مقابلة مع سياسي كلداني مضطهد بويا كوركيس \ عنكاوا(7)

نتواصل وأياكم لسرد الوقائع والحقائق العامة على ارض الواقع ، التي مورست بالضد من الشعب العراقي عموماً ومكوناته الأصيلة خصوصاً ، وهذه النماذج المختارة ليست تاريخ فردي يعاني منه الشخص المعين وأمة ما فحسب ، بل هو نموذج سلطوي فاشي مورس بحق غالبية الشعب العراقي ، الذي لا زال هذا الشعب المناضل يعاني من الشرور والآلام المتواصلة لرخص أنسانه وضعف ثقافته العامة وزيادة أميته بجهله التعليمي وقيادته للحروب الفاشلة المتتالية ، حتى كاد المواطن رخيصاً جداً في بلده ، لممارسة أساليب فجّة مستنكرة ومدانة من الغالبية في الداخل والخارج ، وباتت الحياة صعوبة التواصل في ظل الوضع السابق والحالي أن لم نقل مستحيلة ، لأسباب عديدة منها الأصطفاف الطائفي المقيت وحصاد بذور الحملة الأيمانية الأسلاموية في تسعينات القرن الماضي ، والتي تعمقت تلك البذور حتى تجذرت في نفسية قسم من العراقيين الجهلاء ناكري الأخوة والجيرة والعلاقات الأنسانية والوطنية هالفين ومتلونين بالدين بتطرف فج دون أن يمت بالأنسانية قيد شفة ليدفعوا الدماء كالأنهار وليبقى العراق مشروع أستشهاد وقتل دائم ، كاسباً نهراً مضافاً الى نهريه الخالدين دجلة والفرات نطلق عليهنهر الدم ، وهكذا أصبح للعراق ثلاثة أنهر أثنان بلون أزرق والثالث بلون أحمر.
س25:خلال تواجدك في طهران كنت تزور الكنيسة بأستمرار لأدائك الشعائر الدينية . ممكن أن تحدثنا عن أنطباعك عن رجال الكنيسة الكلدانية هناك؟
ج: جرت العادة في طهران بعد نهاية القداس ليوم الأحد ، يتم اللقاء بين القس والرعية الحاضرين ، وهكذا حضرت كواحد من الموجودين تفاجأت بذلك الوجه الأنساني الباسم مع الجميع وخصوصاً من المغتربين وأنا أحدهم ، هو القس سابقاً والمطران حالياً (رمزي كرمو) ، حيث كان سباقاً بدعم ومساندة ومساعدة المغترين بغض النظر عن الدين والتدين من عدمه ، وحتى بأختلاف أنتماء الشخص الكنسي ، (لا يفرق بين المسلم والمسيحي والأزيدي والصبي يعبد أم لا يعبد) تلك قناعة الأنسان الذاتية وعلاقته الروحية..كما ولا يفرق بين المكونات القومية (عربي ، كردي ، كلداني ، تركماني ، آثوري ، سرياني ، أرمني..الخ) حيث يقدم مساعدات أنسانية أجتماعية وصحية دون أستثناء لأحد كان من يكون.
نتيجة لهذا الموقف الأنساني سررت كثيراً حتى فقدت كل همومي ومعاناتي التي رادفت ورافقت حياتي العاتمة المؤلمة كما أسلفت سابقاً ، والأكثر من ذلك رتب لقائي مع سيادة المطران يوحنا عيساوي الملقب شعبياً (خليفة الكنيسة الكلدانية) ، تداولت الحديث الشيق مع سيادة المطران يوحنا عيساوي مكتشفاً بأن لهجته الأيرانية الكلدانية مطابقة تماماً مع اللهجة العنكاوية الكلدانية بفروقات كادت لا تذكر.
س26:هل يمكنكم شرح التقارب الحاصل وكيف؟ مع العلم عنكاوا متأثرة بالكردية والعربية بعض الشيء..واما الكلدانية في أيران أكيد متأثرة بالفارسية وغيرها من اللغات القومية؟
ج:نعم سؤالك وجيه جداً .. ولهذا سألت سيادة المطران عيساوي في هذا الجانب ، لكنه حول الأجابة الى شماس متواجد في مقر أقامته أسمه جورج ، فذكر بأنهم من أصل عراقي كلداني سكنة محافظة سنندج المحافظة الحدودية المتاخمة لمحافظة السليمانية العراقية ، ووفقاً للتاريخ غالبية سكان محافظة سنندج هم نازحين عراقيين كلدانيين كانوا متواجدين في منطقة سهل أربيل بموجب الأقوال المتداولة عبر الأجيال من قبل كبار السن..
خلال ذلك تذكرت حديثاً متداولاً لكبار السن في عنكاوا مفاده ، وجود قرية كلدانية بجانب عنكاوا واقعة على الطريق وصولاً الى مدينة أربيل أسمها (مارسنيقا).
س27: ما هو سندك الأساسي حول كلامك أعلاه ، ممكن تحدثنا بالتفصيل عن هذا الموضوع القومي الحيوي ونحن بالتأكيد نجهل خلفياته؟ وهل هناك أسباب موجبة لتركهم العراق ولجوئهم الى بلاد فارس؟
ج: نعم مسندنا الأساسي يستند الى روايات متداولة عبر الأجيال المتعاقبة ، خصوصاً رجال ونساء عنكاوا من كبار السن ، كانوا يتداولون الحديث حول الموضوع وكنّا نحن الشباب نستمع اليهم بشغف كبير ، مفاد حديثهم كان حول قرية مسكونة من الشعب الكلداني تقع بالقرب من عنكاوا وعلى الطريق وصولاً الى أربيل أي كانت تقع (بين أربيل وعنكاوا) حيث غادرها أهلها الى أيران بسبب حالة ما وقعت في ذلك الزمن المجهول لنا تاريخه ، وهي قصة تداولها الأجيال في عنكاوا كما نوهت عنها أعلاه نرويها للقاريء الكريم:
كان لحاكم أربيل شاب يافع مسلم الديانة كردي القومية ، وقع في حب شابة من قرية مارسنيقا الكلدانية المجاورة لعنكاوا الكلدانية ، وبسبب أصرار أبن حاكم أربيل لعقد قرانها عنوة من جهة ، ورفض قاطع لأهل الشابة من ديانة مختلفة (مسيحية) من جهة أخرى ، قرر أهل القرية الكلدانية ترتيب الرحيل من القرية بسبب أنقضاض شبابهم على أبن حاكم أربيل والرحيل الى محافظة سنندج الأيرانية المحاذية لمحافظة السليمانية.
س28: كيف تمكنوا من النجاة والهجر من قرية مارسنيقا بهذه السرعة المذهلة وهم مارسوا فعل قتل الشاب (أبن حاكم أربيل)؟
ج: بالتأكيد العملية ليست سهلة .. حيث خططوا مسبقاً بترك القرية والرحيل المفاجيء لحاكم أربيل ، فأرسلوا كل ما عندهم من ممتلكات متنقلة (الغنم والماعز والماشية بأستثناء الخيول ، وبعد أكمال جميع متطلبات الرحيل ، تم قتل أبن حاكم أربيل في غفلة من الزمن ، حيث سبق وأن غيروا نعل البغال بصورة معاكسة تماماً ، ليتوارى للمتتبعين من حاشية الحاكم وعساكره ، بأن القافلة قادمة الى أربيل وليست مغادرة ، فنجحت خططتهم المدروسة بأحكام في  النجاة من القتل المؤكد والفتك بجميع أهل القرية ، وهذا ما يثبت صحة القول تماماً 100%.
حكمتنا:(في التخطيط المحكم والأصرار الدائم للعمل الجماعي ، لايمكن لأية قوة أن تقهر أعدائها مهما ملكت من قوة وجبروت).
(تابعونا)
منصور عجمايا
18\حزيران\2016

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *