مطران حلب: التاريخ لن يرحم من يجعل نفسه عدوا للآخر ويحمل لواء الكراهية

كتب وصوّر: عماد توماس

قال المطران مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم، رئيس طائفة السريان الأرثوذكس،مطران حلب، ان تفكيك خطاب الكراهية موضوع مرتبط ومتشعب ويمس الافراد والجماعات، وكان من اهم التحديات التي واجهتها الحياة الانسانية فالكراهية نقيض الحب، فالمحبة تقبل الاخر تبارك ولا تلعن ، تسالم ولا تنتقد. اما الكراهية فترفض الآخر ولا تظن الا السوء به وقدم المطران مار غريغوريوس ، في الجلسة الصباحية اليوم الاثنين في مؤتمر “صيانة العيش المشترك في العالم العربي”-العمل الفعلي- بعض النماذج عن صورة للكراهية والمحبة في المسيحية، ففي اول سفر في العهد القديم في سفر التكوين دبت الكراهية بين الحية والانسان (حواء) ثم الصراع بين قايين وقابيل. وقال المطران مار غريغوريوس أن اليهودية هي اولى الاديان التي اشاعت الكراهية للأخر، فقد استباح رجال الدين باسم الله والدين في تحقيق الحلم في امتلاك ارض المعاد واشار المطران مار غريغوريوس، الى صور للكراهية في مناهج التعليم والاعلام. منوها الى الصراعات بين اتباع الاديان بين المسيحية -اليهودية والمسيحية-الوثنية، فشاول قبل ان يصبح بولس ، الكراهية دفعنه الى اضطهاد تلاميذ المسيح ولفت المطران مار غريغوريوس، الى الاضطهادات في القرون الثلاثة الاولى من اليهود والوثنين ضد المسيحيين. واشار الى القرون الاولى للمسيحية كان سبب اختلاف الرأي وكراهية الواحد للآخر ، مما نتج عنه تعدد المذاهب متسائلا : هل كانت وصية المسيح غائبة عن قادة الصراع؟ وأضاف: الكراهية شكلت كتلة عداء بين معسكرين وفى كل مراحل التاريخ يوجد معلم يخفى وراءه هذا الحدث فالتاريخ لن يرحم من يجعل نفسه عدوا للآخر ويحمل لواء الكراهية، فلا يمكن الحديث عن الكراهية دون التطرق الى خطاب الكراهية، فخطاب واحد حافل بالكراهية يمكن ان يأتي بحرب كبرى، وهذا الخطاب يمكن ان نجده في وسائل الاعلام ومناهج التعليم فبعض الكتاب وضعوا خطاب الكراهية شغلتهم الشاغل في تكفير الاخرين كنوع من اسقاط العقدة النفسية داخلهم وحمّل المطران مار غريغوريوس ، الفضائيات العربية كأحد أسباب نشر ثقافة الكراهية مطالبا باقتلاع خطاب الكراهية من الجذور. وفى نهاية كلمته، اوصى المطران بتكوين مجموعة وفريق عمل لرصد حالات الكراهية في العالم العربي. واصدار وثيقة تتضمن اهم الخطوات لتفكيك الكراهية في المجتمعات العربية من جانبه، قال الشيخ الدكتور محمد صهيب الشامي، أن المشكلة ليست في الكراهية تماما ولكن في توظيف الكراهية، وهى اشكالية علم ومعرفة، فالإنسان عليه ان يحب وان يكره ولكن عليه ان يعرف ماذا يحب وماذا يكره. فمن وضع الكره في غير مكانه وضع الحب في غير مكانه. فالمعرفة كانت غاية في الخلق، فالمعرفة هي طريق المحبة واذا اكتملت المعرفة اكتملت المحبة وكلما انتقص الانسان من إنسانيته انتقص من إيمانه، والانسان لا يحب من لا يعرف، فالمعرفة هى طريق المحبة ويمكن للإنسان ان يكره من لا يعرف وأضاف” الشامي”، أن الاسلام ميز بين الصفة وبين صاحبها، فالشر والظلم والعدوان صفات سيئة، لكن من اخذ هذا الصفات نكره صفاته ونحترم الذات، فالله كرم ذات الانسان. فلا نعادى شخصا لذاته لكن نعانى عدوانا وظلما وأضاف ان الدعوة في اى دين لم تقم الا على اساس الاخر؟ فكيف ندعو والاخر غير موجود فالاعتراف به انه موجود وطالب “الشامي”، تأصيل مفردات الحوار ، والتمييز بين الحوار والخطاب، فالحوار غايته التواصل اما الخطاب فغايته التكامل، مختتما حديثه بان خطاب الكراهية ينشأ من نقص المعرفة من جانبه، قال الدكتور “يوسف الحسن”، رئيس الجلسة، نحتاج الى ثقافة المعرفة المتبادلة، فالبعض لا يعرف شيئا عن الشيعة ومنهم شيوخ مشاركين في الدعوة الاسلامية.فماذا عن المسيحية؟ وفى هذه المرحلة خطاب السجال التجريحى التحريضي هو الغالب وهو ما يزعج ويجب عقلنه هذا الخطاب.

الأقباط متحدون

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *