مجلس الوزراء يخصص عشرة ملايين دولار لإحياء مدينة بابل الأثرية


جانب من مدينة بابل الأثرية

السومرية نيوز/بابل

أعلنت محافظة بابل، الاثنين، أن مجلس الوزراء خصص عشرة ملايين دولار لإحياء مدينة بابل الأثرية، في حين كشفت مديرية الآثار في المحافظة عن اجتماع الأسبوع المقبل لطرح الأفكار ووضع برنامج لاستثمار المبلغ في تطوير المدينة.

وقال محافظ بابل محمد المسعودي في حديث لـ”السومرية نيوز”، إن “مجلس الوزراء خصص مبلغ عشرة ملايين دولار لإعادة إحياء مدينة بابل الأثرية”، لافتاً إلى أن “المدينة أصابها الإهمال في زمن النظام السابق والحكومات المتعاقبة بعد العام 2003”.

وأضاف المسعودي أن “تطوير المدينة لن يكون بشكل عشوائي كما فعل النظام السابق، بل بشكل مدروس وواضح وبإشراف منظمة اليونسكو التي أبدت استعدادها التام للمساعدة لتكون بابل الأثرية ضمن لائحة التراث العالمي”.

من جهتها، أكدت مديرة آثار بابل مريم عمران في حديث لـ”السومرية نيوز”، أنه “سيتم عقد اجتماع الأسبوع المقبل لوضع برنامج خاص لإحياء المدينة واستثمار المبلغ المخصص”، داعية أساتذة الآثار والباحثين الأثريين والمختصين بشؤون الآثار إلى المشاركة في الاجتماع.

ولفتت عمران إلى أن “المديرية تملك أفكاراً وبرامج عدة لتنفيذ عملية التطوير تطابق ما أقرته منظمة اليونسكو، كما هناك أولويات في العمل لإنقاذ بعض البنايات التي أصابها ارتفاع المياه الجوفية”.

وكانت دائرة آثار بابل أعلنت في 30 آذار 2011 عن إنهاء تأهيل متحف بابل والمباشرة بمرحلة عرض الرقم واللوحات التاريخية وكنوز بابل تمهيداً لافتتاحه أمام الزائرين، كما أن دائرة آثار بابل تسعى إلى ضم القصر البابلي ليكون متحفاً إضافياً شاملاً.

يشار إلى أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو زارت موقع بابل الأثري وأعدت خطة بعد أن قدمت دراسة لتحليل التربة وإنقاذ المواقع التي تدهورت من أجل إعادة إدراج آثار بابل ضمن لائحة التراث العالمي.

وقامت السلطات العراقية عام 1988 ببعض أعمال الصيانة لآثار بابل، إلا أن اليونسكو، وبعد معاينتها ذكرت أن الترميمات لا تتطابق والمعايير الدولية التي يتعاملون بها في تهيئة الآثار، حيث استخدمت مواد مخالفة للمواد الأصلية التي استعملها البابليون، وبينها قطع حجر مكتوب عليها عبارة من نبوخذ نصر إلى صدام حسين بابل تنهض من جديد، وعلى ضوئها أوصت اليونسكو بعدم إدراج مدينة بابل الأثرية ضمن لائحة التراث العالمي.

ووقع محافظ بابل السابق سلمان ناصر الزركاني مذكرة تفاهم مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” للحفاظ على آثار المحافظة وإدراجها ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، أثناء حضوره اجتماعات الدورة الرابعة للمنظمة بباريس في 14 كانون الثاني 2010.

ومن الفقرات التي يتضمنها اتفاق محافظة بابل مع اليونسكو أن تقوم الأخيرة بإرسال عدد من الخبراء إلى بابل لتقييم حالة الضرر وتحديد المواقع التالفة من أجل المعالجة الفورية، فيما ستنفذ أعمال الصيانة بالمواقع من قبل هيئة الآثار العراقية وبإشراف منظمة اليونسكو.

وكانت القوات الأميركية اتخذت بعد عام 2003 من موقع بابل الأثري مقراً لها، فضلا عن قيام مجلس المحافظة للدورة السابقة بافتتاح مدينة للأعراس في موقع بابل الأثري الذي اعترضت عليه الهيئة العامة للآثار.

يذكر أن كلمة بابل تعني في اللغة الأكادية “باب الإله”، كما سميت بابل بأسماء عدة منها “بابلونيا”، وأرض بابل ما بين النهرين، وتعد الحضارة البابلية استمراراً للحضارات العراقية القديمة بعد أن ورثت حضارتي سومر، وكانت بابل القديمة عاصمة الدول الأمورية والبحرية والكيشية، أما بابل الثانية فكانت عاصمة الدولة الكلدانية.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *