مبروك الفوز الساحق للأحزاب الآشورية (بجميع) مقاعد الكوتا المسيحية .. ولكن !!

 

الحركة الديمقراطية الآشورية ( الزوعا ) كان تأسيسها حسب ادبياتها عام 1979 وتوسعت في اقليم كوردستان وكانت على اسس عسكرية رغم عدم اشتراكها بأي عمل عسكري حسب معلوماتي ، ولهذا سميت بالحركة ، ثم اتخذت قالب الحزب السياسي بعد ان جرى تحديد منطقة الحكم الذاتي في كوردستان عام 1991 وذلك تمشياً مع المحيط الجيوسياسي الكوردستاني المحيط بها . وفي نظامها الداخلي تحدد هويتها وتوجهاتها الآشورية مع فكرها الإقصائي بحق القومية الكلدانية المعروفة .

ثم كان في عام 2007 ولادة المجلس الشعبي ، الذي كان تأسيسه على هيئة مجلس يحتوي كل المكونات من الكلدان والسريان والآشوريين ، لكن بمرور الوقت تمحور المجلس واتخذ صيغة الحزب السياسي وانحاز للفكر القومي الآشوري في خطابه ثم عكف على خوض الأنتخابات البرلمانية فتورط في العمل السياسي ليصبح طرفاً سياسياً عنيداً بدلاً من بقائه كياناً مستقلاً يقف على مسافة واحدة من المكونات ففقد سمة الحياد بمرور الوقت . وهنالك احزاب آشورية أخرى في الساحة لكن الزوعا والمجلس الشعبي قد هيمنا على الساحة السياسية للمكون المسيحي برمته ، بسبب الدعم المادي والمعنوي لكلا الحزبين من قبل الحكومة المركزية وجهات اخرى للزوعا ، والحزب الديمقراطي الكوردستاني للمجلس الشعبي .

في اللعبة الأنتخابية خصصت مقاعد للمكون الديني المسيحي على اسس دينية وليس على اسس قومية فمررت بجدارة الخدعة السياسية في وضح النهار والتي عرفت بـ ( الكوتا المسيحية ) تمرر نتائجها هذه دون ضجة اعلامية فقد جرت بهدوء ودون منافسة لا من الكلدان ولا من السريان كل شئ سار كما كان مخططاً له ، الأحزاب الآشورية تهيمن على الموقف بسهولة دون جهد او تعب فكل شئ في مكانه والحمد لله لم يكن هنالك اي وجع رأس ، ولم يشترك اي من الذين يركضون وراء الكعكة من الأنقساميين من الكلدان او السريان ، وبقي في الساحة الناس النزيهين الوحدويين جداً والذين يكرهون طعم الكعكة ولا يركضون وراء الكرسي ، وفازوا بشبه تزكية بجدارة بكل المقاعد ومبروك لهم ويستحقون خمس مقاعد اخرى.

هنالك من ينظر الى الجبل الجليدي العائم ، ويخمن حجمه على ما يظهر منه على سطح البحر في حين ان الحقيقة ان تسعة اعشار حجم الجبل تكمن اسفل الماء ولا يظهر للعيان إلا الشئ اليسير منه ، فاليوم ينظر الى العُشر البارز من الجبل على ان هنالك كوتا مسيحية مخصصة للكلدان والسريان والآشوريين ، ويجري التنافس الشريف بين هذه المكونات الثلاثة ويفوز من يحصل على اكثر الأصوات ، هذا هو الجزء الظاهر الذي يمثل واحد على عشرة من الحقيقة ، لكن الحقيقة الكاملة اي التي تكمن تحت طبقات مياه البحر وتمثل معظم اجزاء الحقيقة ، هي وجود احزاب اشورية خالصة تهيمن على الساحة االسياسية والإعلامية والمالية للمكون المسيحي ، وتحتكر قنوات الأتصال بمصادر صنع القرار وتمرر ما تريد تمريره على ان احزابهم هي احزاب وحدوية وتمثل المسيحيين جميعهم ، وإن الأحزاب الأخرى خصوصاً الكلدانية منها ، هي عبارة عن احزاب انقسامية لا تمثل المسيحيين ، وهكذا فازت الأحزاب ( الآشورية ) دون وجود منافس حقيقي لها ، لا من المكون الكلداني ولا من المكون السرياني كانت وحدها في الساحة ، وادعت تمثيلها لكل المسيحيين من الكلدان والسريان والآشوريين وهذا يجانب الحقيقة الواقع ، فالحقيقة ان هذه الأحزاب تمثل نفسها فقط وإن كانت تمثل جهة مسيحية فهي تمثل المكون الآشوري لا غيره ، لقد جرى الألتفاف على المكون الكلداني والمكون السرياني بخديعة اسمها اسمها :

((((كوتا مسيحية ))))

وبخديعة اكبر حينما يتغنون بادعاء فارغ بترديد مصطلح شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ، في حين امامنا في الساحة احزاب اشورية فقط والكلدان والسريان خارجين من المولد بلا حمص ، فإلى متى يجري تمرير هذه ( الحقيقة ) ؟ وكما يقول نيشة : يا ايتها الحقيقة يا اكبر كذبة في الدنيا . نعم نحن نتعامل مع اكبر كذبة في الدنيا .

وكان يجب ان يطلق عليها كوتا آشورية فقط لكي تكتسب صفة المصداقية . فهذه الكوتا ابعد ما تكون عن تمثيل الكلدان او السريان .

مبدئياً لسنا ضد ان تكون هناك كوتا آشورية ، ومبروك عليهم تلك المقاعد ، لكن الذي ننشده دائماً ان يكون للكلدان والسريان نفس العدد من المقاعد في برلماني كوردستان وبرلمان العراق الأتحادي ، ويكون لنا سقف من الحقوق مساوياً للاخرين بما فيهم المكون الآثوري .

انا متأكد بوجود من يستعجل الأمور من الأخوة من الكلدان والسريان الراكبين موجة الأحزاب الآشورية ، وربما ينتفعون من ركوب تلك الموجة ، فيدعون ان الأحزاب الآشورية تضم الكثير من الكلدان والسريان وإن من بين القوائم التابعة للمجلس الشعبي والحركة الديمقراطية الآشورية بينهم مرشحين من الكلدان والسريان ، وإن جوابي لهؤلاء هو :

اجل هنالك كلدان وسريان يرشحون انفسهم في احزاب آشورية لكن ايضاً ثمة من الكلدان والسريان من يرشحون انفسهم في قوائم كوردية وعربية وإسلامية والأحزاب الشيوعية كما في الأحزاب الآشورية ، لكن ما اهمية هذا الترشيح كمكون قومي كلداني ؟ وربما المرشح الكلداني في الأحزاب الإسلامية او الكوردية او العربية او في الحزب الشيوعي يستطيع الكلداني ان يجاهر بقوميته الكلدانية ، ويطالب ببعض حقوق قومه الكلداني ، لكن المرشح الكلداني حتى الفائز من خلال الأحزاب الآشورية في الأنتخابات ، هل يستطيع ان يجاهر بقوميته الكلدانية ؟ ام يبقى تابعاً لأوامر حزبه القومي الآشوري لكي ينفذ ودون اي اعتراض ، فهل مثل هذا الشخص نستطيع ان نعتبره كلداني ، ويمثل قومه الكلداني ؟

الجواب واضح ان مثل هذا الشخص يكتفي بمنافعه الشخصية التي يستلمها ، ورحم الله حقوق شعبه الكلداني ، ولهذا ان الكلدان الفائزين ( مع احترامي لشخصياتهم ) في صفوف الأحزاب الآشورية خاصة في حركة الزوعا فإن الكلداني الفائز عليه ان يتنازل عن قوميته الكلدانية ويثبت انه موالي للقومية الآشورية اكثر من الآثوريين انفسهم وبعد ذلك يسمح له بالعبور .

بعض الكتاب الكلدان الذين يطالبون بحقوق الشعب الكلداني بإخلاص يُنعتون بمختلف النعوت ويقولون عنهم انقساميين ومفرقي اوصال الأمة ، وهم يركضون وراء الكعكة اي المصالح الذاتية لهم شخصياً ، وتطلق هذه النعوت بحق الكتاب الكلدان وبحق الأحزاب الكلدانية التي لم تركب موجة الأحزاب الآشورية الوحدوية جداً جداً . ويظهر ان الأحزاب الآشورية خاصة حزبي الزوعا والمجلس الشعبي ، والذين قد فازا بجدارة ، ويبدو ان الحزبين لا يركضان وراء الكعكة ، إلا ان الشعب يفرض على الحزبين الأشتراك في العملية السياسية والترشيح للمنافسة في الأنتخابات ، ولولا هذه الملحة من المسيحيين ، لما خاضا الأنتخابات لأن الحزبان بريئين من الركض وراء الكعكة ، هم رهبان متعبدين وناس مجردين من المصالح الذاتية ، ودائماً يعملون من اجل المصالح العامة ، الشعب اليوم انتخبهم وفازوا فوز ساحق لأنهم حققوا خلال السنين المنصرمة مكاسب مهمة للشعب المسيحي :

ــ لقد تمكنوا من ايقاف الهجرة كلياً

ــ وتمكنوا من إرجاع كل الأراضي المتجاوز عليها

ــ ولم تحدث اي محاولات للتغيير الديموغرافي

ــ لقد كان الشعب المسيحي سعيداً مرفهاً بظل الحزبين ( الزوعا والمجلس الشعبي ) ولهذا الح عليهم الشعب للترشيح لأنتخابات اقليم كوردستان وبما انهم لا يريدون الكعكة ، لكن خجلهم وملحة الشعب اضطروا للترشيح والفوز بشبه تزكية من الشعب المسيحي .

الآن نأتي الى الشق الثاني من عنوان المقال وهو ولكن ..

سؤال يطرح نفسه :ـ

ــ خوض الأنتخابات يحتاج الى اموال كثيرة : 50 مليون دينار تأمينات مع 50 مليون دينار دعاية انتخابية مع 50 مليون دينار للمراقبين على مراكز الأقتراع ، هذا هو الحد الأدنى للمصاريف ، وما هو معلوم هنالك عدة جهات داعمة للزوعا في المركز وفي السليمانية من اقليم كوردستان ، اما الحزب الديمقراطي الكوردستاني يدعم المجلس الشعبي ، لكن من اين حصلت قائمة ابناء النهرين المنشقة من حزب الزوعا ، من اين حصلت على التمويل اللازم لخوض الأنتخابات ؟ التساؤلات طرحت كيف استطاع هذا الكيان من الخروج من زوعا وعلى عجل تمكن من خوض الأنتخابات والفوز بمقعد واحد في برلمان كوردستان ، من يقف وراءهم ؟ هل هي الزوعا نفسها ؟ ام هنالك جهات اخرى ؟ السؤال يبقى مطروحاً .

ــ التساؤل الأخر هو : عن موقع عنكاوا كوم وحسب الرابط ادناه :

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,703422.msg6120650.html#msg6120650

يقول : أن أي من المرشحين الخمسة عشر “لم يتمكن من تحقيق القاسم الانتخابي بل الجميع من فازوا بمقعد الكوتا من خلال أصوات قوائمهم”.

ويضيف الموقع :

والملفت أيضاً هو أن قائمة الرافدين (126)، حصلت على أكثر من ثلاثة آلاف صوت، دون التصويت إلى أي مرشح أي ما يقارب نصف مجموع الأصوات.

فما هو مصدر الـ3000 صوت التي لم يشخص بها اسم اي من المرشحين ؟

ــ نقطة اخرى فيها غموض : جميع الأصوات التي حصلت عليها الأحزاب الآشورية الثلاثة المتنافسة قد بلغت 12968 صوت وإن الفائزين الخمسة قد نالوا 6464 صةت فقط اي حوالي نصف الأصوات الذاهبة للقوائم .وهل هذا الرقم المتواضع يمثل كل المسيحيين في اقليم كوردستان ؟ حقاً انها حالة يرثى لها .

ــ بعد ان راحت السكرة جاءت الفكرة ، فبعد ركود غبار معركة الأنتخابات ، ها هي الأتهامات المتبادلة يتعالى ضجيجها .

في البداية الزوعا تتهم المجلس الشعبي بقيامه بمخالفات انتخابية ، واليوم حزب بيث نهرين الديمقراطي يتهم زوعا بحصولها على اصوات غريبة في السليمانية وباتفاق مع احد الأطراف ( لم يسميها ) حصلت قائمة الزوعا على 3000 صوت وجاء في الأيضاح المنشور على موقع عنكاوا وحسب الرابط في اسفل المقال :

منذ اللحظة الأولى لشروع الحملة الدعائية الانتخابية، دأبت الحركة الديمقراطية الآشورية، وكما هو ديدنها، ومرشحي قائمتها بإطلاق التهم الكاذبة تجاه القوائم الأخرى لشعبنا…

وبشان حصولها على الأصوات يمضي الأيضاح الى القول :

فالمعروف للجميع أن الحركة الديمقراطية الآشورية في أوجه تقدمها لم تحصل في أي انتخابات على آلاف الأصوات في محافظة السليمانية، فكيف وأن تحصل عليها الآن وفي خضم المشاكل الداخلية التي تعاني منها وفي مناطق لا يتواجد فيها أبناء شعبنا!.

عزيزي القارئ هكذا تسقط الأقنعة ويسقط ما يسمى التجمع الكلداني السرياني الآشوري في امتحان آخر كما سقط من قبل ، لأن التجمع المذكور مهماته محصورة في محاربة اي توجه قومي للكلدان او السريان ليس اكثر والواقع المعاش يثبت ذلك .

اخيراً أقول :

إذا ارادت الحكومتان المركزية واقليم كوردستان إن ارادتا تطبيق العدالة والمساواة وأنصاف كل المكونات العراقية فيجب ان تكون هنالك كوتا للكلدان وأخرى للسريان وثالثة للاثوريين ، فالموافقة على مبدأ الكوتا المسيحية يعني سيطرة الطرف القوي عليها وهذا ما حصل في معظم دورات الأنتخابات المركزية وفي اقليم كوردستان ، في السياسة لا يوجد الأخوة المسيحية ، هنالك مصالح فوق كل الأرتباطات الأخرى هذه هي السياسة . ومن هذا المنطلق ينطلق الأخوة في الأحزاب الآشورية .

ويظهر من التعقيبات والبيانات المختلفة ان المعركة حامية الوطيس حتى بين الأحزاب الآشورية نفسها لقضم اكبر كمية من الكعكة التي يتنافس عليها الأحزاب الآشورية فقط وبغياب تام لأي حزب كلداني او سرياني ، فنقول مبروك الكوتا المسيحية للأخوة الآشوريون .

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,703581.msg6121482.html#msg6121482

د. حبيب تومي في 07 ـ 10 ـ 2013

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *