ولابد من التساؤل لم التأخير في تشكيل الحكومة ولم التلكؤ ؟ هل هو مزاج السياسيين الذين
أثبتوا أنهم غير متفقين أبدا وانهم ليسوا أهلا لقيادة البلد وبمئات من الأدلة والبراهين .. أم أنه
الأستهتار بحقوق من أنتخبوهم وجاءوا بهم الى الكراسي والمناصب ليحلبوا منها الأمتيازات
والأستثمارات والأرصدة والرواتب الخيالية , أم هل هي أجندات خارجية لها تأثيرها في تسيير
السياسة الداخلية للعراق .. أم ماذا ؟
لقد تشكلت الحكومة في بريطانيا بعد خمسة أيام فقط من الانتخابات ! وبارك الخاسر منهم الفائز
بكل روح رياضية .. دون أعتراضات وعد وفرز من جديد للأصوات .. وبأسرع مايكون تم
تقديم الوزراء واعطاء المناصب والكل متفق ومتحاب ومخلص لخدمة الكل , ودون اللجوء الى الحجج الواهية والأعتراضات غير المقنعة كما يتم عندنا ! ففلان سيلتقي فلان والقائمة الفلانية
ستتفق مع القائمة الفلانية والمسؤول الفلاني سيجتمع بالمسؤول الفلاني ومماطلات وتأخيرات
والنتيجة لاشيء ! فألى أي مقدار أصبحت حقوقنا مهضومة وأراداتنا مسلوبة ليتلاعب بنا كل
من هب ودب ولايجمعهم في هذا سوى مصالحهم الخاصة وطمعهم اللامنتهي وجشعهم الأعمى
في الأستحواذ على السلطة وعلى مقدرات وثروات البلد التي أصبحت مباحة لهؤلاء .. والذين
كان أغلبهم يحلم بل لايصدق أن يحلم بهكذا مناصب مع أحترامنا وتقديرنا لكل مخلص ونزيه
وألا فما عذرهم في ذلك ؟ لماذا لايتفقون وماهي أسباب الخلاف ؟ وأن كان هناك خلاف لم
لايحل ؟ لقد أصبحنا لعبة بأيديهم .. يتحكمون بمصائرنا كما يشاؤون وغير مبالين بالمعاناة
اليومية للمواطنين في كل مجالات الحياة والخدمات , أهكذا تقول الشرائع ؟ وهذا هو الحق
أم أنهم يتجاهلون كل ذلك .. ويظنون أن هذا من حقهم وأنهم الحكام الآمرون الناهون دون
معارض أو سائل ؟
فالمعاناة مستمرة والبلد من سيء الى أسوأ وهم غير مبالين أو مهتمين .. يماطلون ويلفون