مقابلة مع سياسي كلداني مضطهد بويا كوركيس \ عنكاوا (2)

نتواصل لسرد الوقائع التاريخية من خلال مقابلتنا مع سياسي كلداني مضطهد ، في عهد النظام البائد البعثفاشي كنموذج صارخ في غياب أبسط القيم الأنسانية السمحاء ، التي ترتكز على حقوق الأنسان والحيوان والنبات في حق العيش وأستمرار الحياة ، نضع هذه المعلومات الواقعية أمام القاريء الكريم كتاريخ مضى عليه عقود من الزمن الأستبدادي الدموي الغابر وحروبه المتواصلة ومعاناة جمة للشعب العراقي ، بجميع مكوناته القومية والأثنية والدينية ليوزع عدالته القمعية الدموية لكل رأي مخالف لا يروق للحاكم الطاغي.

س6:ما هي المدة التي قضيتها في المعتقل؟

ج: بقيت في المعتقل داخل أمن أربيل لأكثر من ثلاثة أشهر ، وبعدها حكمت من قبل المحكمة الخاصة بالأعدتم شنقاً حتى الموت.

س7: كيف تمت محاكمتك في فترة قياسية قليلة جداً وهي ثلاثة أشهر كما ذكرت أعلاه؟

ج: الحقيقة الحكم كان جاهزاً والمحكمة العسكرية كانت صورية والقانون غائب تماماً كما والتعامل بحيثيات القضية والتأكد من المعلومات لا وجود لها ، ودون حق الطعن القانوني للدفاع الشخصي ، ولا وجود حتى لمحامي شكلي موكل من الحكومة للدفاع عن المتهم ، ودون أن يكون لنا الحق في توكيل أي دفاع عنا (المحامي) كما ليس من حقنا الدفاع حتى عن أنفسنا داخل المحكمة نفسها.

س8: كم كان عددكم في يوم المحاكمة الصورية في (المحكمة العسكرية في أربيل) كما ذكرتم؟ وكيف تم حسمها في ساعات محدودة وبيوم واحد فقط وفق هذا العدد الكبير؟

ج : كان عددنا في يوم محاكمتنا في المحكمة العسكرية الخاصة في أربيل ، 15 معتقلاً من عنكاوا جميعاً متهمون تلفيقاً وأفتراءاً ، مفادها دعم القضية الكردية وممارسة الأعمال التخريبية بالضد من السلطة البعثية في أربيل. فتم محاكمتنا الصورية أجمالاً بفترة قياسية لا تصدق وهي ساعة واحدة!! حيث الحاكم يسأل المتهم فقط عن أسمه وبعدها يتلقى الشتم والأهانة من قبل الحاكم نفسه كون الحكم صادر مسبقاً، دون أن يتمكن المتهم التفوه بأي كلام مطلقاً ، وفعلاً قسم من المعتقلين كانت لهم ردة فعل ، حيث تكلموا ونطقوا بأنهم أبرياء  كونهم لم يرتكبوا أي عمل تخريبي ضد السلطة البعثية ، كان الضرب والشتم والأهانة تنهال عليهم من كل صوب وأمام الحاكم والمدعي العام.

س9:هل تتذكر شيئاً عن المحكومين معك في المحكمة العسكرية الصورية بقرارها الجاهز مسبقاً؟

ج: نعم منهم عبد الأحد صليوا يلدا من عنكاوا حكم عليه بالأعدام كانه  بيشمركة سابق  سلم نفسه الى أمن عنكاوا ، نتيجة صدور قرار العفو العام الصادر من رئيس جمهورية العراق سابقاً (أحمد حسن البكر) ، فلم يتم التجاوب مع قرار العفو فيما بعد ، وعليه تم تنفيذ حكم الأعدام بالمواطن عبد الأحد صليوا يلدا في الموصل دون تسليم جثته لأهله ، كان ذلك ظلماً وجوراً وتجاوزاً للقانون المدني والألاهي والأنساني ، ومناقضاً صارخاً لقرار العفو ولأبسط القيم الحضارية والضميرية والدينية .. كما حكم في نفس المحكمة المواطن العنكاوي دنحا بولص خمسة عشر عاماً ، وأربعة آخرون كل من :(يوسف هرمز(لا زال على قيد الحياة) ، والمرحوم صلاح يلدا ، والمرحوم فاروق شابو ، والمرحوم نوئيل سعيد ) خمسة سنوات لكل واحد منهم وبقية المعتقلين أفرجوا عنهم دون علم الأسباب الموجبة لذلك.

س10 : كيف تم تغيير قرار الحكم الجائر من الأعدام الى خمسة عشر عاماً؟

ج:  كانت لعائلتي أمكانيات مالية عالية فالمرحومة والدتي عانت الكثير وأنفقت مالديها لأجلي وأنا وحيدها ووالدي متوفي ، ولذا تغيير قرار الحكم من الأعدام الى خمسة عشر عاماً كما ذكرت بعد دفعها الأتاوات والرشاوى بلا حساب فأنقذت حياتي من الموت المحقق.

س11: هل تتذكر شيئاً ما خلال الأعتقال وقبل المحاكمة العسكرية الصورية وقرار الحكم لاحقاً؟

ج: نعم . قبل المحاكمة أستدعاني ضابط  أمن المعتقل أدعى أنه مدعي عام بقضيتنا ، محاولاً مساومتي بمبلغ من المال لقاء تخفيف الحكم الصادر مسبقاً حسب ما ذكر (الأعدام) الذي سيصدر بحقي بعد يومين ، وذكر(الكلام لضابط أمن) بأننا نعلم أنك بريء من التهم الموجهة اليك ، وأعتقلناك كونك ذات أمكانيات مالية كبيرة وأراضي واسعة ، ولذا عليك التفكير بالأمر قبل موعد المحكمة والأتصال معي مباشرة في أي وقت ترغبه.

س12: وماذا بعد ؟!!هل ساومت ضابط الأمن بأعتباره مدعي عام للقضية؟

ج:حقيقة في داخلي رحبت بفكرة المساومة معه أنقاذاً لحياتي والوضع المزري الجائر والعسير للغاية الذي يرادفنا في المعتقل ، ولكن بعد أستشارة جماعتي في المعتقل ، نصحوني بعدم المساومة مع الضابط كون الأخير له صلاحية أعدامك فوراً بدون محاكمة ، حيث تثبت على نفسك أتهاماتهم الباطلة بحقك وأنت بريء ، وسوف تدان من قبلهم مباشرة وعليك التريث ، لذا.. بعد يوم واحد طرقت الباب طالباً من الحرس اللقاء بالضابط نفسه ، شاكراً له قراره الشخصي ببرائتي  وطالباً منه مساعدتي أن كان بامكانك ذلك دون تنفيذي للمساومة معه ، ليس حباً بالمال فحسب بل حباً بحياتي من الغدر والمكر لهذه الأساليب المدانة أنسانياً ، كون الثقة والمصداقية مفقودة بمثل هؤلاء الجلادين والقتلة الفاقدين لأبسط القيم الأنسانية ، منفذين أجندات النظام البعثفاشي الأستبدادي.

حكمتنا:(( ممارسة العنف والضيم والقهر والأستبداد بالضد من الأنسان السياسي الوطني ، هو أرهاب مسلط كالسيف الباتر على أرقاب شعوبهم)).

(تابعونا)

منصور عجمايا

8 \ أيار \2016

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *