … فأن لك شرفاً لا أبلغه , وفضلاً لا أدركه , فأذا قرأت كتابي هذا فالبس رداءك وسر أليَّ فترضني .!! وأياك أن أكون سابقك الى الفضل الذي أنت أولى به مني …… والسلام , فلما قرأ الأمام الحسين كتاب أخيهِ , لبسَ رداءَه وجاءَ لأخيهِ فترضاه , فأنعم بها من أخوة 

 

ومن الرجال العظماء أمناء على حقوق الناس وحريتهم وكرامتهم

حيث يروى أنه دخل رجل يوماًعلى سلمان الفارسي, وهو في بيته وكان يومئذ أميراً على المدائن ,فرآه يعجن! فقال له ..ماهذا أيها الأمير ؟ فنظر اليه سلمان ..وقال ..بعثنا الخادم في عمل فكرهنا أن نجمع عليه عملين .!! وقال أحد العقلاء ..ماأخطأت قط ! أذا واجهتني قضية شاورت قومي.. ففعلت الذي يرون , فأن أصبت فهم المصيبون ,وأن أخطأت فهم المخطئون .!!

قال الشاعر

 

وأِنْ بابَ أمرٍعليكَ ألتوى — فشاورْ لَبيباً ولاْ تَعصِهِ

 

أما أعمى القلب , فلاأمل ولا علاج له, يروى أن الخليفة العباسي المنصور كتب الى واليه زياد الحارثي, أن يوزع ماعنده من أموال على القواعد ومكفوفي البصر والأيتام , فلما سمع عامة الناس بذلك , حضر رجل مغفل طماع يكنى- أبو زياد- فقال للوالي – أصلحك الله أكتبني في القواعد ! فقال له .. أن القواعد من النساء اللاّتي قعدن عن أزواجهن! فقال له .. فأكتبني في العميان ! فقال الوالي ..أكتبوه منهم ! فأن الله عز وجل يقول – فأنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور – فقال أبو زياد ..أما وقد أحسنت اليَّ ,فأكتب أبني في الأيتام لينال من فضلك؟ فقال الوالي.. نعم سأكتب أبنك في الأيتام ,لأن من كنت أباه فهو يتيم   

سبحان الله مقلب القلوب..فالنفس متقلبه ..والسعيد من تاق لأصلاح نفسه . وللقساة المتجبرين ! يقول الشاعر..

وأذا خلوت بريبة في ظلمة — والنفس داعية الى الطغيان

فآستحِ من نظر الآله وقل لها — أن الذي خلق الظلام يراني

 

 

—————————————————————– مملكة النرويج

sadikalsafy@yahoo.com

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *