مسيحيو نينوى متخوفون من تداعيات توتر الأجواء السياسية

دهوك 28 كانون الأول/ديسمبر(آكانيوز)ـ

أبدى مسيحيون في محافظة نينوى تخوفهم من انعكاس التوتر السياسي في البلاد على أوضاعهم الأمنية بعد أن كانوا عرضة لهجمات مسلحين متشددين في عدة مرات منذ إسقاط النظام العراقي السابق في عام 2003.

ويعيش العراق أزمة سياسية حادة بعد أن أصدر القضاء العراقي الأسبوع الماضي مذكرة اعتقال بحق نائب رئيس الجمهورية والقيادي في العراقية طارق الهاشمي بتهمة دعم “الإرهاب”.

كما قدم رئيس الوزراء نوري المالكي طلبا إلى مجلس النواب لسحب الثقة عن نائبه صالح المطلك القيادي في العراقية بعد أن شبه المالكي بالدكتاتور العراقي الراحل صدام حسين.

ويمكن لهذه التطورات أن يؤجج التوتر الطائفي في العراق في أعقاب انسحاب القوات الأميركية كما يضع اتفاق تشكيل حكومة الشراكة في خطر.

وتنسحب المخاوف من تداعيات الأزمة السياسية على الأقليات ولاسيما الدينية منها بعد أن تعرضت لهجمات في ظروف مماثلة.

وقال قائمقام قضاء الحمدانية نيسان كرومي رزوقي لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) اليوم الخميس، ان “تردي الوضع الأمني في العراق يتأثر به العراقيون جميعا ولكن من يتأثر به بوجه خاص هم المسيحيون في سهل نينوى”.

وأضاف أن “هناك مخاوف مسيحية من هذه الحالة، وعلى الأطراف السياسية ان تهتم بموضوع الاستقرار الأمني لأنه يرتبط بالاستقرار السياسي والاجتماعي والمعاشي وكل الأمور الأخرى المتعلقة بذلك”.

وبعد أيام من توتر الأجواء السياسية هزت العاصمة بغداد الخميس الماضي سلسلة هجمات منسقة ضربت عدة مناطق خلفت وراءها ما لا يقل عن 70 قتيلا ونحو 200 جريح.

ورأى رزوقي انه “لحد الآن لم نر ما يشير إلى الاستقرار الأمني”، وتساءل بالقول “ما هو دور هذا الكم الهائل من القوات والأجهزة الأمنية في موضوع الأمن. يجب مراجعة الخطط الموضوعة بهذا الشأن”.

وشدد على أهمية “تعاون جميع الأطراف السياسية على تثبيت الأمن في العراق عموما، والمناطق التي تقطنها الأقليات القومية والدينية خاصة”.

ويتعرض المسيحيون ودور عبادته إلى هجمات مميتة بين فترات متباينة على يد مسلحين ينتمون لتنظيم القاعدة المتشدد ولاسيما في بغداد ونينوى، مما أدى إلى نزوح وتهجير أعداد كبيرة منهم إلى خارج البلاد ومحافظات إقليم كردستان العراق.

وبحسب إحصائيات غير رسمية فإن عدد المسيحيين في العراق، الذين يمثلون ثلاثة طوائف رئيسية هم الكلدان والسريان والآشوريين، كان يقدر قبل عام 2003 بنحو مليون ونصف المليون نسمة، لكن الرقم تناقص حاليا إلى نحو 750 الف نسمة.

وهاجم مسلحون نهاية تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي كنيسة “سيدة النجاة” في بغداد، بينما كان عشرات المصلين يحيون قداس الأحد، وأسفر الهجوم عن مقتل وإصابة 150 شخصا.

وقال عضو مجلس محافظة نينوى عن قائمة عشتار الوطنية سعد طانيوس لـ (آكانيوز) ان “مناطقنا هي جزء من العراق وما يحدث في الساحة العراقية يؤثر في جميع المناطق وخاصة تلك التي تعيش فيها المكونات الصغيرة”.

وتابع بالقول إن “الوضع السياسي المتردي والصراعات والخلافات الحاصلة، والانفلات الأمني الذي حدث قبل بضعة أيام يثير المخاوف لدى المكونات القومية والدينية في محافظة نينوى”.

وقال “نحن نتخوف من هكذا أزمات، لأنه خلال السنوات الماضية حدثت أزمات مشابهة بين الكتل السياسية، وأول من تضرر منها كانت المكونات الصغيرة”.

وأضاف طانيوس أن “هناك جهات تريد تخريب البلد، وتسعى لاستغلال هذه الأزمات وتنفيذ الاعتداءات ضد المكونات المسيحية والايزيدية وباقي الأقليات في مناطقنا”.

ولفت إلى ان “العملية السياسية تمر في ظروف خطرة وهي في مأزق كبير بسبب الصراع على النفوذ والمناصب، وهذا لا يخدم العراق الذي يمارس ديمقراطية ناشئة ويحتاج إلى تكاتف كل الجهود”.

وقال أيضا إن “هناك أطماع إقليمية في العراق وجهات تحاول تخريب العملية السياسية، وعلى السياسيين العراقيين ان يعوا ذلك ويتجاوزوا هذه الخلافات خاصة ونحن نمر بمرحلة انسحاب القوات الأميركية”.

من: خدر خلات. تح: عبدالله صبري

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *